أحمد عبد العليم يكتب: ديكتاتورية الثوّار!

الثلاثاء، 14 يونيو 2011 05:27 م
 أحمد عبد العليم يكتب: ديكتاتورية الثوّار! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر ما يقلقنى على الثورة، ليست موجة السلفيين ولا تخوفات صعود الإسلاميين، لأن قواعد اللعبة سيحددها دستور، وسيحميها الشعب الذى ضحى من أجل الحرية، ولكن ما يقلقنى هم الثوّار أنفسهم، فأنا كنت فى الثورة، ولم أُفوض أحداً ليتكلم نيابةً عنى، والثورة ليست صك ملكيةٍ يمنح ويمنع ويحتج ويرفض، وليست ورقة ضغط، نضغط بها على الوطن، كى لا ينفجر الوطن.

فجّر الثوّار ثورة 25 يناير وأخشى أن يفجروها، بين اختلافات على حق التمثيل فى مؤتمر للحوار الوطنى، لا أعتقد أنه يضيف لرصيد الثورة، بل ينتقص منها الكثير، لأننا وطن قد شبع "حوارات" على مدار أكثر من خمسة عقود، ولم نتخلص من ديكتاتورية الفرد كى ننتقل إلى ديكتاتورية الجماعة، أو ديكتاتورية القلة الحاكمة أو ديكتاتورية الثوّار!!

أصبح البعض من الثوّار يتعامل بمنطق أنه يمتلك الحقيقة، وأنه من حرّر الوطن، فله الحق أن يستعبد أمة من فرط ما غرقت فى العبودية، بات البعض يشتاق لها بين الحين والآخر، فأخطر ما أفرزته الثورة هو فقدان المجتمع لقاعدة حوار تضيف خطوة إلى الأمام، ولا تعود بنا ألف خطوة إلى الوراء.

ومرحلة التخبط التى نعيش فيها الآن أمر طبيعى للغاية إن أدركنا نحن ذلك، وإن نجحنا أن نصل بهذا الشعور إلى الأغلبية الصامتة التى قد تصبح فى أى وقت وقوداً للثورة المضادة، حيث إن مصر مازالت فى مرحلة انتقالية، ورغم الهم الاقتصادى، إلا أننا دولة خرجت لتوها من فساد استشرى فى كل جسد الدولة لعقود كثيرة.

وبالتالى لا بد أن يكون الثوّار أكثر تعبيراً عن قيمة وقيم الثورة، فلا يخرج أحدهم ليردد نفس مقولات نظيف وعمر سليمان بأننا شعب مازال أمامه الكثير كى يستحق الديمقراطية، لأن الشعب الذى نفض عنه غبار الذل والظلم والاستبداد يستحق ما هو أجمل وأروع من كلمة ديمقراطية.

ولا يخرج أحدهم ليهاجم الآخر لمجرد أنه مختلف معه، ولا ليتحول الاختلاف إلى خلاف، على من أحق بأخذ قطعة من "تورتة" الثورة، فالثورة مازالت قائمة ومستمرة ولم تنته بَعد.

ولا بد أن نُنحى أى خلافات جانباً كى تظل مصر همنا الأوحد، ولكى لا تتوه مصر منّا فى عتمة الحوارات، وظُلمة الخلافات، مصر تريدنا جميعا أن نكون فى أجمل صورة لنا كى نستحقها، أن نعود لأخلاق وقيم ميدان التحرير التى أبهرت العالم.

ولذلك أتمنى ممن يتحدثون باسم الثورة، أن يعرفوا جيداً أنهم لا يعبّرون عن أنفسهم فقط إنما يعبرون عن جموع من الشعب، أناس بعدما انتهوا من مهمتهم اختاروا أن يعودوا لبيوتهم، ولم تستهوهم عدسات الكاميرات ومانشيتات الصحف وبرامج "التوك شو" ولا إغراءات الشهرة المزيفة، هم صنعوا الثورة، واختاروا أن يعيشوا فى الظل كى تعيش مصر دائماً فى النور.. فاستقيموا يرحمكم الله.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة