"شلل الدراما" أمر اعتدنا على رؤيته طيلة السنوات الماضية فى كثير من المسلسلات لدرجة تصيبنا بالملل، وانعكست هذا العام سلبا على مستوى الدراما، إذا أصبح أغلب النجوم يرفعون شعار "صاحبى واللى يريحنى أولى بالمعروف"، ولم يتوقف الأمر عند حد تكرار ظهور بعض الفنانين مع بعضهم فى الأعمال الدرامية، ولكنها وصلت إلى تكرار المؤلفين والمخرجين والمنتجين أيضاً، مثل يسرا والمنتج جمال العدل والمخرج محمد عزيزية فى مسلسل "فى إيدى أمينة"، إضافة إلى باقى نجوم "قضية رأى عام"، ومنهم أشرف مصليحى الشهير بـ"سيد شكمان"، وإيهاب فهمى وأيمن عزب حتى أحمد فلوكس الذى أصر على ظهوره كضيف شرف، وهشام سليم والمخرج نادر جلال والمؤلف بشير الديك، فى مسلسل "ظل المحارب" بعد عملهما معاً فى "أماكن فى القلب" عام 2005، "درب الطيب" فى 2006.
محمد الغيطى كتب لـ داليا البحيرى مسلسل "بنت من الزمن ده"، بعد أن كتب لها العام الماضى مسلسل "صرخة أنثى" فى العام الماضى، ومن قبلها المسلسل الإذاعى "نور والعفاريت".
نيللى كريم ومصطفى شعبان يبدو أنهم أصبحا دويتو بعد اشتراكهما معاً فى فيلم "فتح عينيك"، مما دفعهما إلى تكرار التجربة فى مسلسل "العميل 1001" عام 2005 ليطلا علينا هذا العام بمسلسل "نسيم الروح".
فيفى عبده حرصت أيضا على اختيار الفنانة خيرية أحمد فى مسلسلها "قمر" والتى لم تتركها منذ عودتها الى التليفزيون بمسلسل "الحقيقة والسراب"، وأيضا جمال إسماعيل، وجمال عبد الناصر اللذان يعملان معها بدءاً من مسلسل "سوق الخضار" مروراً بـ"أزهار".
وإذا كان المخرج محمد عزيزية فى تصريحه أوضح، أنه من الممكن أن يقدم مع يسرا 100 مسلسل، لتحمسه الشديد لها وإعجابه بها كفنانة متميزة، إلا أن ذلك لا يعنى أن يرضخ لكل شروطها، بدءاً من السيناريو الذى يتمركز حول شخصها فقط، ويظهر باقى أفراد العمل كسنيدة يدورون فى فلكها، إضافة إلى قبوله لشروطها باختيار معظم طاقم العمل.
عصام زكريا الناقد الفنى يقول الدراما عندنا أصبحت تدار على طريقة "ما تيجوا نطلع رحلة"، وأقصد بذلك أن المسألة ليست لها علاقة بفنيات العمل، واحترام متطلبات الدور وطبيعته الدرامية، وانسجامه مع الممثل الذى يجسده، وأصبحنا نفصل الأدوار ليس فقط على مقاس النجوم بل أصدقائهم. ويضيف زكريا أتفهم أن يكون هناك مجموعة بينهم هارمونى فى الأداء وتناغم على المستوى الإنسانى، ولكن ذلك لا يعنى أن نضرب بالمعايير الفنية عرض الحائط، فمثلا فى السينما العالمية، أن مارتن اسكورسيزى يرتاح فى العمل مع النجم ليونارد دى كابريو الذى قدمه فى أكثر من تجربه، ولكن ذلك لا يعنى أنه لا يقدم أفلاما مع نجوم آخرين.
أما الفنانون فهم يدافعون عن ذلك، حيث تؤكد يسرا أنها لم تشعر بالراحة فى العمل مع منتج كما تشعر مع جمال العدل، خصوصا أنه منتج فاهم، ويعمل دائما لمصلحة نجومه، وما المانع فى أن أكرر تجربتى معه، وتساءل: لماذا الدهشة من تكرار الاسماء فى أكثر من عمل؟ وعلينا أن نتذكر أن فنانة بحجم فاتن حمامة كانت ترتاح بالعمل مع المخرج بات الذى تعاونت معه فى الكثير من أفلامها، ونفس الحال مع المخرج الراحل يوسف شاهين إذ كان له نجومه المفضلون، والمهم هل هذا الفنان In cast أم لا.
فى حين يرى الفنان يحيى الفخرانى، أنه من الطبيعى أن تكون هناك مجموعة عمل، ترتاح إلى بعضها البعض، ولكن هذا لا يعنى أن أكرر نفس الوجوه التى تعمل معى فى كل مسلسل، لأن طبيعة الدور تفرض الممثل المناسب له، وهذا ما أراعيه عندما أقوم باختيار فريق العمل مع المخرج، ومثلا فى مسلسل "عباس الأبيض" نجح معى الفنان أحمد عزمى، وتوقع الكثيرون أن يشارك معى فى أعمالى المقبلة، ولكننى تركته فى العمل التالى "سكة الهلالى"، وعدنا للعمل معا فى مسلسل "يتربى فى عزو"، لأن الدور كان مناسب له.
ماجدة موريس، تؤكد أن الدراما هذا العام "سمك لبن تمر هندى"، حيث لا تعرف ما إذا كنا نرى مسلسلات جديدة أم نفس أعمال العام الماضى، حيث أصبحنا نترقب فريق العمل المشترك مع كل نجم، والوحيد الذى نستثنيه من تلك القاعدة هو يحيى الفخراني، رغم أنه يدور بين اسماء محددة فى مجال الإخراج والتأليف، وهذه الحالة انعكست على المستوى النهائى للدراما المصرية، التى تبدو أكثر ترهلا وباهتة الملامح، طالما النظام الإنتاجى يعمل بأمر النجم وما يحبه وما يرغب فيه.
لمعلوماتك
دويتوهات الأزواج تظهر أيضا فى دراما رمضان، أبطالها فردوس عبد الحميد بمسلسل "ليلة ثعالب" مع زوجها محمد فاضل الذى يخرج لها جميع أعمالها.
المؤلف محمد أشرف كون هو الآخر دويتو مع زوجته المخرجة شيرين عادل، حيث يعرض لهما حالياً مسلسل "بعد الفراق" بعد نجاحهما فى "سلطان الغرام" فى العام الماضى، بل جاءت شيرين عادل بنفس بطل مسلسها الأخير خالد صالح ليكونا ثلاثى مشترك.
وفى قائمة دويتوهات الأزواج يأتى دويتو تيسير فهمى مع زوجها د.أحمد أبو بكر، والذى أصبح مؤلفاً ومنتجاً خصوصياً لها، ليكون مسلسل "الهاربة" هو ثالث الاعمال التى تجمعهما معاً.
