بين الذكر والأنثى

أول فيلم يدعو إلى المساواة فى الإرث

الإثنين، 06 أكتوبر 2008 08:10 م
أول فيلم يدعو إلى المساواة فى الإرث "شطر محبة" أول فيلم يثير موضوع المساواة فى الميراث
تونس (أ.ف.ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت المخرجة التونسية كلثوم برناز جدلا واسعا، بسبب تطرقها لموضوع المساواة فى الميراث بين الذكر والأنثى فى فيلمها "شطر محبة". وتجد المخرجة، التى تناضل لوقف التمييز فى تونس، أن لا مبرر لاستمرار هذا القانون.

اختارت المخرجة التونسية كلثوم برناز، أن تعيد طرح موضوع يعتبر من المسلمات فى الدين الإسلامى، حين دعت فى فيلمها "شطر محبة" إلى التساوى فى الميراث بين الذكر والأنثى، لتثير بذلك جدلا واسعا فى البلاد التى تصنف، على أنها من بين أكثر الدول العربية تقدما فى مجال حقوق المرأة.

"شطر محبة" هو ثانى أفلام كلثوم برنار بعد فيلم "الكسوة" الذى أنتج عام 2000. وقد قدم الفيلم للصحفيين فى عرض خاص قبل طرحه بالقاعات السينمائية، ابتداءً من غد الثلاثاء. يؤدى أدوار البطولة يونس الفارحى وسناء كسوس وفتحى المسلمانى وسهام مصدق والفيلم دراما اجتماعية، تتمحور أحداثها حول عائلة تونسية، متكونة من التوأم سليم وسليمة ووالدهما على الذى يعمل محاميا. وتدور أحداث الفيلم حول علاقة الأب مع والديه التوأم وعلاقته بهما بعد موت زوجته.

وتطرح المخرجة مسألة الإرث، إثر وفاة الأب وتركز على إشكالية حظ البنت من الميراث، خاصة بعد قرار أخيها سليم بيع البيت العائلى وأخذ النصيب الأكبر لإنجاز مشروعه فى إيطاليا، ليترك سليمة تتخبط فى حزنها وقصورها وعجزها عن تحديد ملامح مستقبلها. وركزت المخرجة على إبراز طابع تراجيدى للبطلة سليمة حين صورتها جالسة على الكرسى المتحرك لوالدها، فى إشارة إلى عجزها وقصورها عن مواجهة الوضع الناتج عن عدم المساواة فى الإرث.

ولا تجد برنار أى مبرر لاستمرار هذا القانون الذى يبدو لها عنصريا وظالما للمرأة، وتدين الاستسلام لهذا القانون الذى يحول المرأة إلى إنسان مبتور، مثلما حدث فى الفيلم للوالد الذى شلت ساقاه. وانضمت برنار إلى مثقفات ومناضلات يطالبن بوقف التمييز فى الإرث بين الرجل والمرأة فى تونس، من بينهن منظمة النساء الديمقراطيات.

وكانت الكاتبة التونسية ألفت يوسف قد أصدرت كتابا مثيرا للجدل هذا العام، قالت فيه إن القرآن قابل للتأويل فى هذه المسألة، مما أثار ردود فعل غاضبة من قبل فئات واسعة من المحافظين فى تونس والعالم العربى. لكن تونس التى ينظر إليها على أنها من أكثر الدول تقدما فى مجال حقوق المرأة فى العالم العربى نأت بنفسها عن هذا الجدل، ولم تستجب إلى هذه المطالب التى تتنافى مع الشريعة الإسلامية.

وتقول الناقدة التونسية حياة السايب، إنها تؤيد نضال المخرجة نحو المساواة فى الإرث، لكنها ترى أن المشاهد التى تضمنها الفيلم كانت صادمة، لأنها أظهرت المرأة بشكل مهين حين صورتها عاجزة ومقعدة، بسبب عدم التساوى فى الإرث. وينتظر أن يشارك فيلم "شطر محبة" فى المسابقة الرسمية لمهرجان قرطاج السينمائى الذى يفتتح فى 25 أكتوبر، ويستمر أسبوعاً بمشاركة سينمائيين من 22 بلداً عربياً وأفريقياً وأوروبياً وآسيوياً.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة