مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لـ«اليوم السابع»: المخدرات مصدر رئيسى فى تمويل الجماعات الإرهابية.. اللواء زكريا الغمرى: أحبطنا دخول 3 مراكب محملة هيروين للبلاد.. ورصدنا زراعات المواد المخدرة بسيناء

الجمعة، 08 ديسمبر 2017 09:00 ص
مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات لـ«اليوم السابع»: المخدرات مصدر رئيسى فى تمويل الجماعات الإرهابية..   اللواء زكريا الغمرى: أحبطنا دخول 3 مراكب محملة هيروين للبلاد.. ورصدنا زراعات المواد المخدرة بسيناء حوار مع اللواء زكريا الغمرى مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات
حوار محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد اللواء زكريا الغمرى، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، أنه تم إحباط دخول 3 مراكب محملة هيروين للبلاد، وتم قتل «المعلم جامع» أشهر تاجر بودرة، كما تم رصد زراعات المواد المخدرة بسيناء بالقمر الصناعى وإبادة 38 فدان بانجو، وضبط مليار ونصف حباية ترامادول، وعصابتين غسلتا 240 مليون جنيه من تجارة المخدرات، وأشار الغامرى فى حواره لـ«اليوم السابع»، إلى أن المخدرات باتت مصدرا رئيسيا فى تمويل الجماعات الإرهابية والعناصر المتطرفة.. وإلى نص الحوار:
 
 

 
 

هل هناك علاقة بين تجارة المخدرات والإرهاب؟

- هناك علاقة وثيقة بين الاثنين، فبعض العصابات الدولية تمد الإرهابيين بالأموال لشراء السلاح، وباتت تجارة المخدرات فى عدة مناطق مصدرا رئيسيا لدخل الجماعات الإرهابية، مثلما حدث فى «طالبان» و«حزب الله»، وغيرها من الحركات، وبات جزءا كبيرا من أموال التجارة غير المشروعة يذهب للجماعات والكيانات الإرهابية التى تستهدف البلدان العربية. 
 

وكيف تعامل المجتمع الدولى مع هذا الأمر؟

- أدرك المجتمع الدولى خطورة هذا الأمر، ومن ثم تم عقد الاتفاقيات والمؤتمرات للتصدى للمخدرات، والجميع شهد لمصر بما حققته من نجاح فى هذا المجال، فى ظل الضبطيات الضخمة التى تضبطها أجهزة الأمن المصرية، والتى كانت ستغرق الأسواق.
 

هل وجود صراعات فى دول الجوار ساهم فى زيادة دخول المخدرات لمصر؟

- بالفعل، فهناك محاولات مستمرة لدخول أطنان من المواد المخدرة عبر الحدود الغربية، ونتصدى لها باستمرار، ونحقق ضبطيات كبيرة، وهناك عملية ضبط على نطاق واسع بكل الحدود والمنافذ والسواحل، حيث ضبطنا 3 مراكب محملة بالهيروين مؤخراً إحداها تحمل 213 كيلو، والأخرى بها 113، فضلاً عن ضبط 75 كيلو فى الثالثة، وتم قتل أحد أشهر تجار الهيروين ويطلق عليه «جامع.أ»، بعد اشتباكات مع الأمن، وهذه الكميات الضخمة كانت تستهدف تدمير عقول الشباب، وللأسف الهيروين من أخطر المواد المخدرة.
 

مكافحة المخدرات حققت نجاحات أمنية كبيرة فى سيناء.. ماذا حدث؟

- استهدفنا مؤخراً تجارة المخدرات فى سيناء الجنوبية، من خلال رصد دقيق لزراعات المواد المخدرة فى عمق الصحراء بواسطة القمر الصناعى، ووجهنا مأموريات أمنية نجحت فى تدمير 38 فدان بانجو، وضبط 31 طن بانجو جاف، وضبطنا مصانع بدائية لتدوير صناعة الحشيش.
 

كيف يتم التصدى لعقاقير الترامادول التى تسببت فى زيادة عدد الجرائم مؤخراً؟

- ضبطنا منذ بداية 2016 حتى الآن أكثر من مليار ونصف قرص ترامادول، وهذه الكميات لو دخلت البلاد: «كانت هتغرق السوق»، لكن يقظة رجال الأمن، وتتبع العناصر الإجرامية ساهمت فى الإيقاع بالمتهمين، وضبطنا عصابة بمفردها لديها 75 مليون قرص ترامادول، ونرصد الشاحنات القادمة من الخارج من خروجها من بلد المنبع وطول الرحلة وصولاً لمصر ويتم ضبطها على الفور، من خلال مأموريات أمنية على أعلى مستوى وضباط متدربين للتعامل باحترافية مع هذه العصابات.
 

البعض يردد بأن الصنف الموجود فى السوق «مضروب».. ما صحة ذلك؟

- المخدرات شأنها مثل باقى السلع، فكما يتم تقليد بعض السلع، يتم تقليد المخدرات، وهناك مصانع بير سلم كثيرة، تقلد المواد المخدرة، والمدمن بطبيعة الحال لا يفرق بين الغث والسمين، ويتعاطى كل ما يقع تحت يده، وهناك مثلاً من يخلط الهيروين لزيادة حجمه، فإذا دخل كيلو هيروين واحد يتم عمل 12 كيلو منه، وهذا يؤدى إلى عبء أكبر على رجال الأمن.
 
 
 

هل أجهزة الأمن لديها معلومات حول مسارات تجار الكيف؟

- بالفعل.. لدينا معلومات عن كل مسارات التجار، ونرصدها باستمرار، وطورنا الأدوات والتقنيات بما يسمح بتفوقنا على المهربين الذين يحاولون باستمرار تطوير أنفسهم ومعداتهم والقوى البشرية التى لديهم، ومن ثم نهتم بعنصر التدريب بشكل كبير، ونعقد دورات تدريبية لضباطنا تساهم فى تحقيق نتائج إيجابية باستمرار.
 

هل تشاركون فى علاج المدمنين؟

- دورنا لا يتوقف على مكافحة المخدرات ومنع دخولها، وإنما نساهم أيضاً فى علاج المدنين، حتى يتم تعافيهم ومثولهم للشفاء، ونحن أعضاء فى المركز القومى لعلاج الإدمان ونشارك باستمرار فى الجلسات التى تعقد فى هذا الصدد، ونساهم بأفكار لعلاج المدمنين وتأهيلهم لإعادة انخراطهم فى المجتمع من جديد وانتشالهم من غيابات الإدمان وعدم العودة إليه مرة أخرى.
 

للأسف.. بعض الصيدليات تروج المواد المخدرة مثل الترامادول.. كيف يتم التصدى لذلك؟

- الترامادول فى الأصل علاج، وبعض الدول لا تجرمه، لأنه لا يُساء استخدامه هناك، بينما هنا يتم إساءة استخدامه، ومن ثم طالبنا بتعديل قانون الصيدلة، فالقانون من سنة 1955 وكان لا يجرم الترامادول لأنه لم يكن وقتها موجودا، ومن ثم طالبنا بتعديل القانون لمن أساء استخدام بعض العقاقير، خاصة أنه لدينا نحو 70 ألف صيدلية، الأمر الذى يُصعب من مهمتنا.
 

هل عدد ضباط مكافحة المخدرات كافٍ لملاحقة كل هذه الجرائم؟

- لدينا عدد كافٍ من الضباط فى الإدارة، ولدينا فروع فى كل  المحافظات، وفى المنافذ والموانئ، فضلاً عن التنسيق مع مديريات الأمن على مستوى الجمهورية لملاحقة تجار المخدرات، ووزارة الداخلية تدعمنا باستمرار.
 

هل يتم عقد لقاءات توعوية بمخاطر المخدرات؟

- بالفعل، يتم عقد لقاءات جماهيرية عديدة للتوعية من خطورة المواد المخدرة، وهناك حملات مستمرة بمحيط المدارس وفحص الأكشاك المحيطة بها والقريبة من الجامعات لمنع بيع المواد المخدرة لطلابنا.
 

وماذا عن جهودكم فى ملاحقة جرائم غسيل الأموال لتجار المخدرات؟

- حققنا نجاحات كبيرة فى هذا الأمر، حيث ضبطنا مؤخراً عصابة يقودها «أحمد.ا» من نبروة فى الدقهلية غسلوا 200 مليون جنيه من تجارة الترامادل فى عدة مشروعات، فضلاً عن ضبط تشكيل عصابى بمحافظة كفر الشيخ ارتكب جريمة غسيل أموال قرابة 40 مليون جنيه من متحصلات نشاطهم غير المشروع فى الاتجار بالمواد المخدرة، حيث تبين أن «أحمد.م.خ»، و«محمد.أ.م»، و«السيد.أ.م»، و«محمود.أ.م» وجميعهم مسجلون ومحكوم عليهم فى عدد من الجرائم، قاموا بالاتجار فى المواد المخدرة وترويجها وجمع مبالغ مالية كبيرة من جراء ذلك، وقيامهم بغسل تلك الأموال المتحصلة من تجارتهم غير مشروعة، حيث ارتكبوا العديد من أفعال الغسل على تلك الأموال فأودعوا منها بالبنوك وأجروا عليها عمليات سحب وإيداع وأنشأوا شركة وهمية وقاموا ببناء عقارات سكنية، وشراء أراضٍ زراعية بقصد إخفاء مصدر تلك الأموال وإصباغها بالصبغة الشرعية وإظهارها وكأنها ناتجة من كيانات مشروعة، وتبين أنهم اشتروا ثلاثة قطع بمساحة 17 فدانًا بدائرتى قسم شرطة مطوبس وسيدى سالم، وقيامهم بإنشاء شركة استيراد وتصدير، وشراء 9 عقارات بأدوار مختلفة بدائرة شرطة كفر الشيخ، وقدرت تلك الأموال بحوالى 40 مليون جنيه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال تلك الواقعة، وجارٍ العرض على النيابة المختصة لمباشرة التحقيقات، وجاء ذلك فى إطار استراتيجية وزارة الداخلية الهادفة فى أحد محاورها إلى ضبط القائمين على الثراء غير المشروع من تجارة المواد المخدرة كأحد محاور مكافحة انتشار المواد المخدرة لما لها من أثر سلبى على الاقتصاد القومى ووسيلة لردع العناصر الإجرامية وحرمانهم من نتائج نشاطهم الآثم، وتفعيلًا لقانون مكافحة جرائم غسل الأموال الناشئة عن جرائم المخدرات. 
 
مزارع بانجو
مزارع بانجو
 

بلغة الأرقام.. ماذا عن أهم الضبطيات خلال الشهر الأخير؟

- ضبطنا 196 قضية «اتجار وتعاطى فى المواد المخدرة» بلغ عدد المتهمين فيها 258 متهما، وتمت إبادة 39 فدانا منزرعة بنبات القنب المخدر، و17 فدانا منزرعة بنبات الخشخاش المخدر، وتم ضبط «32 طن و923 كيلو جرام» بانجو، و4 أطنان من مسحوق نبات البانجو المخدر، وضبط 25 كيلو من معجون بودرة نبات البانجو المخدر وكمية من بذور النباتات المخدرة وزنت 185 كيلو جراما، وكمية من مخدر الحشيش وزنت 62.228 كيلو جراما، وضبط 5.793 كيلو جرام هيروين و4.486 كيلو جرام  كوكايين، و2.351 كيلو جرام أفيون، وتم ضبط كمية من مخدر الفودو وزنت 2.070 كيل جرام، وضبط كمية من مخدر الآيس وزنت 60 جرام، وضبط 637005 قرص كبتاجون المخدر، و588119 قرصا مخدرا مختلف الأنواع، و120 قرصل من العقاقير المؤثرة على الحالة النفسية والعصبية، و7 قطع أسلحة نارية و319 طلقة نارية وخرطوش مختلفة الأعيرة، و20 قطعة سلاح أبيض.
 

عقدت وزارة الداخلية مؤخراً مؤتمرا لمكافحة المخدرات.. ماذا عن فعاليات هذا المؤتمر؟

- دارت فاعليات هذا المؤتمر حول عدة محاور أبرزها تعزيز أطر التعاون الدولى لمجابهة مشكلة المخدرات والجريمة المنظمة، وتضافر جهود الأجهزة المعنية لمجابهة عمليات جلب وتهريب المخدرات كإحدى صور الجريمة المنظمة عبر الحدود البرية والسواحل البحرية، وفرض رقابة حاكمة على المنافذ الشرعية لمجابهة عمليات الجلب والتصدير للمخدرات، وإبادة الزراعات المخدرة بالتنسيق الفاعل مع الجهات المعنية، ومجابهة علانية ترويج المخدرات وتصفية بؤر ترويجها الثابتة والمتحركة، والرصد المبكر للأنواع المستحدثة من المخدرات بسوق الاتجار غير المشروع وأطر مواجهتها قانونياً وأمنياً، وتفعيل قانون غسل الأموال رقم 80 لسنة 2002 وتعديلاته.
 

ما التوصيات التى توصل لها المؤتمر؟

- انتهت أعمال وفاعليات المؤتمر إلى توافق أعضائه على عدة توصيات لتعظيم دور أجهزة المكافحة على نحو يتوافق وحجم المشكلة أبرزها تعزيز أطر التعاون مع أجهزة مكافحة المخدرات الدولية والإقليمية والمحلية لمجابهة عمليات جلب وتهريب شحنات من المخدرات عبر الحدود البرية والسواحل البحرية لداخل البلاد، وتطوير آلية التعاون بين الإدارة وأجهزة المكافحة بمديريات الأمن وكل الجهات المنية ذات الصلة لحصر ورصد وتصفية البؤر الإجرامية الخطرة لعلانية ترويج المخدرات، واستثمار المناخ المتميز القائم بين وزارتى الدفاع والداخلية لزيادة النطاق الجغرافى للأودية المستهدفة بحملات إبادة الزراعات المخدرة بشبه جزيرة سيناء.
 
حشيش
 

أخيراً.. ما نصائحك للشباب للابتعاد عن الإدمان؟

- أنصح الشباب بالابتعاد عن الإدمان، فالمدمن شخص غير صالح فى المجتمع يضر بنفسه وغيره، ولا يحافظ على الأمانة التى منحها الله له، وأدعوه أن يستغل عقله وصحته فى شىء مفيد لنفسه ووطنه.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة