منصور غمرى أبوخشبة يكتب: الصبر مفتاح الفرج

الجمعة، 08 يوليو 2011 09:41 ص
منصور غمرى أبوخشبة يكتب: الصبر مفتاح الفرج ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد مهلاً يا شعب مصر، يبدو أننا قد سلكنا بالفعل طريقاً وعراً حتى تصل إلى الأمن والاستقرار والديمقراطية الحقة، وأمامنا وقت ليس بالقصير لنعى المعنى الصحيح للحرية. فكل إنسان يخطئ يكون مبررة الوحيد أننا فى حالة ثورة. وكل فاشل يعلق شماعته على الثورة وكأن الثورة جاءت لنشر الفوضى، ومن هنا اختلط الحابل بالنابل باسم الثورة لا أحد أمن على نفسه أو عرضه أو ماله. الفتنة تستيقظ وتتفاقم بعد ثبات سنوات ماضية. الصورة التى تظهرها لنا الحكومة للمستقبل الوردى المملوء بالتفاؤل يعيد لنا الزمن الملىء بالشعارات الوردية من لجنة سياسات الحزب الوطنى.. فهل يا ترى هو الاقتصاد الهش أو الغلاء الفاحش، أو نقص السلع هو مصدر التفاؤل من الحكومة أم لا؟

لماذا لم يهدأ ميدان التحرير حتى الآن؟ لماذا لم يتجهوا إلى الصبر خلال هذه الفترة الحرجة من عمر الدولة، حيث إن الدولة فى حالة تغيير وغباء تحتاج من الجميع التكاتف والصبر، بعيداً عن المطالب الفئوية والصراعات الدائرة بين كل فرقة وأخرى كل واحدة تريد أن تثبت للأخرى، أنها الأقوى تنظيماً وتأثيراً على الشارع المصرى.

ومن الملاحظ أن هناك حفنة من الشخصيات عددها محدود مسيطرة على الأجهزة الإعلامية، سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة، تنتقل بين كل برنامج وآخر، وبين قناة وأخرى تتكلم وتقترح، بل وتصر على فرض أرائها على الأغلبية، وتبين للآخرين أنها الفئة الوحيدة فى مصر التى تفهم فى تخطيط مستقبل مصر متجاهلة رأى الأغلبية الصامتة البعيدة عن الإعلام، بل وهى أى الأغلبية المجهولة هى التى يقع على عاتقها الموافقة أو عدم الموافقة من خلال صناديق الاقتراع أو الاستفتاء، ومن العيب أن نفترض عدم معرفة هذه الفئة الكبيرة من الشعب المصرى أنها تجهل المشاركة فى البناء، وأرى أنه لا فرق فى الوقت الحالى بين ما بعد الثورة وما قبلها، طالما أن كل من يجلس فى برنامج يريد أن يؤكد أن لا هناك أحداً يفكر صح غيره دون أن يعطى حق الرأى والرأى الآخر، فالجميع من هؤلاء يدعون أنهم مخلصون لمصر ويحبونها دون غيرهم، ويسعون لتحقيق نهضتها لكنهم كاذبون مخادعون مذنبون هم رجال السياسة لا يتغيرون فى كل عصر وكل مكان يبحثون عن مجد شخصى ومصالحهم الضيقة الانتهازية الفردية، ويدعون أمام الكاميرات الاجتماعية المفتوحة أنهم يهيمون عشقاً بمصر لكنه إفك ما يدعون.

ظل مبارك ورجالة 30 عاماً يخدعون العوام من أهل بلدى حتى بلغ نسبة من هم تحت خط الفقر أكثر من 35 مليونا، ويكابد الفقر 35 مليونا آخرين، وعندما نجحت الثورة فى التخلص من الديكتاتورية استبشر البسطاء وكأنهم لم يصدقوا قالوا "القادم لن يكون أسوأ"، لكن الواقع يؤكد أننا مقبلون على سبع عجاف، وعليك يا صديقى أن تشد الحزام فقد تخلصنا من فرعون ويتنازع على بلدنا مصر شلة أقزام.

الجميع مذنبون لا فرق بين إخوان أو وفد أو غيرهما من آلاف مجموعات الائتلافات المنبثقة عن الثورة لا حصر تم، ولا عدد، الكل يتصارع بين الدستور أولا أو الانتخابات أولا، وتركونا كفقراء نصارع الفقر وارتفاع الأسعار، وعدم وجود لقمة العيش، وكأن الثورة وبالاً علينا كفقراء، فكل الأمور معطلة بل وتزداد سوءاً، ليت الجميع يهدأ كما قال الإمام الشعراوى حتى تبنى الأمجاد، ونترك الشخصنة، ونصبر ونتحمل حتى تتعافى الدولة فلا تتعجل ما تضعه الحكومة من تخطيط لبناء وإدارة الدولة فى هذه الفترة العصيبة التى تمر بها مصرنا الغالية.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة