رؤوف عبد الله يكتب: للثورة ثوار غاضبون

الإثنين، 11 يوليو 2011 01:47 م
رؤوف عبد الله يكتب: للثورة ثوار غاضبون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عفوا إنى أقولها نعم أقولها بملء فمى سحقا لتلك الثورة رددتها مرارا قبل الثورة ورددتها أثناء الثورة وأرددها اليوم وسأرددها حتى أموت إنها تلك المقولة التى لطالما اعتززت بها (سحقا لتلك الثورة إن صعد المتسلقون على أكتاف الثوار ليدهسوا أحلامهم بأحذيتهم ويظهروا أمام عدسات التلفاز كالنجوم التى ترتقى إلى السماء ولا ينظر أحد تحت أقدامهم حتى يرى بعين قلبه كيف ارتقى ومن تكون تلك الأجساد التى صعد عليها ليزداد بريقه).

تراهم فى كامل أناقتهم واضعين قدما على قدم فى البرامج الأكثر مشاهدة مع الإعلاميين العظماء يمنون علينا أنهم كانوا من أول المشاركين فى الثورة والمصيبة الكبرى أنك قد تجد أن هؤلاء كانوا خادمين للنظام السابق بكل ما أوتوا من قوة وحينما سقط وجدناهم فى شكل جديد من سلسة أفلام المتحولون كفروا بنظام وباتوا بين لليلة وضحاها يسبحون بحمد الثورة ويلعنون اليوم الذى عملوا فيه ليوم واحد مع النظام القديم.

سحقا لثورة إن حذفت من قاموسها الثوار الحقيقيين الذى أنا لست منهم فالثائر الحقيقى هو الذى نزفت دماؤه فى الميادين شهداء ومصابين هؤلاء حقا هم الأحق والأجدر بتسليط الأضواء عليهم وليس من شارك فى وقفة مع الثوار لمجرد لحظات من أجل إثبات الحضور على العدسات والصفحات والإثناء عليه بالكلمات.

سحقا لثورة بعد نجاحها يخرج بعض المتحولين ينفقون الملايين من أجل إنشاء أحزاب تارة وتارة ينفقون الملايين من أجل الترويج لأحزابهم فى الوقت الذى نرى فيه مصابى الثورة يسقطون موتى واحدا تلو الآخر والباقون ينتظرون الموت فى مستشفيات غير صالحة للاستخدام الآدمى نظرا لضيق اليد ولا نجد من هؤلاء من يقوم ولو بالإعلان عن جمع تبرعات من أجل علاجهم فضلا عن عدم ذكره لهم من الأساس وكأن أدوارهم فى المشهد فرعية تنهى بانتهاء الثورة.

سحقا لثورة إن جمعتنا لأيام وبعدها تشرذمنا إلى قسمين (دستور وانتخابات) واتهامات بالتخوين ومزايدات على الوطنية وفرض الرأى ولو بالقوة فى الوقت الذى لم تأت فيه حقوق الشهداء والمصابين ولم يعوض ذووهم بعد ولم يتم الحكم فيمن قام بقتل ما يقرب من ألف شهيد وحوالى 8000 مصاب.

سحقا للثورة إن تركها الثوار الحقيقيون لبعض المهرجين إيمانا بهم وإعجابا ببعض أفكارهم وتناسوا أن المهرجين لا يسعون إلا إلى إرضاء الجمهور بأى شكل حتى ولو رقصوا على الحبال من أجل حفنة رخيصة من الجنيهات وفى النهاية يقف الجمهور مبهورا بقفزاتهم مهللا ومصفقا لهم.

سحقا للثورة إن ماتت بعدها روح الميادين والأخوة والمودة لا يتبقى منها إلا ملابس شهيد ملطخة بالدماء ولسان مريض يتاجر بالشهداء وثائر يمضى على خطى اليأس لا يفكر فى غد لأنه لا يرى الغد إلا يوما حالكا مليئا بالأسى فيعيش على ذكرى الأمس ورجل يبكى ولده ويقول خرجت ولم يتغير شىء سوى فقدانى لك وامرأة تمضى تائهة لا تدرى إلى أين هى ذاهبة وتقول لك مات ولدى وكان على حق واحترق قلبى وقلبك مارق ائتونى بحقوقة وإن لم تأتى ستسير على دربه وتضيع حقوقك يوما لاشك.

لكن فى الوقت ذاته الثوار غاضبون لا يهابون أى شىء على أتم الاستعداد ببذل كل قطرة من دمائهم فى جميع الميادين فمن مات فى الميادين ليس بأفضل منا فإن كان الموت سيحقق الحرية فأهلا بالموت فداء لها فسياسة جس النبض لا تسمن ولا تغنى عما نريد شيئا ومطالبنا واضحة و صريحة وطالما أعلنتم أن حقوقنا مشروعة وأنكم وقفتم بجوار الثورة لحمايتها منا البداية فاعملوا على تحقيق مطالبنا ولن نتنازل عن مطالبنا إلا إن صعدت أرواحنا إلى بارئها وقضى الله أمره فينا فإما حياة تسر الصديق وإما موت يكيد العدا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة