"باب الحارة" يتفوق على قمة "الأسد – ساركوزى"

الخميس، 11 سبتمبر 2008 04:14 م
"باب الحارة" يتفوق على قمة "الأسد – ساركوزى" مشاهد من مسلسل باب الحارة
كتبت نسمة صادق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مثلما حدث فى رمضان من العام الماضى.. يضبط السوريون مواعيدهم وأعمالهم حاليا من أجل متابعة أحداث الجزء الثالث من مسلسل "باب الحارة" مساء كل ليلة على شاشة "mbc"، لدرجة أن الاهتمام الشعبى بمتابعة المسلسل فاق نسبة متابعة القمة السياسية المهمة التى عُقدت بين الرئيسين السورى بشار الأسد والفرنسى نيكولا ساركوزى فى دمشق.

فمع بدء عرض المسلسل فى ميعاده كل يوم، يقبل السوريون فى المنازل ومراكز أعمالهم ومحالهم التجارية على مشاهدة باب الحارة، وأينما سار الإنسان فى سوريا يشاهد الأغلبية العظمى من الناس وقد حولت جهاز التحكم الخاص بأجهزة التلفاز نحو قناة "mbc" لمشاهدة المسلسل، الذى يعتقد الكثيرون أنه العمل الأكثر متابعة لدى الناس للموسم التالى على التوالى.

مما ساهم فى متابعة مشاهدة السوريين قناة "mbc" هذا العام، كون القناة الأرضية السورية تعرض العمل بعد انتهاء عرضه على قناة "mbc" بنصف ساعة تماما أى فى الحادية عشرة والنصف ليلا.

هكذا يظهر شغف السوريون لمتابعة هذا العمل منذ بداية شهر رمضان المبارك وبدء عرض الجزء الثالث منه، بعد أن حقق جماهيرية كبيرة عند عرض جزئه الثانى فى العام الماضى، إذ يعتقدون أنه يجسد لهم تاريخا عريقا لهم فضلا عن تجسيد الحياة الدمشقية التى عاشها أجدادهم، ولم يتسنَّ لهم فرصة معايشتها إلا من خلال باب الحارة التى تعرضها لهم بأدق تفاصيلها الحياتية اليومية، ما يجعل من المسلسل توثيقا لما افتقدوه على أرض الواقع.

واعتقد كثير من المحللين أن غياب شخصية أبو عصام ستؤثر على كم متابعة الناس لمسلسل باب الحارة، لكن حبكة العمل والكم الكثير من الأحداث الجديدة التى كرسها كاتبه مروان قاووق وصاغها ببراعة مخرجه بسام الملا، قد أسهمت فى تقبل الناس لغياب وموت بطل الجزأين السابقين من العمل الفنان عباس النورى، وافتقادهم لمشاهدته فى الجزء الثالث.

حول تفاعل السوريين مع العمل يقول الخبير الإعلامى السورى على أحمد إن باب الحارة بات يشكل جزءا مهما من الحياة اليومية للسوريين، فهناك إدمان حقيقى على متابعته، وكان لديهم ولع شديد بمتابعة مجريات الجزء الثالث منه ولهذا هم يتابعونه من جديد وبقوة. ويضيف على أحمد "مما لا شك فيه أن قصة العمل وما يتضمنه من أحداث جديدة ومثيرة إضافة لما يحتويه من وجوه فنيه جديدة وما بُذل فيه من خبرات فنية تجسد حال السوريين بدقة وموضوعية وبقوة فى الطرح، كل هذا جعله جديرا بالاهتمام والمتابعة من قبل السوريين بل والعرب، فهو حدوتة وقصة شعبية جميلة يستمتع فيها الجميع".

وعن الجزء الثالث ومدى منافسته من قبل الأعمال الأخرى يقول على أحمد "باب الحارة أصبح ماركة لا يمكن منافستها، فتجسدت فيه كل عناصر النجاح، وفى الموسم الماضى قدمت الدراما السورية أعمالا عدة من نفس النوع لم تتابع بشكل جيد بل ذهبت أدراج الرياح، بل إن بعضها خسر ماديا وفشل فنيا". ويتابع "هذا العام لا شك أن هناك أعمالا لا يُستهان بها ولكن باب الحارة يبقى الأفضل لدى الناس، ولدى كل المتابعين ومن يقرأ الصحافة السورية والعربية سيرى أنه منذ اليوم الأول أضحى حديث الناس نظرا لما يحدثه فى الناس من تأثير يومى عليهم فى شهر رمضان الكريم".

واضاف "أرى أن الناس بدأت تتفاعل مع أحداث باب الحارة أكثر من تفاعلها مع أى حدث سياسى. ولقد شهدت دمشق فى الفترة الماضية قمة سياسية مهمة بين الرئيسين الأسد والفرنسى ساركوزى، ولكن الناس لم يكترثوا بها، بل يتابعون باب الحارة وغيرها من الأعمال الجيدة التى تستحق المتابعة نظرا لحاجتهم لمثل هذه الأعمال التى تبعدهم عن واقعهم السيئ لعالم حالم ولى منذ زمن بعيد وبقيت أحداثه مرسومة فى ذاكرتهم.. يعيدهم لها فقط مسلسل باب الحارة".

ويقول مروان قاووق كاتب الأجزاء الثلاثة " الجزء الثانى من باب الحارة كتبته قبل الجزء الأول بسنة كاملة، وعندما عرضته على المخرج بسام الملا اقترح توضيح بعض الأحداث، مثل أسباب طلاق سعاد ودخول الأعمى إلى الحارة من خلال خمس حلقات تتضمن أحداثاً جديدة أو كتابة جزء أول، فاخترت كتابة جزء آخر وإضافة حكايات جديدة مثل تعرف أهل الحارة على الثوار ودخول الأعمى إلى الحارة وأسباب طلاق سعاد وأضفت شخصيات مثل الحد عشرى وزهرة بعدما كتبت القصة بدأت بكتابة السيناريو وأنجزت حوالى إحدى عشرة حلقة ونظراً لضيق الوقت حيث لم يتبق سوى شهر ونصف الشهر للبدء بالتصوير اقترحت الشركة المنتجة والمخرج ادخال كاتب آخر معى فى كتابة السيناريو وشارك معى كمال مرة، لكن ما جرى لاحقاً أن الشركة المنتجة ضغطت على المخرج ليضع اسم مرة معى على التأليف مع أن القصة لى بكاملها وحوالى نصف السيناريو، عاتبت المخرج على هذا وتصافينا وانتهى الأمر".

وحول التغييرات التى حملها الجزء الثانى بعد إدخال الجزء الأول، قال قاووق "سأكون صريحاً كتبت مسلسل باب الحارة عام 2000 وكان اسمه عودة سعاد وتمحورت القصة حول طلاق سعاد من أبو عصام ثلاث مرات وكى تعود إلى زوجها ستحتاج إلى حيلة شرعية.

وهى الزواج برجل آخر، أى ما يعرف بالعامية بالـ(محرم). وعليه يتم تزويج سعاد (ست حارة الضبع) من أبو غالب (الشخصية الوضيعة) من حارة أبو النار، وعلى خلفية إعادة سعاد إلى أبو عصام تدور الصراعات والمشاكل بين الحارتين".

ما جرى أن المخرج الملا بعد عرضه القصة على جهات خليجية رفضت فكرة "المحرم"، وطلب منى تغييرها فقمت بتغيير الفكرة هنا يمكن القول إن "العمل فرط" وجرى تطليق سعاد مرتين وأعيد بناء أحداث الجزء الثانى على هذا الأساس.

أما المخرج بسام الملا، فعندما سمع ما قيل إن المسلسل لا يحمل صفات البيئة الشعبية الشامية رد قائلا " لكل حارة بيئتها المختلفة عن الأخرى. فالأحياء داخل السور تختلف عن الأحياء خارج السور، كما تختلف المدينة عن الريف. فى الريف كانت المرأة تشارك الرجل العمل، وداخل السور كانت الأسر الارستقراطية لها تقاليد وعادات مختلفة عن أسر الأحياء الشعبية. المال يلعب دوراً قوياً فى تحديد نمط العلاقات الاجتماعية. بالنسبة لى كتبت عن قصص سمعتها، وبيئة عشت فيها، وعن حارتى ونقلت ذلك بصدق وأمانة، وربما يكتب غيرى عن بيئته الشامية شيئاً مختلفاً. لقد تقصدت إظهار الجانب الإيجابى فى هذه البيئة، وتجنبت إظهار السلبيات ".

أما جومانا مراد بطلة الجزء الثالث فتقول " لقد فوجئت باتصالات عديدة مع أول ظهور لى فى المسلسل من مختلف أنحاء العالم العربى، وإضافة إلى ذلك فوجئت بإحدى صديقاتى فى الأردن تقول لى إنها فوجئت بأن أهل بلدتها قاموا بإطلاق النار وإطلاق الزغاريد فى ليلة حلقة قراءة فاتحة شريفة، والتى أقوم بدورها، على أبو شهاب أو سامر المصرى ".

ويقول محمد الحور ناقد أردنى " لقد قام أهل بلدة وادعة من قرى لواء الجيزة جنوب العاصمة عمان بإطلاق نار وزغاريد مصدرها حناجر بعض الشبان ممن يجتمعون فى سهرات رمضانية ليلية، احتفاء بالمناسبة بعد مشاهدة الحلقة التى تضمنت مشاهد خطبة العقيد لشريفة ابنة أبو حاتم - صاحب المقهى- ومفاتحة شقيقة العقيد للعروس التى أسقطت القهوة من يدها جرّاء المفاجأة والحياء الذى خالطه خوف الارتباط بالشخصية الأقوى فى الحارة، وهذا ما دفع الشبان الأردنيين إلى مشاركة أهل باب الحارة الشامية فرحتهم بخطبة زعيم الحارة ".

وأضاف " كانت العيارات النارية مصدر تساؤل لسكان المنطقة ومركزها الأمنى الذين استغربوا بعد أن توصلوا إلى حقيقة الموضوع بأن كل ما جرى من أجل العقيد أبو شهاب، ولم يقتصر الاحتفال بخطبة أبو شهاب على قرى لواء الجيزة فقط، فالفرحة بالمناسبة امتدت إلى أكثر من مكان فى العاصمة عمان، وكذلك فى محافظات نائية، ففى محافظة إربد شمال العاصمة 110 كم والكرك جنوبها 100 كم شهدت إطلاق عيارات نارية بالمناسبة، وفى إحدى المقاهى الشعبية بعمان تفاجأ الزبائن الذين كانوا يتابعون فيه حلقة مسلسل باب الحارة ذاتها بصاحبه يعلن بأن مشروبات الليلة على حساب المحل احتفاء بخطبة أبو شهاب " .

وأكد الحور "أن هذا التفاعل يرجع إلى تعطش المجتمع للقيم الأصيلة التى ارتبطت بالحارات المدنية القديمة والقرى والأرياف، والتى طغت عليها رتابة الحياة العصرية وتراجع العادات والتقاليد العربية المتوارثة".

يذكر أن الكثير من المحال التجارية والمطاعم والأماكن الترفيهية فى دمشق قد حمل اسم العمل الشهير تيمنا بتحقيق نجاح وشهرة كبيرة كتلك التى حققها هذا العمل السورى خلال العامين الماضيين.كما تم مؤخرا تحويل المكان الذى صُورت فيه أحداث الجزء الثالث من باب الحارة إلى مجمع سياحى ضخم بالقرب من دمشق سمى بالقرية الشامية، وحمل جزءاً مهماً فيه اسم باب الحارة، ويُعتقد أن جزءا كبيرا من نجاح هذا المشروع السياحى يعود لرغبة الناس بمشاهدة المكان الذى صور فيه الجزء الثالث من باب الحارة؛ حيث عمل أصحاب المكان على استقطاب شخصيات للعمل فى المكان تشبه شخصيات باب الحارة كما هى فى العمل الدرامى.

المسلسل تأليف "مروان قاووق" وإخراج "بسام الملا"، وشارك فى بطولة المسلسل نخبةٌ من الفنانين السوريين من بينهم: الفنان زهير رمضان، وعلى كريم، وميلاد يوسف، وحسن دكاك، ومحمد خير الجراح، ووفيق زعيم، ومأمون الفرخ، ونزار أبو حجر، وعبد الرحمن آل رشى، وعادل على. ومن الفنانات: منى واصف، وصباح الجزائرى، وأناهيد فياض، وليلى سمور، وغيرهم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة