"ثقوب في الضمير".. شهادة حية عن مجتمع متناقض

الجمعة، 26 سبتمبر 2008 11:35 ص
"ثقوب في الضمير".. شهادة حية عن مجتمع متناقض الكتب العلمية أيضا تقفز إلى صدارة المبيعات
قرأ الكتاب: طلال فيصل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مبرر قوى يقدمه أستاذ الطب النفسى الدكتور أحمد عكاشة لإعادة إصدار هذا الكتب مؤخرا عن دار الشروق، وذلك بعد صدور طبعته الأولى عام 1993، حيث يوضح أنه شاهد على ما جرى ويجرى للمجتمع المصرى، والذى تشير كل الدلائل إلى أن مشاكله تتضخم وتزداد عمقا واتساعا.

ولا يعفى الدكتور عكاشة نفسه من مسئوليته عن تقديم شهادة حول هذا المجتمع، وهذه المشاكل، كما يؤكد فى المقدمة، إذ يقول: "ما أنا إلا أحد الشهود على ما نحن فيه، وهناك من سجلوا شهاداتهم قبلى وآخرون مشغولون بإعداد شهاداتهم، لكننى وهؤلاء لا ننهض بهذا العبء من قبيل إبراء الذمة، فليس منا من يستطيع ادعاء تبرئة نفسه من أحوالنا فنحن جميعا متهمون وشهود فى آن واحد، وفضل الشهادة أنها تنبه وتحذر وتقترح الحل، كل بقدر اجتهاده وأمانته".

الكتاب يتكون من مقالات متنوعة عن المشاكل التى يعانى منها المجتمع المصرى، مثل ضعف الانتماء للوطن والمفهوم الخاطىء للدين ومشكلة الإدمان، ويرجع الدكتور عكاشة هذه المشاكل الاجتماعية وغيرها إلى أزمة فى الضمير العام للمجتمع أو على حد تعبيره "ثقوب واسعة فى الضمير العام"، وهو ما أدى إلى اختلال ميزان الصواب والخطأ لدى أفراد المجتمع، واعتبار شىء مثل الرشوة أمرا طبيعيا وقاعدة عامة لا تثير الدهشة أو الاستنكار.

"عكاشة" يقدم تحليله لأسباب هذا الغياب فى الضمير العام ، يقول "ولا شىء يحدث اعتباطا...فلا بد من التعرف على السباب التى أدت لهذه الثقوب فى الضمير الاجتماعى واتساعها، ولاشك أن حياتنا تعقدت ولم تعد هى حياة الماضى البسيطة.. ولم يكن شعار أنا ومن بعدى الطوفان قد ارتفع بعد، والعالم يضج بتطور لاهث مفاجىء تنعكس آثاره على كل مجتمعات الدنيا بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة كما يقولون".

مسألة الدين تحتل جانبا مهما من تحليل الدكتور عكاشة لتحليل مشاكل المجتمع المصرى، فيخصص مبحثا حول التصور الخاطىء للدين لدى المصريين والذى ظهرت آثاره بشدة فى السنوات الأخيرة، يقول "الدين معاملة ونية وإحساس داخلى عميق وليس مجرد طقوس بغض النظر عن محتواها والمقصود منها.. أن المعايير المزدوجة المتمثلة فى اهتمام الناس بالحج عشرات المرات تتناقض مع السلوك اليومى الذى يتواكب مع الكذب والرياء.. وكثيرا ما نشاهد تلك الظاهرة منعكسة فى سمات الشخصية المصرية".

كما ينبه فى فصل تال حول مسألة اللغة والاهتمام بها وأثرها فى مسألة الهوية والانتماء، ويذكر مفارقة ذات مغزى، وهى أن ميثاق ممارسة الطب ينص على ضرورة أن يفهم المريض اللغة التى يتكلم بها الطبيب، بينما تتم دراسة الطب فى الجامعات المصرية بالإنجليزية!! مساحة كبيرة يفردها الدكتور لمشكلة الإدمان والفارق بين أنواع الإدمان المختلفة، كيفية السيطرة عليها وعلاجها، ثم يختتم الكتاب بفصل شيق عن تحليله لشخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

يقول عكاشة فى كتابه: "وفى تقديرى إنه كإنسان ـ يقصد عبد الناصر ـ لم يخل من بعض الميول الباراثويدية الشكاكة، إذ كان يشك كثيرا فيمن حوله لكنها ميول لا بد من توافرها فيمن بيده مقاليد الأمور وإلا سهل الإطاحة به. أما وصف عكاشة للرئيس جمال عبد الناصر بالسادية، فنرى أنه وصف مجحف، لأننا لو نظرنا لتاريخ عبد الناصر سيتضح أنه لم يعذب أحد بنفسه، وإنما فعل ذلك معاونوه فى أجهزة الشرطة والمخابرات".

الكتاب: ثقوب فى الضمير
الكاتب: أحمد عكاشة
الناشر: الشروق
عدد الصفحات: 246
السعر: 18جنيها








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة