عبد المنعم فوزى

بكره أحلى

الأربعاء، 25 مايو 2011 08:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إذا صلح الإعلام صلح المجتمع".. عبارة مش عارف مين اللى قالها أو فيه حد أصلاً قالها، ولكنى قلتها أثناء مشاهدتى لبرنامج "بكره أحلى" للداعية عمرو خالد، السبب أن التليفزيون المصرى أصبح زى الرجل العجوز غير قادر على فعل أى شىء، وكل برامجه رد فعل وبس وماشى بمفهوم واستراتيجية عفا عليها الزمن، الدليل أن المواطن مش لاقى نفسه على تليفزيون بلده الغرقان بالقيود القانونية والإجرائية، وعمالة وبطالة مقنعة وفكر قديم، حتى إن ولادنا بتشاهد القنوات الفضائية غير المصرية ودى لوحدها كارثة.. صحيح إن التليفزيون مملوك رسمياً للدولة ولا يزال هدفه الرئيسى هو توجيه الرأى العام بما يتوافق وسياسة أى نظام قائم، سواء اللى فات أو اللى جاى.. علشان كده هو دلوقتى من غير أى سياسة أو أى فكر، وهو الأمر الذى يؤدى إلى فقدانه المصداقية لدى الناس.

شوف يا صاحبى لما أقولك الإعلام الحديث أصبح ديالوج وليس منولوج، يعنى مش نقدم برامج وأخبار من طرف واحد وبس، لكن بقى هناك حوار باستخدام الإعلام الجديد ومشاركة المشاهدين بما يسمى بالصحفى المواطن، فكل مواطن أصبح قادراً على أن يوثق ما حوله ويسبق حتى وسائل الإعلام التقليدية بلقطات صورها بجهاز الموبايل أو بكاميرا فيديو وبإمكانيات بسيطة، يعنى المواطن يستطيع التعبير عن رأيه وتوصيله لمن يريد والتواصل مع آلاف وملايين البشر عبر المجموعات الاجتماعية مثل الفيس بوك.. من غير أى كلكعة أو رخامة من أى مذيع.

الحكاية وما فيها أن محتوى الإعلام الجديد ومشاركة الناس معه جعلته أكثر تأثيراً على المجتمع، وأكثر تواكباً مع رغباته، وأسرع تجاوباً مع أحداثه، وأقوى ارتباطاً بالجماهير، لأنه كسر القيود القانونية والتعقيدات الإدارية، ودى بقى الحرية، يعنى حرية فى المشاركة، سواء بفكرة أو حدث أو معلومة، والتفاعل مع المجتمع أو تفعيل المجتمع تجاه أمر ما.

شوف يا صاحبى لما أقولك إذا كان المشاهد مشاركاً فى صنع ونشر معلومة أو خبر، ساعتها حتجده أكثر ارتباطاً ومتابعة لما يقوله ويقدمه، ومشارك فى حل مشاكل مجتمعه وينتقل الجمهور من الاستهلاك السلبى إلى تجنيد إمكانياته لخدمة نفسه ومجتمعه، وده اللى عمله د.عمرو خالد فى أول مشروعين عمليين ضمن برنامجه "بكره أحلى" التليفزيونى، المشروع الأول ينظم لجاناً شعبية فى كل قسم من أقسام الشرطة فى مصر بدأها بـ10 أقسام، للمشاركة فى فض وحل النزاعات المختلفة داخل الحى، وكشف أماكن البلطجية والتعاون مع رجال الشرطة وتوجيههم لهذه اﻷماكن.. طبعاً دى فكرة ممتازة، لأنها تقوم على تكاتف الشرطة والشعب لحماية البلد من الحرامية والبلطجية وكده تعود الشرطة بمفاهيم أمنية جديدة تقوم على احترام كرامة المواطن التى لم تراع فى الماضى، وكانت من أهم أسباب ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير عندما ثار الناس ليستردوا حريتهم وكرامتهم فى بلدهم‮.‬

لن يرجع الأمن إلا إذا ساعدنا كلنا فى ذلك والمشروع بداية تحمل الشعب المسئولية فلا مجال اليوم للتواكل والاعتماد على المسئول فى كل شىء.

مبادرة أخرى تحت عنوان: "كوباية شاى" من أجل تحقيق "مليونية العيش والملح"، وهى مبادرة تقوم على أن يوجه كل شاب أو عائلة مسلمة دعوة لعائلة مسيحية أو العكس على مائدة الطعام أو على جلسة لشرب الشاى معاً، على أن يلتقط الطرفان صورة أو فيديو معاً أثناء الجلسة، نشوفها كلنا على التليفزيون المصرى حتى نثبت للعالم أجمع كيف يجتمع المصريون على هدف واحد وهو "إيد واحدة".

شوف يا صاحبى لما أقولك البرنامج، بيقول إن الإعلام الجديد مش حيلغى الإعلام التقليدى طالما سيتكيف مع التغييرات والتطورات الحديثة، ودى فرص ذهبية للجميع خاصة الشباب لإبراز مواهبهم، وحافز للإبداع، والابتكار و"الحاجة أم الاختراع"، الإعلام الجديد يفتح لنا الباب لترتيب الأوراق والانطلاق من حيث انتهى الآخرون، والمعيار الوحيد فى المنتج الإعلامى هو الكفاءة ومشاركة وإقبال الجماهير عليها فى تنافس حر شريف فى مختلف المجالات، المشكلة أن أفراد وقيادات المؤسسات الإعلامية التقليديين اللى مش قادرين يتواكبوا ويتكيفوا مع معطيات ومستجدات العصر مهددون بالانقراض وصلاحيتهم انتهت، تعالوا نفكر ونخطط للجيل القادم، وندعو مؤسستنا الإعلامية والقائمين عليها إلى إعادة النظر فى دورها وبرامجها وسياستها، قبل فوات الأوان.
* نائب رئيس تحرير الجمهورية









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة