كيف يحتفل بدو سيناء وصعايدة سوهاج؟

الأربعاء، 01 أكتوبر 2008 04:08 م
كيف يحتفل بدو سيناء وصعايدة سوهاج؟
سوهاج - ضحا صالح والعريش – عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهى شهر رمضان المبارك وبدأت احتفالات عيد الفطر. وتحتفل كل محافظة فى مصر على طريقتها الخاصة، حسب عاداتها وتقاليدها وطقوسها، فنجد كل ما هو طريف وما هو بالفعل غريب. فمواطنو بعض المحافظات يحرصون على زيارة القبور|، والبعض الآخر يعد الأكلات الفريدة من نوعها، لتناولها فى أول أيام العيد كالمخروطة والعصيدة (مرسى مطروح)، وعلى الجميع أن يأكلها طواعية أو كراهية، والأثرياء يأكلون الفته الدسمة، وكأنهم فى رمضان لم يقربوها، وآخرون يصرون على تناول الأسماك المملحة، بدلاًَ من الكعك والبسكويت الذى لا تعرفه قوائم طعام البدو.

فى أول أيام العيد أعدت كل المحافظات على مستوى الجمهورية استعدادات خاصة، تضمنت توفير كميات إضافية من السلع مثل السكر والسمن والمستلزمات الضافية فى أعداد الكعك، والذى هو من أبرز عادات المصريين على الإطلاق فى هذه الأيام المباركة، إلى جانب تشديد الرقابة على الأسواق، وإعلان حالة الطوارئ فى المرافق والخدمات.

لأول مرة سيناء بلا مغتربين
قال اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، إنه قرر ولأول مرة، منح جميع الموظفين المغتربين إجازة إضافية لمدة يومين، حتى يتسنى لهم السفر وقضاء العيد عند ذويهم. وقال المحافظ، إنه تم تشكيل غرفة طوارئ بالمحافظة للتحرك حيال الأزمات الطارئة، وأن الأطباء ورجال الأمن وموظفى معبر رفح لم يحصلوا على إجازات، خاصة أن المعبر فى حالة تأهب مستمرة، تمهيدا لفتحه لعودة المعتمرين، وكذلك عودة المرضى. وأضاف، أنه هو وجميع التنفيذيين يقضون العيد مع أهالى سيناء أنفسهم.

الدكتور طارق المحلاوى وكيل وزارة الصحة قال إنه تم رفع درجة الاستعداد فى المستشفيات، تحسباً لأية إصابات من تناول الفسيخ ومأكولات العيد، إلا أن أسماك سيناء دائما طازجة ولا خوف منها. المحاسب محمد حسين مدير عام التموين قال، إنه تم تكثيف الحملات على المحال والمتاجر التى تبيع الأسماك والرنجة وتم كذلك الحصول على عينات منها للتأكد من سلامتها، وأن "الأمور طبيعية حتى الآن".

أجهزة الأمن منعت الإجازات خلال أيام العيد ورفعت الاستعداد بالمناطق الحدودية وفى الأكمنة. ويقول المهندس أحمد عرابى مدير الهلال الأحمر المصرى، إن عددا من الجمعيات الأهلية تقوم بالإعداد لزيارة الفلسطينيين بالعريش ورفح، وتقديم بعض الهدايا والمأكولات لهم فى العيد، والاستعداد لاستقبال المعتمرين الفلسطينيين بعد عودتهم إلى القطاع بعد العيد مباشرة.

من ناحية أخرى، احتفل عدد محدود من بدو مدينة رفح المصرية، ومن الفلسطينيين المقيمين بها وأقاربهم أمس الثلاثاء بالعيد مع غزة، بحكم قرب المكان، خاصة بمنطقة بوابة صلاح الدين وحى البرازيل والبراهمة. إفطار البدو الثلاثاء قوبل باستغراب من أغلبية المصريين برفح، الذين التزموا بتوقيتات مصر. وقال سلمى أبو شيخة عضو مجلس محلى المحافظة عن رفح، إن عددا محدودا أفطر الثلاثاء، على أساس أنه العيد، فى ظل إعلان قطاع غزة الإفطار، وقال إن أغلبهم من الفلسطينيين، وأقاربهم ومن تربطه مصاهرة أو نسب بهم، لكن الأغلبية المطلقة تعيد غدا بمشيئة الله ولا يمكن تعميم الأمر. وقال إن مظاهر العيد فى رفح أو فى سيناء عامة، تتعلق بالزيارات للمشايخ كبار العائلات، وتناول اللحوم والفتة الساخنة، بعد صلاة العيد، وطبعاً الشاى والقهوة العربية.

وعن مظاهر الاحتفال، أوضح سليمان عياط كبير مذيعى إذاعة شمال سيناء، أن الفتيات يلبسن الثوب البدوى المطرز والشباب الزى البدوى والتحرك للزيارة، يكون جماعيا ومن بيت لبيت فى كل قرية سواء جار أو قريب، ويتجمع الشباب فى حلقات السمر والمنافسة والشعر ليلا فى الصحراء. البعض يعلق الزينات، وهى عادة جاءت مع الوافدين من الوادى ويعملون بسيناء، والملاحظ أن العريش تحديدا تخلو من المغتربين الذين يقضون العيد فى بلادهم. الأديب حسن غريب قال، إن أبناء العريش "العرايشية" يزورون الدواوين الخاصة بالعائلات، ويسلمون على بعضهم، فيما يتجمع الأدباء على مقهى أصالة أو ليلتى، للتحدث فى كل الأمور. أما الأطفال يذهبون للملاهى أو لحديقة مبارك، ويذهب البعض الآخر للبحر، للاستحمام وأهل سيناء اعتادوا التهادى فى العيد، خاصة بدو الصحراء، ولا يمكن رفض الهدية.

فى محافظة سوهاج، أنهت المحافظة استعدادها لاستقبال عيد الفطر المبارك، حيث تم التنسيق مع مختلف المصالح والجهات الحكومية، لتوفير السلع الغذائية والخبز وأسطوانات البوتاجاز بالكميات الكافية، خلال فترة العيد، مع تعديل مواعيد تشغيل المخابز. وصرح السيد محسن النعمانى محافظ سوهاج، بأنه تقرر التنسيق مع الجهات الأمنية لمراقبة وتأمين أماكن الاحتفالات للحفاظ على أرواح المواطنين، وكذلك رفع درجة الاستعداد فى المستشفيات لاستقبال الحالات الطارئة.

ويحتفل أبناء محافظة سوهاج بالعيد على طريقتهم الخاصة، حيث يفضلون زيارة القبور بعد الانتهاء من صلاة العيد. أما أبناء قرى سوهاج، فالعيد بالنسبة لهم هو قضاء يوم فى العاصمة، خاصة على الكورنيش الذى يمتد شمال وجنوب محافظة سوهاج، فيجلبون المأكولات، بينما يتحول الكورنيش إلى كرنفال أشبه باحتفالات الموالد، وغاية تسليتهم اللهو بالمراجيح، وعروض الساحر القادم من القاهرة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة