مينا ملاك عازر

دولة الأمن والمتانة

الأربعاء، 13 أغسطس 2008 12:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت برنامج العاشرة مساء الذى تقدمه الإعلامية البارزة منى الشاذلى يوم السبت الموافق 9/8/2008، ولما جاء تقرير عن واقعة قَتل فى العمرانية استخدم فيها القاتل سلاحا آليا تابعت التقرير، وبعدها أخذنى الذهول وأخذت أقلب فى الخرائط اللى عندى، أبحث عن أين تقع العمرانية هذه، هل فى لبنان أم فى فلسطين ولا العراق ولا منطقة عايزة تنشق فى السودان ولا أفغانستان؟ أعدت أقلب وأنا بأقلب كنت بأقول لنفسى الاسم ده مش غريب على المنطقة دى، اسمها على اسم منطقة العمرانية اللى فى الجيزة باين، بس بينى وبينكم كنت مستبعدا فكرة أن تكون هى العمرانية بتاعتنا، أصل أنا عارف أننا فى دولة الأمن والمتانة عفواً والأمان. المهم الوجوه اللى فى التقرير لناس مصريين ولهجتهم مصرية وكمان عادت لنا السيدة منى الشاذلى، وأكدت لى أنها العمرانية التى فى الجيزة، استغربت أوى وزاد عجبى حين علمت أن المعركة اشتعلت بسبب 2 جنيه.. يا نهار أبيض رشاشات وأزايز وطوب وانتفاضة عشان 2 جنيه جبنه، يعنى مش عشان يحرروا الأرض ولا يختاروا رئيسا للجمهورية ولا عشان متنافسين على السلطة آمال لولا قدر الله حصل كده عندنا حا نعمل فى بعض إيه!. مش بعيد نضرب بعض بالقنابل الذرية والأسلحة الكيماوية يا خبر أبيض الناس خلقها ضاق كده ليه مش عارف إيه اللى جرى للمصريين، وأخذت أفكر فى الموضوع كثيراً حتى وصلنى اتصال من أحد أصدقائى، وأثناء المكالمة شعر بشرودى، فسألنى عن السبب فرويت له ما أفكر فيه وما شاهدته فى التقرير، فرد ساخراً أكيد اللى كانوا موجودين فى الخناقة ما كانوشى معاهم طفاية حريق وإلا كانوا أخمدوا نار الشجار فى مهدها، فجاريته فقلت وأكيد اللى موجودين ما كانشى معاهم حقيبة إسعاف وإلا كانوا أنقذوا القتيلين، فضحك صديقى وقال ويبدو أن القتيلين أنفسهما لم يكونا يستخدمان المثلثات العاكسة وإلا كان القاتل سيراهم ولن يطلق النار عليهما.

أنهيت المكالمة مع صديقى وأنا مشغول بأمور متلاطمة فى ذهنى، كيف صار من السهل على الإنسان المصرى أن يحصل على سلاح رشاش؟ ولماذا فعل ذلك؟.. فلم أجد إجابة على السؤال الأول، لأننى لا أفهم فى أمور تهريب السلاح وقلت أتركها للسيد وزير الداخلية ورجاله يتابعون هذه الأمور، لأنها ليست الأولى التى يستخدم فيها الرشاشات لإنهاء النزاعات فسابقة عزبة "الكلاف" لا تزال ماثلة فى الأذهان، أما السؤال الثانى فكانت إجابته عبارة عن سؤال استنكارى واستفسارى فى نفس الوقت، وهو هل بات يشعر المواطن المصرى بعدم الأمان فى وطنه؟!. وكيف وصله هذا الشعور هل صار يشعر بأنه من الممكن أن يتعرض للظلم، ولا يجد من ينقذه، ويرفع عنه هذا الظلم، أم أنه يشعر بأنه يحتاج لقوة تحميه غير الشرطة، هل صار يعتقد أنه إن قَتل أو بلطج لن تطوله يد القانون؟!. وكيف دلف إلى قلبه ذاك الشعور الملعون الذى حوله إلى إنسان وحشى؟.. كيف تغيرنا.. أين رجال الشرطة؟.. هل صاروا يهتمون بقانون المرور الجديد بحقيبة الإسعاف وطفايات الحريق والمثلثات العاكسة وكفاهم؟!. كنا نتباهى زمان ولا زلنا وسنظل بإذن الله بأننا دولة الأمن والأمان، فهل سنصبح يوماً ما مثل شيكاغو، وحتى شيكاغو هناك شرطة تستطيع أن تسيطر على الموقف مهما تفاقم، ولن نجدهم يقفون ينظرون فقط على الأمن والمتانة للسيارات، أعرف أنه مهم هو الآخر، ولكن الأهم أن يدركوا بنظرتهم الثاقبة للأمور أن ظاهرة العنف تفشت فى المجتمع، يا ليتنا نفيق قبل أن تقع الكارثة. وأخيراً اسمحوا لى أن أنهى المقال، وأنزل اشترى لى رشاش ...... ميّه








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة