مصر بين مخالب التحرش الجنسى

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2008 04:38 م
مصر بين مخالب التحرش الجنسى البنات أعلنّ الحرب على المتحرشين بهن جنسياً ونهى رشدى أولاهن
تقرير كتبته ماجدة سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"التحرش الجنسى" وحش أطلق أنيابه منذ عدة سنوات فى مصر بشكل كبير وصل إلى حد الظاهرة.. المصطلح يتناوله الجميع دون تعريف واضح ومحدد، واقتصرت وسائله وأسبابه كما هو شائع على عدة نقاط غير شمولية..هذا الوحش إذا كان علينا محاربته والقضاء عليه، فالأهم هو أن نعرف ماهيته وأسباب ظهوره، والتقرير التالى يحمل لنا المزيد من ملامح وحش التحرش الجنسى..

التحرش الجنسى يعنى "أى قول أو فعل يحمل دلالات جنسية تجاه شخص آخر يتأذى من ذلك ولا يرغب فيه" أو "محاولة استثارة الأنثى جنسيا بدون رغبتها"، أما وسائله الأساسية فتشمل حالتين:

الأولى التحرش بأنثى لا يعرفها المتحرش ويختار لذلك إحدى هذه الطرق: "اللمس أو الكلام أو المحادثات التليفونية أو الملاحقة والتتبع أوالتصفير أو المجاملات غير البريئة أو التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسى"، والثانية التحرش بأنثى تربطها علاقة عمل أو جيرة أو حتى صلة قرابة بالمتحرش ويكون باختيار إحدى هذه الطرق: "النظرة الخبيثة لها أثناء مرورها أو التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسى أو أن يسمعها نكات وقصصاً جنسية، أو أن يصر على دعوتها مراراً إلى طعام أو شراب أو نزهات برغم الرفض المتكرر، أو أن يصر على توصيلها إلى المنزل أو توصيلها إلى العمل رغم الرفض المتكرر".

وعن بطل التحرش فهو رجل فى موقع القوة بالنسبة للأنثى (مدرس و تلميذة - طبيب ومريضة) ولذلك نجد أن أغلب حالات التحرش تحدث فى مواقع العمل، وإذا أردنا رسم خريطة لحالات التحرش فى مصر فلن نجد لها ملامح معينة، فالتحرش لا يرتبط فقط بمناطق الفقراء فى مصر، بل إن بعض الأماكن الراقية يحدث فيها ذلك كالمهندسين ومصر الجديدة، فيحدث التحرش فى الشوارع أو وسائل النقل العامة أو الأماكن السياحية أو المعاهد التعليمية أو الكليات أو أى مكان يجمع بين الجنسين.

أسبابه
تعددت الأسباب والتحرش واحد.. خبراء فى علم النفس والاجتماع أجمعوا على أن التحرش وراءه عدة أسباب مختلفة تؤدى لتفاقم الظاهرة ومنها: "الفقر، فساد الزواج وزواج المصلحة، تدهور وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، ازدياد معدلات الطلاق، الكبت الجنسى فى المجتمع، عدم التعمق فى القيم الدينية وقلة الوعى الدينى، غياب الحياء، تفسخ التقاليد والأعراف، غياب القيم الاجتماعية، غياب دور الأسرة وسوء التنشئة الأسرية، البطالة، بث بعض وسائل الإعلام مواد إباحية، وعدم وجود قانون واضح وفعال يجرم التحرش فى المجتمع المصرى).

إحصائياته
الإحصائيات التى ترصد هذه الظاهرة كثيرة وأغلبها يقوم على أساس عينة عشوائية من المجتمع، ففى عام 2006 قام المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية برصد عدد حالات الاغتصاب المعلن عنها فى مصر، ووجد أن نسبة الاغتصاب ارتفعت إلى 20 ألف حالة اغتصاب فى السنة، أما المركز المصرى لحقوق المرأة فقد أجرى هذا العام مسحاً على 2020

من الذكور والإناث المصريين، و109 سيدات أجنبيات، جاءت نتائجه كالتالى:
(64.1% من المصريات يتعرضن للتحرش بصفة يومية، 33.9% تعرضن للتحرش أكثر من مرة، 10.9 % يتعرضن للتحرش بصفة أسبوعية، 3.9% يتعرضن للتحرش بصفة شهرية،
62% من الرجال اعترفوا بارتكابهم التحرش الجنسى، 83% من النساء قلن إنهن تعرضن لهذه الممارسات 2.4% منهن قمن بالإبلاغ، 3% من الرجال يلقون باللوم على المرأة لأنها تستدعى هذا السلوك، المحجبات يمثلن 72% من المتعرضات للتحرش فى حين أن 80% من المصريات محجبات).

كما جاء فى صحيفة "واشنطن بوست" أن مصر تحتل المركز الأول فى التحرش الجنسى بالمرأة تليها أفغانستان، وقد قامت صحيفة اليوم السابع بإجراء استطلاع للرأى حول ردود أفعال الفتيات عند تعرضهن للتحرش، وكانت النتيجة (54.48% سيلجأن للقضاء فى حالة التحرش، 14.18% سيتركن المتحرش ويسيرن فى سبيلهن منعا للمشاكل، 20.15% ستستنجدن بالمارة لإيقاف المتحرش عند حده، 11.19% لا يعرفن ماذا يفعلن إذا تعرضن لهذا الموقف).

أما أشهر القضايا التى تناولتها الصحف فى وقائع التحرش الجنسى فهى (حادث التحرش الأخير بالمهندسين ثانى أيام العيد، حادث التحرش الجماعى بوسط القاهرة العام الماضى، حادث التحرش بنهى رشدى أول فتاة تقاضى متحرشاً، حادث تحرش بعض البلطجية بالصحفيات المشاركات فى تظاهرة على سلالم نقابة الصحفيين فى 2005، وغيرها من الوقائع التى لم يتم الإعلان عنها) .

التحرش عنوان مصر أمام العالم
ذكرت ظاهرة التحرش الجنسى فى مصر فى أكثر صحف العالم شهرة، سواء البريطانية منها أو الأمريكية، فتناولت الجارديان الظاهرة فى تقرير بعنوان "الرجال فى مصر يسيئون التصرف"، وأيضا صحيفة واشنطن بوست فى تقرير بعنوان "فى مصر.. بعض النساء يزعمن أن الحجاب يزيد من تعرضهن للتحرش" بالإضافة لتقرير بعنوان "مصر من أسوأ دول العالم فى نسبة التحرش الجنسى بالنساء" ، كما تناولت إحدى الصحف البريطانية الظاهرة فى تقرير بعنوان " التحرش الجنسى فى مصر"، ولم تكتف بتناول الظاهرة صحفياً، وإنما امتد الأمر إلى إطلاق تحذيرات للنساء المسافرات إلى مصر من إمكانية تعرضهن لاعتداءات جنسية ونظرات غير مرغوب فيها.

وفى النهاية يجدر بنا تسليط الضوء على الغياب التام لمفهوم التحرش الجنسى فى قانون العقوبات المصرى، وبالتالى فهو غير مجرم، ما يعد بمثابة رسالة لكل متحرش مفادها "فلتفعل ما تشاء".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة