د.هانى أبو الفتوح يكتب: اِعْتِرافْ

الجمعة، 25 مارس 2011 04:54 م
د.هانى أبو الفتوح يكتب: اِعْتِرافْ ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
آن الأوان إنى اعترف
آن الأوان أصرخ وأقول
زمان كتير كنت ب أخاف
اكتب قصايدى بحبر سرى
وأبعت جواب من غير رسول
علشان كده عمر حروفى ما وصلتك
وإلا الرسالة بَعَتِها بعلم الوصول
بس اللى جوايا اختلف
فات الزمان اللى كنت أخاف أقول
فى حاجات كتير كنت شايلها
هَشرح يا بلدى، وشرحها جايز يطول

آن الأوان إنى اعترف لك
أولاً.. حقك علينا يا بلد
إزاى سكتنا كل ده
لحد ما ييجى اللى إتولد
بعدنا بعشرين سنة..
تلاتين سنة..
ويصحى ناس.. قالوا دا ماتت للأبد

كان همنا بس فى حياتنا ونفسنا
ونربى كام بنت وولد
كنا فاكرين إن إحنا ناس
بس الحقيقة
يا دوب كده.. كِمالة عدد
علشان كده كانوا يشوفونا صغيرين
كَنْسِة زبالة فى الشوارع
أو بالكتير.. فار ينسلخ أو ينجلد
كان هَمُهُمْ يغَيبونا بماتش كورة
وفيلم ومسلسل.. و هُسْ هُسْ تعيش و تاكل
والفكر مش مسموح لنا.. الفكر دا بداية المشاكل
اللى هيفكر يا ويله يتسجنبالأمر يلعب عالشناكل
ورضينا وسكتنا ونمنا.. و بَلعنا لسانا.. و قلنا
هُسْ هُسْ.. اسكت أحسن.. أبقى عاقل

معرفش كان العيب فى مين
فيكى انتى؟ فينا إحنا؟
فى اللى كانوا بيحكمونا؟
وألا فى ظلم السنين؟
فضلنا ناخد فوق قفانا بالقلم
لحد ما انكسر القلم وبات حزين
زعلان عشان صوتنا اللى عمره ما يوم طلع
رغم الوجَعْ
أى كلمة بيقولوها.. نقول آمين
يا بلد.. سجلى عنى اعترافى
إنى كنت اجبن من الجبن
كنت أخاف.. امشى جنب الحيط
ضل حيطه مُستكين

سجلى عنى كمان
تلاتين سنة عدوا من عمرى الجبان
معرفش غير كلمة
حاضر.. نعم.. تعظيم سلام!!!
حتى صوتى يتخرس لو قلت لأ!!!
كأنى بالع مِيتْ لسان
كنت أسَقَف و اعمل غَزِيَه فى أى حفلة عندهم
و أتبرا من كلمة إيمان
وكنت أشوف الظلم بِعْنَيه اسكت
ولما أشوف واحد جرىء بيجلدوه
أقول.. يستاهل.. أدبوه.. إدوه كمان
ولما أشوف واحد بيسرق منهم
أقول عليه اشرف شريف..مَليان حنان
بيحب بلده.. عشان كده ما شبعش منها
بيقول لها.. عاوز كمان

................
بس الحقيقة شفت نفسى عالحقيقة عارفة امتى؟
أما بصيت فى المرايا يوم 25 ينايروقت الأدان
وأنا قاعد وسط بيتى الخوف قاتلنى
والشباب الحر واقف فى الميدان
لما شفت بِعْنَية العساكر.. تِرُشْ بالمية ولادنا والقنابل المسيلة للدموع نازله تِرُخْ..
تقول مطر.. تقول طوفان
والولاد من غير سلاح فاتحة الصدور
بتقول يا بلدى.. إحنا فداك
وكلاب حبيب حالفه تاخُدْهُم ع الليمان
وف لحظة سوده شُفت بعنية اللى ما تمنيت أشوفُه
وأتمنى لو كنت إتعميت وقتها وسط الدخان
من فوق سطوح واقفه كتيبة ينشنوا بالرصاص
فى صِدْر الشباب.. كل اللى فى إيديهم عَلَمْ
حاسين معاه بالدفا وبالأمان
ركزت فى الصورة
لقيت اللى ماتوا وملفوفين بالعَلَم ..عِرفتهم
فى اللحظة دى.. صرخت من جوايا
قلت كفاية.. لأ.. لأ.. الحزن بان
دا ابن جارى أعرفهودا ابن صاحبى الوحيد
والبنت دى عرفتها عايشه يتيمة من زمان
إيه ذنبهم ؟.. كان حلمهم.. يحسوا بالحرية
ويرحموكى م اللى باعك..واللى فاسد واللى خان
ولقيت عنية من الدموع.. بحر دم انفجر ذل وهوان
ولقيت لسانى نَطَقْ وقال..حرام.. حرام !!!
ارحموهم .. لو ولادكم تِقتلوهم !!!!
وألا الجثث تِمْلَى المكان ؟؟؟؟!!!!
.................
ساعتها حسيت إنى صُغَير أوى !!!!
وأصغر كتير من كل شاب شال حياته فوق كَتافه
كل هَمْه كان بلاده.. لا هَمْهُ مُوتُه.. وألا خُوفُه
ولا هَمُه عمره يتقصف فى زهرة شبابه
ويتقلع من جدوره ومن حروفه
واسمه جايز يتنسى بعد السنين
ننسى شكله .. و ننسى طيفه
................
بس أما فكرت وسألت نفسى
مين اللى عايش بعد موته يتحكى و يتكتب ؟
مين اللى عند الله ميزانه من دهب ؟
مين اللى ضحى بحياته
و ادا عُمْرُه هدية لبلده تتوهب ؟
ساعتها بس عِرفت وقلت
.. أكيد من غير كلام
دم الشهيد اللى كَسب
علشان كده دلوقتى جايلك
نفسى تاخدينى فى حضنك
من غير زعل.. من غير غضب
بأعترف لك.. جاى أقول العيب فى مين ؟
جاى أقول مين السبب !!!
سامحينى أرجوكى يا أمى
العيب كان فيا أنا.. .
أكيد أنا.. أيوة أنا كنت السببْ
.... أيوه أنا كنت السببْ









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة