مهرجان الشرق الأوسط السينمائى والذكرى الـ 60 لنكبة فلسطين

الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008 06:59 م
مهرجان الشرق الأوسط السينمائى والذكرى الـ 60 لنكبة فلسطين قصر الإمارات بأبو ظبى يستضيف فعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائى
أبوظبى (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألقى مهرجان الشرق الأوسط السينمائى الدولى الثانى، الذى واصل فعالياته اليوم الثلاثاء فى قصر الإمارات بأبو ظبى، الضوء على القضية الفلسطينية من خلال برنامج خاص ضم أفلاماً وثائقية تؤرخ لـ 60 عاماً الماضية على نكبة فلسطين.

ومنذ بداياتها فى نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن العشرين، اصطبغت السينما الفلسطينية بـ"الهم السياسى والوطنى للفلسطينى فى الوطن والشتات"، وانطلق السينمائيون الذين صنعوا الأفلام الأولى من مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها، حاملين الرؤى والمفاهيم المرتبطة بالكفاح والتحرير، فكانت الأفكار النابعة من الصراع العسكرى أشد حضوراً بكثير من الحكايات والقصص الإنسانية فى تفاصيل ويوميات هذا الشعب، حيث الغاية الأساسية هى إثبات الوجود فى مواجهة محاولات التغييب.


ومن بين التجارب الجديدة، كانت تجربة المخرج السينمائى ابن مخيم الشاطئ فى غزة رشيد مشهراوى التى تعبر عن وعيه لحقيقة نشأته بين براءة الطفولة وحقيقة جنود الاحتلال بدءاً من "الملجأ" و"تذكرة إلى القدس" و"توتر" و"انتظار" وغيرها من الأفلام الوثائقية والتسجيلية، تلك الحقيقة التى دفعته إلى الغوص فى تعقيدات النفس البشرية بأفضل طريقة واقعية ممكنة هذه الحقيقة جعلته أكثر إحساسا بالوضع البشرى بصورة عامة ووضع الفلسطينيين بصورة خاصة.

ويتميز إنتاج مشهراوى السينمائى ببساطة التعبير وواقعية مقاربة الحدث ضمن نظرة إنسانية شاملة، الأمر الذى يضفى غنى وتنوعاً على هذه السينما، حيث يسهم كل مخرج وفنان بحالة سينمائية مختلفة، فهناك فلسطينيون آخرون يقدمون عوالم مختلفة، وهذا بالنهاية يصب فى صناعة سينما فلسطينية يسهم الجميع فيها.

ومن بين الأفلام التى تناولت القضية الفلسطينية فيلم "يد إلهية" للمخرج إيليا سلمان تدور أحداثه فى مكانين مختلفين داخل فلسطين التاريخية، المكان الأول هو الناصرة حيث الاحتلال هنا يختلف عن الاحتلال خارج الخط الأخضر فالاحتلال العسكرى تحول مع الزمن إلى احتلال نفسى، ولم يعد لدى البشر فى الناصرة القدرة على مواجهة كل هذه العواصف التى تأتيهم من كل مكان وبالتالى ليس أمامهم إلا محاولة البقاء على قيد الحياة، أما المكان الثانى فهو حاجز الرام الإسرائيلى الفاصل بين مدينتى القدس ورام الله، والوضع هنا يختلف تماماً فعند الحاجز يلتقى يومياً بطل الفيلم مع حبيبته فى مشاهد مؤلمة تصور كل أشكال المهانة اليومية للفلسطينيين.

وحول التجربة الثانية فى هذا الإطار، فهى تجربة المخرج هانى أبو أسعد الذى اشتهر بفيلمه "الجنة الآن" الذى نال جائزة "جولدن جالوب" لأفضل فيلم أجنبى فى الولايات المتحدة وهو يطرح أسئلة الحياة والموت وتغيير الواقع الفلسطينى عبر عملية استشهادية، مقدماً رؤيته لهذا النوع من العمليات لأول مرة ربما لتقديم صورة الاستشهادى من جانبها الإنسانى ودوافعها للقيام بهذا العمل والتأكيد على ما تمثله من مقاومة للاحتلال وممارساته وحتى لا تظل صورة الفلسطينى هى صورة الوحش والهمجى القاتل فهو يتعرض لأشكال من العنف تدفعه لابتكار أشكال من الدفاع عن نفسه وعن حريته وكرامته فهو إنسان وهذا ما ينبغى أن يفهمه الجميع.

ومن بين المخرجين البارزين فى هذا القسم الذى يعرض له المهرجان مى المصرى التى تعد واحدة من المخرجات القلائل فى الساحة الفلسطينية اللاتى قدمن تجارب بصرية مهمة وثائقية وتسجيلية تطرح قضايا فلسطينية وعربية برؤية متميزة خصوصاً فى "أطفال جبل النار".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة