شريف عصام يكتب: الحكام العرب وجنون العظمة

الثلاثاء، 22 مارس 2011 02:32 م
شريف عصام يكتب: الحكام العرب وجنون العظمة القذافى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جنون العظمة مرض غالبا ما يهاجم القادة والزعماء وأصحاب النفوذ ومن يبقون فى مناصبهم لمدد طويلة، ومريض العظمة دائما ما تساوره هواجس فيزعم أن لديه أشياء لا يمتلكها أحد غيره مثل القدرات العقلية والقرارات الحكيمة والمواهب الفذة.. وغيرها من الإمكانيات الخاصة!

تجد أن حكامنا العرب مصابون بهذا المرض وبالطبع ليس الجميع لأنى ما زلت مصرا أن فكرة التعميم فكرة فاشلة.. ولكنهم نسبة لا يستهان بها فتجد أن الطغاة الذين يقمعون شعوبهم ويستمتعون بثروات الشعب بينما الشعب يموت جوعا وهم أيضا من ينفردون فقط بالرأى وأخذ القرارات ويجدون من حولهم يصفقون بشده لهم حتى تورم أيديهم حتى لو كأن القرار خاطئا، ما نجده الآن على الساحة العربية أمر يدعو للدهشة وهذا ليس لثورة الشعوب فهذا أمر منطقى أولا لأن التظاهر حق لأى إنسان على الأرض وثانيا لأنهم يطالبون بحقوقهم وليس بشىء مستحيل ولكن ردود أفعال بعض الحكام هى ما تدفعنا للدهشة.
فهؤلاء الحكام يسيرون على نفس الدرب فتجد نفس المشهد الذى حدث فى تونس يتكرر ربما بنفس الأخطاء فى التعامل مع باقى الشعوب والتباطؤ فى أخذ القرارات وإصرار الحكام فى التعامل بمنطق الأم التى تركت كل شىء ووهبت حياتها لترعى صغارها والذين ما زالوا يحبون وفى حالة مزاجية متقلبة ولأنهم لا يعرفون مصلحتهم ولا يعرفون ما يناسبهم وما يضرهم والغريب إصرار الحكام على أنهم فقط من يفهمون شعوبهم وهذا ما كذبته الأيام.

أخذت أسأل نفسى حينما تثور الشعوب وتطلب من الحاكم أن يرحل مصطحبا معه من يحيط به من حاشية فاسدة كرست حياتها لتضليل الحاكم – أحيانا – وتقديم تقارير عن مدى رضا وسعادة الشعب ورغبة فى إقامة تمثال للحاكم ودعم ملف التوريث بما يخدم مصالحهم الشخصية قبل أى شىء والأمر لا يخلو من تكوين ثروة فالمستقبل ليس له أمان!

لماذا لا يترك للشعوب فرصة وربما لأول مرة فى تاريخهم للاختيار والانتخاب والتغيير؟ والذى دعا له الكثير من الحكام وأنه سنة الحياة ولابد من تسليم الراية للجيل التالى وأنهم فى النهاية راحلون وغيره من الكلام المرسل ولكن حينما تأتى لحظة الجد والحسم تظهر العين الحمراء ونرى القمع والاستبداد وتظهر أعراض العظمة ورغبة الجميع فى الموت على الكرسى وكأنه ولد عليه!

بالأمس كانت تونس ومصر واليوم نجد ليبيا والبحرين يسيرون على نفس النهج وربما نجد العديد من الدول فى الغد أو يقف قطار الحرية عند هذا الحد.. ولكن وجه التشابه الأكثر مأساوية أن بحور الدم وجثث القتلى الذين اغتالتهم طلقات الفساد والقمع والملقاة فى الشوارع وترصدهم كاميرات العالم أجمع هى الصورة المفضلة للحكام والعند والتمسك بالسلطة هما المحركان الأساسيان لأى طاغية وأصبح الجميع يخير شعبه بالمقولة الشهيرة والمفضلة للطغاة (أما أنا.. أو الفوضى!).

أيها الحكام العاقلون لستم تحكمون ممالك أو عزب خاصة وإنما جمهوريات إذا اعتبرنها كذلك ولستم أولياء على شعوبكم والتى الحمد لله قد بلغت سن الرشد وأصبحوا قادرين على معرفة الصواب من الخطاء وحكمتم بما يكفى وكونت ثروات تكفى لأجيال قادمة فامنحوهم فرصة ليصنعوا مستقبلهم وليختاروا من يريدون ولو لمرة واحدة فى حياتهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة