الخلافات تعصف بالبيت الصوفى.. جبهة الإصلاح تؤكد أن المجلس العسكرى أقال القصبى.. وشيخ المشايخ يصف ما يحدث بالجريمة ويحمل قيادات الجبهة المسئولية

الإثنين، 02 مايو 2011 08:59 م
الخلافات تعصف بالبيت الصوفى.. جبهة الإصلاح تؤكد أن المجلس العسكرى أقال القصبى.. وشيخ المشايخ يصف ما يحدث بالجريمة ويحمل قيادات الجبهة المسئولية الشيخ عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجددت الخلافات من جديد بين جبهة الإصلاح الصوفى بزعامة الشيخ علاء الدين ماضى أبو العزائم والمكونة من 15 شيخاً، وجبهة الشيخ عبد الهادى القصبى شيخ مشايخ الطرق الصوفية والتى تضم 60 شيخاً، ولكن هذه المرة احتدت الخلافات حتى وصلت إلى طريق مسدود.

جبهة الإصلاح الصوفى قامت باقتحام المشيخة العامة للطرق الصوفية يوم السبت الماضى ونزع صورة الشيخ القصبى من جدران المشيخة، معلنين دخولهم فى اعتصام مفتوح حتى تتحقق كافة مطالبهم، وأولها تفعيل خطاب القوات المسلحة الذى تسلمه الشيخ محمد الشهاوى شيخ الطريقة الشهاوية، بناء على خطاب أرسله إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإسقاط المجلس الأعلى للطرق الصوفية.

جاء رد المجلس على خطاب الشهاوى متضمناً الآتى: "سقط الحكم الفاسد الذى يتدخل فى شئون المشيخة"، ما فسره الشهاوى بأنه إسقاط صريح من المجلس العسكرى للقصبى، بالإضافة إلى أنه أقر بعدم التدخل فى الشئون الداخلية لمشيخة الطرق الصوفية.

وأكد المجلس العسكرى على أن شئون المشيخة الداخلية من الأفضل حلها حالياً فى ظل الديمقراطية، من خلال حقها فى معالجة أمورها بنفسها.

وطالب الشهاوى بتفعيل خطاب المجلس العسكرى، وتشكيل لجنة مالية مكونة من أربعة أشخاص لفحص ميزانية عام 2010، والتى زعم انعقاد جمعية عمومية غير شرعية لها، فضلاً عن مطلب أساسى للمشايخ وهو عقد جمعية عمومية طارئة خلال 15 يوماً من تاريخه، للنظر فى كيفية إجراء انتخابات جديدة، وتعيين شيخ مشايخ جديد للطرق الصوفية بطريقة شرعية.

وأكد المشايخ، أن تعيين عبد الهادى القصبى كشيخ مشايخ للطرق الصوفية، جاء نتيجة صفقة عرضها جمال مبارك وأحمد عز، لإتمام مشروع التوريث، بأن يتنازل القصبى عن الانتخابات لأحمد شوبير فى دائرة طنطا، على أن يسمح بتمريره لمشيخة الطرق الصوفية، مؤكدين أنه بسقوط النظام البائد على يد الشرعية الثورية، فينبغى أيضا سقوط كل فلول النظام من مشيخة الطرق الصوفية وأولهم القصبى.

وجاء رد الشيخ عبد الهادى القصبى، بأنه ليس لديه مانع من بحث مطالب المشايخ، موضحاً أن هناك ما يقرب من 60 شيخاً، وأنه لا يمكن لعدد من المشايخ التحكم فى عقد الجمعية العمومية، فهناك إجراءات يجب أن تتبع، مشيراً إلى أنه لم يبلغ بأى خطاب من المجلس الأعلى للقوات المسلحة حتى الآن.

وفى مساء اليوم الأول من الاعتصام، وكل القصبى محامى المشيخة إبراهيم لبن، لتحرير محضر فى قسم شرطة الجمالية بتواجد المشايخ فى غير أوقات العمل الرسمية، وانتقل على إثرها مندوب من قسم الشرطة إلى مقر المشيخة واستفسر عما يحدث، حيث أكد المشايخ له أنهم يجلسون فى مشيختهم وهذا حقهم فهى بيتهم، مما أدى إلى حفظ المحضر.

فى اليوم الثانى للاعتصام قام المشايخ بإخراج كرسى شيخ المشايخ من مكتبه ووضعه فى البوفيه الخاص بالمشيخة، كما قاموا بتشكيل لجنة منهم تكون فى حالة انعقاد دائم لتسيير أعمال المشيخة بعد إقالة عبد الهادى القصبى شيخ المشايخ، على حد قولهم، مؤكدين أنهم سيدعون لعقد جمعية عمومية لاختيار مجلس وشيخ مشايخ جديد، والذى وقع على عقدها حتى الآن 17 شيخاً من أصل 30 شيخاً حتى يكتمل النصاب القانونى لعقد الجمعية.

وقال الشيخ عبد الهادى القصبى لـ"اليوم السابع"، إن سلوك هؤلاء المشايخ سلوك مرفوض بإجماع المشايخ، ويرفضه الصوفيون الحقيقيون، مؤكداً أن المجلس العسكرى نفى تدخله فى شئون المشيخة، و أن زمن التدخل قد انتهى، والمشيخة مستقلة، مضيفاً أنه يحمل المشايخ المعتصمين مسئولية ضياع أى أوراق أو مستندات مهمة من المشيخة، موضحا أن المشيخة بها مستندات خاصة بقضايا رفعها أعضاء الجبهة ضد المشيخة، ووجود أختام خاصة بالمؤسسة ومبالغ مالية فى خزينة المشيخة، ومقتنياته الشخصية التى يعلمها محذرا من فقدان أى منها.

وفى محاولة لاحتواء الموقف قال محمود الشريف نقيب الأشراف أنه سيدعو شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية بالتدخل لاحتواء الموقف وتقريب وجهات النظر، حيث لاقت تلك المبادرة ترحيب جبهة الإصلاح الصوفى، معلنين تحفظهم على أن يقود تلك المبادرة نقيب الأشراف.

الشيخ عبد الهادى القصبى فى لهجة حادة وتصعيدية، أكد أنه لا تفاوض مع المشايخ المعتصمين إلا بعد فض اعتصامهم، معتبراً أن ما يحدث هو جريمة، رافضاً أى محاولات للتهدئة قبل فض الاعتصام.

وأكد أنه لن يذهب إلى المشيخة هو ومجلسه حتى لا تحدث أى احتكاكات، مشيراً إلى أنه أتصل بالمجلس العسكرى وأكدوا له أنه لم يتم إرسال ما يفيد بإقالة مجلسه.

الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوى الخلوتية، قال أن القصبى لم يفهم هو ومجلسه أنهم سقطوا بعد سقوط مبارك وحزبه ولم يتفهموا أن هناك ثورة قامت للإطاحة بالفساد.

وقال الشيخ الحسينى أبو الحسن شيخ الطريقة الجوهرية، أن مشيخة الصوفية قد حققت استقلالها بعد الثورة ولن تسمح بتدخل أى هيئة كانت فى شئونها، مؤكداً أن استقلالها أيضاً طبقاً لقانون تنظيم الصوفية 118 لسنة 1976، مثل الأوقاف والأزهر وأن كل هيئة لها قانون يحكمه ويحقق استقلاليته.

وأكد الحسينى، أن إقالة الشيخ القصبى قد تحقق برد المجلس العسكرى على خطاب الشيخ الشهاوى، بذكره مقولة ذهب الحكم الفاسد، وقرار محكمة الإدارية العليا بحل الحزب الوطنى ورموزه، وبما أنه كان ينتمى إلى الحزب فإنه منحل مع الحزب بحسب قوله.

الشيخ محمد الشهاوى شيخ الطريقة الشهاوية، قال إن تعيين القصبى فى منصب شيخ المشايخ باطل، لأن قرار تعيينه جاء من رئيس الحزب الوطنى المنحل حسنى مبارك، غير أن التقرير الذى تم رفعه لرئاسة الجمهورية باطل وأن ما بنى على باطل فهو باطل.

وأكد الشهاوى، أنه تمت مخاطبة المجلس العسكرى حول قانونية الاعتصام بمقر المشيخة، خاصة أنهم لا يعطلون عمل الموظفين بالمشيخة، وأن ممثل للمجلس العسكرى قال لهم هاتفياً "استمروا فى اعتصامكم طالما كان سلمياً ولا يعطل سير العمل".

الشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبى رداً على تحميل القصبى المسئولية لهم فى حالة ضياع أى من المستندات، قال إنهم هم الذين سيتحفظون على تلك الأوراق والمستندات داخل أدراج مكتبه والتى تدينه وتدين طريقة وصوله لمنصب شيخ المشايخ على حد قوله، مطالباً بحضور الشرطة العسكرية وفى وجود القصبى، لفتح أدراج المكتب وإخراج المستندات التى تثبت صحة أقوالهم، موضحاً أن القضايا التى تم رفعها عليه الفترة الماضية وصل عددها لثمانية قضايا لم يصبح لها قيمة.

من ناحية أخرى، قام أحمد خليل عفيفى الأمين العام للمشيخة بتقديم استقالته وقام بجمع جميع أوراقه من مكتبه وأختام خاصة بالمشيخة، وهذا ما فسره المشايخ المعتصمون بأنها لعبة جديدة من جبهة القصبى وهى أخذ الأختام الخاصة بالمشيخة، وهو ما تحقق بالفعل حيث أكد شيخ المشايخ أنه لن يحضر إلى المشيخة وأنه سيدير المشيخة من مقر ثان .

وتوجه أمس عدد من المشايخ إلى مديرية أمن القاهرة لإطلاع مساعد مدير الأمن على الوضع ، حيث قاموا بالتوجه إلى قسم شرطة الجمالية لعمل محضر عدم تعرض وتعيين حراسة على مقر المشيخة لمنع وقوع أى احتكاكات.

كل تلك الأحداث تهدد بعدم إقامة مولد السيدة نفيسة التى يفتتح اليوم ولمدة أسبوع، حيث انشغل مشايخ الطرق بالاعتصام والخلافات عن تقديم الخدمات إلى مريديهم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة