د. رضا عبد السلام

رسالة إلى أعداء النجاح وخفافيش الظلام!!

السبت، 12 مارس 2011 08:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رسالتى إليكم – والتى هى رسالة كل مصرى شريف يعشق تراب هذا البلد – هى أن تتركونا نفرح بثورتنا التى أبهرنا بها العالم، وأن ننجز ما نسعى لإنجازه للارتقاء بمصر وبشعب مصر، أعلم علم اليقين بأنكم فقدتم كل شىء، بعد انهيار النظام البائد الذى ظللتم تتسترون خلفه، وتنهبون البلاد، وتحطون من كرامة العباد، نعم...لقد فقدتم كل شيء، ولهذا لا نعجب أن نراكم على استعداد تام - وغير مشروط - للتضحية بكل شيء، ببساطة لأنه لم يعد يبقى شيء تخافون عليه، ولهذا تبذلون قصارى جهدكم لإشعال البلاد، وإحراقها، وخاصة على من أوقدوا ثورتها.

نعلم علم اليقين بأنكم وراء حالة الفزع والرعب والانفلات التى تشهدها البلاد، صعب عليكم أن تروا أبناء مصر يعيشون لحظات فرح أو لحظات حلم أو أمل، لقد استكثرتم على هذا الشعب مجرد الحلم بغدٍ مشرق، ولهذا سلطتم كلابكم وأذنابكم لإرهاب الناس، ولكن فاتكم أن مصر قد استيقظت واستيقظ معها الشعب العظيم، وأدرك تماماً حقيقتكم، فأنتم لم تكون سوى حفنة من العصابات، تمتص دماء هذا الشعب، بعد غيبتموه بدعاوى الزيادة السكانية، وارتفاع الأسعار العالمية، وضعف إمكانات مصر لأن مصر بلد فقير!!! لقد اكتشفنا جرائمكم وسنواصل رحلة الفضح حتى تعود مصر لأبنائها، وتعود إلينا ثرواتنا المنهوبة.

أما الشرفاء من أبناء مصر، فأنتم يا من حلمتم بمستقبل أفضل لمصر، يا من قدمتم للعالم أرقى وأعظم ثورة صنعها الإنسان، لا تفقدوا الأمل، اصبروا وصابرو، فإن موعدكم النصر على أعداء مصر، هبوا جميعاً وبروح ثورتكم المجيدة لبناء هذا البلد، ولتحقيق أحلام شبابه، أنتم تشاهدون معى هذا الشباب الجميل الحالم، الذى نزل إلى الشوارع لتجميلها وتنظيفها.

هذه الورود الجميلة التى تطهر شوارعنا لديها حلم، وعلينا أن نعمل لتحقيق حلمهم، هم يحلمون بمستقبل عظيم لهذا البلد، هم يحلمون ببلد متحضر، ينعم بالشفافية، وتتوارى فيه رموز الفساد، هكذا يحلمون، فهل نخذلهم؟ هل نقتل فرحتهم؟ نعيدهم إلى ماضى النظام البائد ليرثه المحروس ابن المحروس؟

فأنتم يا أعداء النجاح، اتهمت الشباب بالتهور تارة، وبالتفاهة تارة أخرى، بل لقد نسبتم ثورتنا المجيدة إلى كونها مجرد تنفيذ لأجندات غربية أو بروتكولات حكماء صهيون!!! لقد استكثرتم علينا حتى مجرد الفخر بثورتنا الكاملة والطاهرة التى صنعناها بأيدينا، إنكم باتهاماتكم تلك تكشفون كل يوم عن حقارة تفكيركم، فإذا كان هناك من أحد خادم لأبناء صهيون أو الغرب، فقد كان هو نظامكم البائد الذى باع ثروتنا لليهود، ,اغمد صوتنا لمصلحة اليهود، حتى هوت مصر العظيمة – وعلى كافة الأصعدة – ولهذا لم يكن غريباً أن تكون دولة بنى صهيون هى أكثر البائسين لزوال نظامكم البائد!! أليس كذلك.. هل أتجنى عليكم أو على نظامكم البائد؟!

أعلم جيداً أن هناك كثيرون يستمعون إليكم الآن، ولما لا، وقد تركتم لنا إرثاً ثقيلاً ومجتمعاً تسوده الأمية والجهل، والإنسان عدو ما يجهل كما يقولون، نعم، لقد روعتم الناس، وعاونكم زبانية النظام البائد من الفاسدين من رجال الشرطة، وتحديداً قيادات وضباط مباحث أمن "الدولة"، لا يمكن أن نعمم الحكم على جهاز الشرطة ككل، فالجهاز به ضباط شرفاء، ولكننا نعلم أن أشباهكم من كلاب النظام يعاوننكم على ترويع الشعب، حتى يخرج الناس ويقولون "ولا يوم من أيام مبارك"، أليس هذا هو هدفكم يا أعداء مصر؟ نعم...تماماً كما فعل الكثير من العراقيين بعد رحيل صدام الخير!!!

ولكنكم بغبائكم تجاهلتم حقيقة وهى أن مصر جسد واحد، لا تمزقه الأشياع أو القبلية، فلم تفوتوا الفرصة، وأشعلتم فتنة بعد نجاح الثورة بين المسلمين والمسيحيين، فتاريخكم ناصع وثابت فى هذا الشأن، وحادث كنيسة القديسين خير شاهد، فعلى مدى 18 يوماً، هى عمر ثورتنا الطاهرة، لم تمس كنيسة أو مسجد، بل تبارى شباب الكنانة (مسلم ومسيحي) لحماية دور العبادة، ولكن لم يسعدكم هذا، فأوقدتم ناراً للفتنة، ولكن سيطفئها الله، وسيرد كيدكم فى نحوركم، فيمكرون، ويمكر الله والله خير الماكرين.

أيها الشرفاء من أبناء أم الدنيا، أيها البسطاء من أبناء أرض الكنانة، كونوا على ثقة بأن التحول الذى تشهده مصر يدق مضاجع أذناب وبقايا النظام البائد، ولهذا هم الوحيدون أصحاب المصلحة فى إرهاب العباد وإشعال البلاد، لتعود كما كانت مرتعاً خصباً لهم ليهووا بنا مرة أخرى إلى زمن عز وسرور والعادلى ومبارك، أسماء جميلة، ولكن لم يكن لأى منهم أى حظ من اسمه،

فلا تتركوا لهم فرصة، حتى لا ترتفع لهم راية، وليكونوا لمن بعدهم عبرة وأية، نعم، نحن لدينا حلم كبير لهذا البلد، وعلينا أن نتحلى بالقوة والصبر على البلاء، فهؤلاء بلاء ووباء، ولنا يضيعنا الله أبداَ، فنحن ننشد الخير لبلدنا، فمصر الجديدة ستعود قبلة للفكر والعلم والأدب والفن الراقى، ستكون مصر واحة يعيش فيها المصرى المسلم إلى جوار شقيقه المسيحي، كما كان على مدار التاريخ، لن يكون هناك مكان لدعاة الفرقة أو سارقى الأحلام، فهل نصمد فى مواجهتهم أم نتركهم يسرقوا حلمنا؟

أترك الإجابة على السؤال إلى كل مصرى فخور بمصريته وحريص على وضع بلده فى مكان لائق بين الأمم، والله الموفق.

* وكيل كلية الحقوق – جامعة المنصورة
ومستشار اقتصادى – منظمة الأمم المتحدة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة