أنور عصمت السادات

تطلعات أمة ومصير وطن

الأحد، 20 مارس 2011 09:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تغيرت أوجه الحياة فى مصر مع انطلاق الشرارة الأولى لثورة الخامس والعشرين من يناير، وأصبح الشعب المصرى على مشارف مرحلة جديدة بأحلام جديدة يتطلع بها إلى مستقبل أفضل.

إرادة الشعب تصنع المعجزات، فلم يكن يتصور أحد قبل هذه الصورة أن يتحقق لنا ما نعيشه الآن، وقد بدأنا بالفعل نجنى ثمار الثورة، حين خرجت جموع الشعب ليدلوا بأصواتهم فى أول عرس للديمقراطية، استفتاء 19 مارس بكامل حريتهم فى مناخ ارتاحت إليه القلوب، وأياً كانت نتيجة الاستفتاء بنعم أو لا، يبقى علينا بعد ذلك أن نبنى مصر من جديد.

أعلم أن أى دولة أو حكومة تضع لنفسها منهجاً وخطوطاً عريضة وسياسات عامة، يسير عليها المسئولون فى ظل مساحة مناسبة من الحرية وتبادل الرأى، تظهر فيها مواهب وقدرات المسئولين طالما أنها تصب فى صالح الوطن.

وبالطبع طالما أننا دولة مؤسسات لا ينبغى لنا أن نقف أو نرجع إلى الوراء بسبب غياب شخص أو حتى سقوط نظام بأكمله، ولكن علينا أن نضع من الآن لحياتنا ومستقبل مصر خطوطاً عريضة، وسياسات عامة وواضحة ومدروسة فى ظل توافق تام من كل طوائف المجتمع، لنمضى عليها ويسير وفقاً لها أى حاكم، ليكون أمامنا طريق وهدف واحد نسعى إلى تحقيقه أياً كان قائدنا آنذاك.

أتطلع لأن يقوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة من الآن بتشكيل هيئة كاملة من القوى الوطنية والخبراء والباحثين فى شتى مجالات الحياة "ثقافية، سياسية، اقتصادية، تعليمية، استثمارية، إلخ"، من أجل اعتماد منهج واضح ومحدد، وآلية قابلة للتنفيذ ومتفق عليها، تشمل جميع المجالات فى مصر بحيث يأتى من يأتى ليقود البلاد ويمضى فى طريقه نحو تنفيذ هذا المنهج.

وإذا احتكمنا إلى التاريخ تجده يذكرنا دائماً بأنه حين تغيب روح الوحدة والتوافق والعمل الجماعى والهدف المشترك وتمضى المجتمعات بعشوائية دون آليات وبرامج، تتعرض بعد ذلك لمخاطر قد لا يحمد عقباها.

أمامنا تركيا على سبيل المثال "تجد فيها الرئيس، ورئيس الوزراء، والوزراء أنفسهم يسيرون وفق سياسة محددة، وكل منهم سياسى بارع ومجتهد ومتحرك، ومع ذلك فإن غياب أحدهم تحت أى بند لا تتوقف معه سياسة تركيا.

إن آمال المصريين فى التغيير لا يمكن أن تتحقق، إذا لم يكن هناك خروج عن المألوف، ومحو سياسات قديمة أثبتت فشلها، وتبنى أسس تنموية جديدة لها أهدافها واستراتيجياتها الواضحة، لنخرج جميعاً من أزمتنا، ويتحمل كل منا مسئولية فى هذه الظروف العصيبة ونتمكن من قيادة سفينة المجتمع إلى بر الأمان، ونتطلع إلى مستقبل مشرق.

* وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة