هالة الأسمر تطالب بتدريس لغات الأقليات فى المدارس

السبت، 21 مايو 2011 08:35 م
هالة الأسمر تطالب بتدريس لغات الأقليات فى المدارس الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة
كتبت هدى زكريا وسارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى يحتفل فيه العالم باليوم العالمى للتنوع الثقافى، طالبت الباحثة الدكتورة هالة الأسمر، الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة، بضرورة وضع أنشطة خاصة بالتراث الشعبى لقبائل الأمازيغ وسكان الواحات، بالإضافة إلى طباعة الكتب التى تؤرخ لتراث تلك القبائل ونشرها فى مختلف المحافظات وذلك حفاظا عليه من الاندثار.

كما طالبت الأسمر فى تصريحات خاصة لليوم السابع الدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم بتدريس لغات القبائل صاحبة التراث المتنوع فى المدارس، على أن يتم إدراجها وسط المناهج الدراسية كمادة ثانية وليس كمادة أولى إجبارية.

وفى هذا اليوم ، سلطت الأسمر الضوء على تراث قبائل الأمازيغ بهدف تعريف القارئ بأبرز عادات وتقاليد تلك القبائل gخلق نوعا من الحوار مع الأخر والتعريف به، قائلة :يعيش الأمازيغ فى المنطقة الجغرافية الممتدة من واحة سيوة بمصر (بشكل ضئيل) إلى جزر الكناري، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى أعماق الصحراء الكبرى فى النيجر ومالى جنوباً، ومع وصول الإسلام إلى شمال إفريقيا، استعرب جزء من الأمازيغ بتبنيهم اللغة العربية لغة الدين الجديد. وبقى جزء آخر محتفظاً بلغته الأمازيغية. وبسبب ذلك أثرت اللهجات الأمازيغية فى العربية الوافدة فنشأت لهجات المغرب العربى والتى تختلف بعض الشيء عن لهجات المشرق العربي.

وأشارت الأسمر إلى أن المتحدثون حالياً باللغة الأمازيغية ينتشرون فى العديد من الحواضر مثل بركان، فكيك، أكادير، الناظور، الحسيمة، الخميسات، وغيرهم وينتشرون أيضاً على شكل تكتلات لغوية أو قبلية كبيرة الحجم واسعة الانتشار ببوادى وقرى المغرب العربي.

وأوضحت الأسمر انه فى كل عام عندما يحل شهر أكتوبر وعند اكتمال القمر تبدأ احتفالات أهالى سيوة بعيد الليالى القمرية أو "عيد السلام"، فعند سفح جبل الدكرور يجتمع السيويون شيوخا وشبابا وأطفالا ونساء، تاركين منازلهم، يجتمعون على مائدة واحدة، حيث يحمل كل شيخ قبيلة مائدة من الطعام على رأسه ليقدمها لكل الناس، لا فرق بين غنى وفقير، ولا يبدءون فى تناول الطعام قبل إطلاق إشارة البدء من شخص يسمى القدوة يجلس فى أعلى مكان على الجبل، وبعدها تبدأ الاحتفالات والأناشيد لأهم عيد فى سيوة.

وتابعت: عندما يحل مساء اليوم الأول للاحتفالات يجلس شيوخ القبائل يروون قصص البطولات والتصدى للغزاة وأمجاد سيوة القديمة ويروون أشهر قصة تصالح وهو التصالح الكبير بين السيويين الشرقيين والغربيين والذى كان الفضل فيه للشيخ أحمد الظافر المدنى الذى صاهر بين الشرقيين والغربيين ليسود التسامح وتذهب الخلافات، ومن هنا اتخذ هذا اليوم من كل عام ذكرى طيبة للاحتفال بعيد السلام كعيد قومى للواحة.

وعن يوم المصالحات قالت الاسمر : فى هذا اليوم تُعقد المصالحات لإنهاء الخلافات بين القبائل، وبعد التصالح يتناول الجميع الغذاء، دليلا على انتهاء أى خصومات وقعت على مدار العام، وفى اليوم الثالث يرتدى شخص جلبابا أبيض ويطوف على المنازل ليأخذ من كل بيت شيئا يؤكل، ويتم عمل وليمة كبيرة يتجمع الأهالى لها مرة أخرى؛ تأكيدا للتصافى والتسامح، وتسمى هذه الوجبة "النفخة"، ويزور هذا العيد -عيد الليالى القمرية- نحو 30 ألف زائر وسائح سنويا ليشاهدوا هذه الطقوس السيوية العريقة.

وعن ملابس السيويات ، قالت الأسمر: ملابس الفتيات السيويات وما يتحلين به من حلى فضية، هو أول ما يجذب الأنظار لمن يزور هذه الواحة، فهن يلبسن ثيابا زاهية الألوان لها أكمام طويلة واسعة، ويضعن حول أعناقهن عقودا من الخرز. وما زالت بعض الفتيات يصففن شعورهن فى جدائل متعددة، وتنفق الفتاة ساعات فى تصفيفه، وفى كل مرة تخرج المرأة السيوية لزيارة قريبة أو تهنئة جارة بمولد جديد فإنها ترتدى عدة أثواب فوق بعضها، ومهما كان العدد فإن الثوب الخارجى يجب أن يكون أسود اللون مطرزا بزخارف مشغولة بالحرير متعددة الألوان .

وأضافت: فى داخل المنزل يكون للمرأة السيوية أن تخلع الثوب الأسود وتبقى بالثوب ذى اللون الزاهى والأكمام الطويلة الواسعة. والحلى السيوية تتكون من أساور عريضة فضية وخواتم وأنواع مختلفة من العقود وخاصة العقد المسمى "الصالحات" وهو يتكون من ست قطع على شكل هلالي، يوضع بين كل اثنين من الفضة والمرجان، ويتحلى النساء بالأقراط، وهى إما خفيفة وتتدلى من ثقب من حلمة الأذن أو ثقيلة تتدلى على جانبى الرأس فى نفس مستوى الأذنين.

واشارت الى انه فى عصر يوم عقد الزواج ترتدى العروس أبهى ملابسها وتذهب مباشرة فى صحبة بعض نساء أسرتها وقليل من الذكور من أقاربها لتغسل وجهها ويديها وقدميها فى عين طموس، من ضمن أكثر من مائتى عين وينبوع للشرب والتداوى تملأ واحات سيوة، لتبارك هذا الزواج، وعند هذه العين المباركة تقوم بخلع حزامها وتعطيه لأمها أو إحدى خالاتها لكى تستخدمه إحدى بنات العائلة فى المستقبل، وتظل النسوة ترددن الأغانى فى طريق رجوعهن من العين حتى يقابلن نساء أهل العريس اللاتى يكن فى انتظارهن عند مكان معين، ثم يذهبن جميعا إلى منزل العروس، وفى المساء يذهب العريس إلى منزل عروسه وتبدأ الرقصات والموسيقى فى العزف ثم يأخذ عروسه إلى منزله.

واوضحت أن وليمة العرس تسمى "الزقاة" وهو طعام مألوف فى سيوة يقدم لضيوف حفل الزواج وملابس العرس فى ليلة الزفاف سبعة فساتين فوق بعضها البعض؛ الأول وهو الملاصق للبشرة يكون أبيض اللون خفيفا شفافا، والثانى أحمر شفاف، والثالث أسود، والرابع أصفر، والخامس أزرق، والسادس من الحرير الوردي، والسابع وهو الخارجى من الحرير الأخضر. فوق كل هذا ترتدى فستانا خاصا بالزفاف مطرزا بتطريز غالى التكاليف حول الرقبة، وتضع على رأسها شالا من الحرير الأحمر.

وعن احتفالات سكان الواحات قالت الأسمر، تكثر فى الواحات الاحتفالات بميلاد الأطفال، خاصة إذا كانوا ذكورا أو كان والداه من أسرة غنية، وعقب الولادة التى تشرف عليها القبلة تستلقى المرأة على كليم مفروش على الأرض لمدة سبعة أو عشرة أيام، ولا يزورها فى هذه الفترة إلا الصديقات والمقربات، أما فى اليوم السابع لولادتها فهو يوم الاحتفالات؛ إذ يأتى أقارب المرأة والأصدقاء ويشارك النسوة فى إعداد وجبة خاصة بهذه المناسبة يدخل فى أصنافها السمك المملح، وهذا النوع من الطعام بمثابة تقليد جرى عليه العرف تيمنا بولادة سيدى سليمان إمام السيويين.

وأضافت: يبدأ الأب والأم فى تسمية المولود بعد تناول هذه الوجبة، ثم تقوم القبيلة بوضع علامات على وجنات الطفل وعلى أنفه ورجليه مستخدمة فى ذلك عجينة الحنة، ثم تندفع الجموع إلى الشوارع والأسواق ينادون بأعلى أصواتهم باسم المولود واسم والده، وبعد أن يرحل الأولاد يؤتى بإناء مصنوع من الفخار، حيث ترقد الأم فى الغرفة ويكون الإناء مملوءا إلى منتصفه بالماء حيث تقوم كل امرأة بإلقاء حليها داخل هذا الإناء وتكون النساء حلقة حوله رافعين إياه وسط تراتيل تنشدها النساء بالدعوات للطفل أن يحيا حياة سعيدة، ثم يرفع الإناء إلى أعلى وأسفل سبع مرات ثم يكسر الإناء إلى أجزاء وتستعيد كل امرأة حليها. ويعتقد أن كسر الإناء الفخارى يعمل على اتقاء شر الحسد ويضمن للطفل حياة سعيدة، وفى حالة الولادة الأولى يستدعى الأب الحلاق ويقوم بإعطائه مثل وزن شعر الطفل من الفضة إن كانت الأسرة فقيرة الحال أو مثل وزنه ذهبا إن كانت غنية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة