من حظى الطيب أننى أزور لبنان بانتظام مرة أو مرتين كل عام، وهو تقليد جميل أدعو الكثيرين لاتباعه بقدر ما تسمح الظروف، فزيارة لبنان لها فى نفس الزائر أثر لا يضيع، ومساء الجمعة كنت مدعوا مع عدد من الإعلاميين العرب من جانب إدارة قنوات "إم بى سى" لحضور الحلقة الأخيرة من برنامج اكتشاف المواهب العربية الشهير "arabs got talent" التى تم بثها من بيروت، وخلال الزيارة القصيرة للبنان وحضور الحلقة المميزة من البرنامج كانت هناك مشاهدات خاصة ومختلفة لكل ما هو مصرى، أولها منذ وصلت إلى لبنان وهناك احتفاء زائد من جانب الأصدقاء الإعلاميين العرب بى كمصرى، وبما حدث فى مصر وبنجاح الثورة، وقد قال لى أحد السياسيين اللبنانيين الكبار، إننا الآن أصبحنا عندما نشاهد أى مصرى نتذكر جمال عبد الناصر.
والمشهد الثانى أثناء الحلقة الأخيرة من البرنامج عندما كان يتسابق الشاعر المصرى الموهوب عمرو قطامش مع 12 موهبة عربية فى مجالات مختلفة، وينتظرون التصويت من جانب المشاهدين، حيث قال لى إعلامى سعودى كان يجلس بجانبى أن المنطق هو أن يفوز الشاعر المصرى ليس فقط لأنه موهوب يستحق، ولكن لأن إعلان فوزه هو دليل على أن المشاهدين العرب قد تغيروا واختاروا أن يصوتوا لموقف الثورة المصرية ممثلة فى شاعر مصرى شاب يعبر عنها.
والمشهد الثالث عند إعلان لحظة فوز الشاب المصرى فقد وجدت نفسى وكل المصريين فى الأستديو نقفز فرحا وكأن ما يحدث هو رد اعتبار لكل ما هو مصرى كان تائها فى زحام الفوضى فى مصر، والمشهد الرابع حالة السعادة التى لمستها فى تعبيرات كل الأصدقاء من كل الجنسيات العربية وقد لمحت فى عيون اللبنانيين فرحة صادقة وهم يهنئون كل مصرى موجود فى لبنان، وليس فقط الشاعر الفائز، وكأنهم أصبحوا يرون أن كل مصرى موجود الآن فى لبنان هو ممثل لثورة يناير.
فى رأيى أن من أكبر مكاسب الثورة هى أنها أعادت ثقة الآخرين فى كل ما هو مصرى، وأعادت ثقة المصريين فى قدرتهم على التألق فى كل المجالات خارج مصر، لقد كانت لحظات ممتعة جدا كان من حظى أن عشتها كمصرى فى لبنان.
