محمد بدر يكتب: ارحموا الشعب المصرى

الخميس، 24 مارس 2011 09:51 م
محمد بدر يكتب: ارحموا الشعب المصرى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مشهد حضارى تناوله العالم باحترام بالغ وتقدير كبير خرج أبناء الشعب المصرى للإدلاء بأصواتهم على التعديلات الدستورية فى استفتاء هو الأول من نوعه من حيث النزاهة والشفافية والإقبال، والذى واكبه زخم كبير ظهر عبر بعض الفضائيات أثناء تناولها لمناقشة هذه التعديلات الدستورية بين المؤيدين والمعارضين لها.

وبالرغم من مساهمة ذلك الزخم فى زيادة وعى المواطن المصرى بمضامين تلك المواد المطروحة للتصويت إلا أن الطريقة التى تناولت بها هذه الفضائيات موضوع التعديلات أظهرت هذا العرس الديمقراطى الذى تشهده مصر، وكأنه ساحة نزال بين المنادين بالموافقة والمعارضين لها.

ولا شك أن وجهات النظر المختلفة وعرضها بطريقة جيدة تساهم فى إثراء الحياة السياسية، وتؤكد على حق أصيل هو حرية الرأى والتعبير، إلا أن هذه الفضائيات ظهرت بعد إعلان نتيجة الاستفتاء المؤيدة للتعديلات بنسبة 77.2 % من أصوات المواطنين وكأنها تنعى حظاً تعيساً بهذه النتيجة لتخرج بذلك عن السياق العام لإرادة الأغلبية التى طالما اتُهمت بأنها أغلبية صامتة.

ظهر ذلك واضحاً من خلال قيام هذه الفضائيات بالتركيز على انتقاء بعض النخب السياسية على حد تعبير هذه القنوات للحديث عن يوم الاستفتاء و نتيجته، لتفاجئنا بعض هذه النخب عند تحليلها لنتائج هذا الاستفتاء التاريخى باتهام الشعب المصرى فى ثقافته ووعيه السياسى، ناسين أو متناسين أن هذه الإرادة هى التى صنعت ثورة 25 يناير، وهى التى لا تزال تدافع عن مكتسباتها، بل تتمادى هذه النخب فى أهانه الشعب المصرى بوصفه بأنه وقع فريسة للبعض، أو تم الدفع به للصناديق دون أن يعرف هذه التعديلات أو يطلع عليها.

والحقيقة أن ذلك لم يكن مستغرباً من هذه الفضائيات، حيث دأبت على القيام بذلك أيضاً أثناء الثورة فوصفت الملايين من أبناء هذا الشعب فى ميدان التحرير بالمرتشين والمأجورين وأصحاب الأجندات الخاصة حتى وصل الحد للمطالبة بإحراقهم داخل الميدان، ومنع الدواء والغذاء عنهم.

لكن الشعب المصرى بوعيه وحريته وثقافته التى صنعت ثورة 25 يناير لن يقبل أبداً أن يظل متهماً فى وعيه وصدق إرادته كما كان يراد له فى ظل دكتاتورية النظام، وسوف ينجح الشعب فى ذلك باعتبار أن ذلك أحد وأهم مكتسبات هذه الثورة لكنه فقط يريد من هؤلاء أن يرحموه ويحترموا إرادته .








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة