طبق الشوربة والتمر والقهوة على مائدة الإفطار فى جنوب سيناء

الخميس، 18 سبتمبر 2008 04:19 ص
طبق الشوربة والتمر والقهوة على مائدة الإفطار فى جنوب سيناء
جنوب سيناء – فايزة مرسال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رمضان له طبيعة خاصة جداً عند البدو، فهم يلتزمون بالرؤية الشرعية التى تقوم بها الأجهزة الرسمية. فيحرص أبناء البادية على فتح المقاعد والدواوين للإفطار الجماعى كنوع من التكافل الاجتماعى.

تقول أم جميل، "أهم طبق على مائدة الإفطار، هو طبق الشوربة بالفريك والقهوة بالتمر والعصائر، ثم نقوم بصلاة المغرب، وبعدها نقيم صلاة التراويح، ثم بعد ذلك يتم وضع الطعام من اللحوم والفطائر والأرز".

أحمد رمضان من ناحيته يقول، "نقوم بتزيين الشوارع والدواوين، استعداداً لرمضان وليلتقى الأصحاب والشباب". ويصطحب كل رجل طفلا من أطفاله لتعويدهم على الإفطار الجماعى بالدواوين أو المقاعد الموجودة داخل التجمعات البدوية والموجودة بالمدينة بالمحافظة.
أميمة أحمد تحكى أيضا عن بداية رمضان، "اليوم الأول فى رمضان نطهو جميع اللحوم والخضروات والشوربة على المائدة. وبداية الإفطار تكون مع شرب القهوة والتمر، وفى اليوم الثانى نقوم بعمل أكلة الصيادية وشوربة السمك، بجانب الحلويات كالقطايف والكنافة والبغاشة التى نقوم بعملها يوميا طوال شهر رمضان.

ويضيف الحاج أحمد فرج، "فى شهر رمضان، يتجمع أفراد القبيلة ويحرصون على إحضار الإفطار، ويضع كل منهم طبقا على المائدة فى المقاعد والدواوين، وبعد تناول الإفطار يقومون بصلاة التراويح، وبعدها يتجمع الشباب ويتسامرون ويتناولون الشاى والقهوة والحلوى الرمضانية مرة ثانية حتى صلاة الفجر.

أشهر المساجد التى تقام بها صلاة التراويح، مسجد المنشية القديمة، بوصفه أول مسجد أنشئ بالمحافظة. ومن أشهر الجوامع أيضا، جامع الفيروز بمدينة الطور الجديدة وجامع السلام وجامع المصطفى بمدينة شرم الشيخ وهو أكبر مسجد على مستوى المحافظة وتوجد به مكتبة ومصلى للسيدات.

وتتحدث نقية أحمد عن طفولتها قائلة، "رمضان زمان كان له طابع خاص. كنا نأخذ الفانوس (الشمعة) ونلف به حول الشوارع والبيوت المجاورة، والآن أصبحت الفوانيس الإلكترونية الحديثة التى سجلوا عليها الأغانى الرمضانية الجميلة تعطى مشاعرا جميلة أكثر مما كان زمان، فتزيد فرحة تجمع الأهل والأحباب على مائدة الإفطار واللهو والسمر بعده، وصلوات التراويح زادت درجة التمسك بالتقاليد والعادات السيناوية أكثر مما كانت من قبل".

ويقول الشيخ خليل الحويطى من قبيلة الحويطات، "رمضان له طقوس جميلة فى الوديان والتجمعات البدوية، فتقوم المرأة البدوية بعمل البراشيح والأرز بلحم الماعز، ويكون على مائدة الإفطار البلح والقهوة ويقوم الشباب بالعزف على السمسمية والعود ويغنون أغانى رمضانية جميلة، والموشحات الدينية حتى أذان الفجر، وذلك يخلق تواصل بين أهل المدينة والتجمعات البدوية.

لمعلوماتك..
كانت سيناء طريقاً للجيوش، وأرضاً للمعارك، وعلى ترابها سالت دماء كثيرة لأولئك الذين كانوا يحرسون بوابة مصر الشرقية. وعلى أرض سيناء تقدمت جيوش الفتح الإسلامى بقيادة عمرو بن العاص ليدخل الإسلام إلى مصر. كما شهدت تقدم جيوش صلاح الدين الأيوبى عندما طاردت الصليبين وانتصرت عليهم فى معركة حطين عام 1187م. وعلى أرض سيناء تم إيقاف تقدم المغول والقضاء عليهم فى معركة عين جالوت عام 1260م.

فى 1979 صدر القرار الجمهورى رقم 84 بتقسيم سيناء إلى محافظتين شمال سيناء وجنوب سيناء.

19 مارس 1989 تم رفع العلم المصرى على طابا، والتى كانت آخر بقعة من الأرض يتم استرجاعها، وأصبح هذا التاريخ هو العيد القومى لمحافظة جنوب سيناء.

تقع جنوب سيناء فى النصف الجنوبى لشبة جزيرة سيناء بين خليجى السويس والعقبة لتأخذ شكل مثلث قاعدته فى الشمال، وتمتد من طابا شرقاً على خليج العقبة حتى شمال رأس سدر غرباً على خليج السويس-ويمتد ضلعا المثلث على امتداد خليجى السويس والعقبة حتى يلتقيا فى رأس محمد والتى تمثل رأس المثلث.
وتبلغ مساحة محافظة جنوب سيناء حوالى 30 ألف كم وهى تمثل حوالى 3% من إجمالى مساحة مصر.

لها شواطئ رائعة تمتد حوالى 600 كم على كل من خليجى العقبة والسويس.

تنقسم جنوب سيناء إلى ثلاث مناطق: منطقة ساحل خليج السويس وساحل خليج العقبة والمنطقة الجبلية.

يندر سقوط الأمطار بصفة عامة فى جنوب سيناء، إلا أنها أحياناً تسقط بغزارة مع وجود بعض العواصف الرعدية مما يتسبب فى حدوث السيول فى بعض المناطق بالمحافظة، خاصة فى مناطق وادى وتير وسانت كاترين.

تدل الآثار التى خلفها الفراعنة فى العصور القديمة أن سكان جنوب سيناء قد عرفوا باسم "موثيو" كما ذكرتهم التوراة عن تاريخ مرور بنى إسرائيل بالعمالقة. وفى أوائل القرن السادس الميلادى، عرفوا باسم أعراب بنى إسماعيل، وفى أوائل القرن السابع، ظهر الإسلام فى الجزيرة العربية وفتح المسلمون شبه جزيرة سيناء فتغلبوا على سكانها الأصليين وسكنوها.

أقدم القبائل التى بقى لها أثر بعد الفتح الإسلامى هم الحماضة والتمنة والمواطرة فى جنوب سيناء، وقد دخلوا فى حمى الفاتحين واتخذوا لغتهم وديانتهم وعاداتهم، وإن ظلوا بعيدين عنهم لا يتزوجون منهم ولا يقيمون حرباً عليهم.

أما العرب المسلمون فهم أكثر من 75 قبيلة من نجد والحجاز، ولم يستقروا بها كثيرا، وهاجروا إلى مصر وسكنوا فى محافظة الشرقية، واستقروا بسيناء الصوالحة والعليقات.

يعمل سكان محافظة جنوب سيناء فى مجالات مختلفة أهمها السياحة والزراعة والصيد والرعى والصناعة والتعدين بالإضافة إلى الخدمية الأخرى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة