فى عيد استقلال لبنان.. تعرف مراحل النضال من أجل إجلاء القوات الأجنبية

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017 03:58 م
فى عيد استقلال لبنان.. تعرف مراحل النضال من أجل إجلاء القوات الأجنبية عناصر من الجيش اللبنانى
كتب محمود رضا الزاملى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مثل هذا اليوم، من كل عام يحتفل اللبنانيون بـ"عيد الاستقلال"، وهو تخليد لذكرى حكومة الاستقلال الوطنى التى ناضلت من أجل إطلاق سراح بشارة الخورى رئيس الجمهورية آنذاك، ورئيس الحكومة اللبنانية رياض الصلح من الاعتقال صباح 22 نوفمبر 1943 وتسليم فرنسا بمنح لبنان الاستقلال التام.

وبدأ الصراع فى سبيل الاستقلال عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، وأعلن وقتها الشريف الحسين بن على قيام الدولة العربيّة، وضمّت هذه الدولة جميع الأقطار العربيّة التى تمّ تحريرها من الحكم العثمانى، والمنطقة التى تضم لبنان كانت تابعة للمملكةِ العربيّةِ.

هل حدث الاستقلال التام للبنان يوم 22 نوفمبر عام 1943 ؟
 

فى الحقيقة، لا ، لم يكتمل هذا الاستقلال إلا بانسحاب القوات الفرنسية من لبنان يوم 31 ديسمبر 1946 .

 لماذا يعد يوم 22 نوفمبر عيد الاستقلال فى لبنان ؟
 

فهو تخليدا لذكرى حكومة الاستقلال الوطنية التى ناضلت من أجل إطلاق سراح رئيس الجمهورية بشارة الخورى ورئيس الحكومة اللبنانية رياض الصلح من الاعتقال صباح 22  نوفمبر 1943 وتسليم فرنسا بمنح لبنان الاستقلال التام .

كيف حصلت لبنان على الاستقلال ؟
 

بدأ الصراع فى سبيل الاستقلال عقب انتهاء الحرب العالمية، وفى هذا الوقت تمّ انتداب فرنسا لحكم لبنان حسب اتفاقيّة (سايكس بيكو)، وقد طُلب من الشعوب تحديد مصائرهم فيما بينهم، فطلب مسيحيّو لبنان تأسيس دولةٍ مستقلة بحمايةٍ فرنسيّة وهذا ما رفضه المسلمين.

لماذا رفضه المسلمون ؟
 

فقد رفضوا فى مجملهم وجود دولة وكيان وطنى لبنانى لعدة أسباب، هي: كانت تنصب أمانيهم بعد الانسلاخ عن الدولة العثمانيّة الانضمام إلى دولةٍ عربيّة يترأسها الأمير فيصل، والتى تضم سوريا الكبرى (سوريا، وفلسطين، والأردن، ولبنان، والعراق) رفضهم لأى انتداب دولةٍ أجنبيّة أوروبيّة، ورفض الخضوع لحكم هذا الانتداب.

كيف اقتنع السياسيون المسلمون بفكرة انفصال لبنان عن الكيان العربى؟ 
 

عن طريق "المفاوضات" فقد جرت مفاوضات مع الحكومة الفرنسيّة، واشترطت فرنسا فى هذه المفاوضات تسليم الحركة الوطنيّة السوريّة الكيان اللبنانى، مقابل توقيع معاهدةٍ تعترف فرنسا بموجبها باستقلال سوريا ولبنان.

وهل قبل المسلمون بهذه المفاوضات ؟
 

نعم، قَبِلَ السياسيون المسلمون فى لبنان، وأدى هذا الأمر إلى تلبنن بعضهم، كخير الدين الأحدب وآخرين، ليبدؤوا بالبحث عن صيغةٍ للتوفيق بين ولائهم للقوميّة العربيّة، وبين اعترافهم بالكيان اللبنانى، ومنهم بشارة الخورى ورياض الصلح.

وماذا بعد قبولهم فكرة انفصال لبنان عن الكيان العربى؟
 

شهدت الفترة الممتدة من عام 1930 حتى عام 1943 ، تبلور صيغة طلاب الاستقلال، كبشارة الخورى ورياض الصلح وغيرهما، حتى تحوّلت هذه الصيغة إلى ما يعرف بـ (الميثاق الوطنى اللبنانى)، والذى بُنى على أساس المعادلة التالية: للحصول على الاستقلال يجب على المسيحيين التنازل عن مطلبهم بحماية فرنسا لهم، فى المقابل يجب أن يتنازل المسلمون عن طلبهم فى الانضمام للداخل العربى – السورى.

هل سمحت فرنسا (المحتل) آنذاك باستقلال لبنان بسهولة ؟
 

لا، بعد سيطرة الفرنسيين فى بداية الحرب العالميّة الثانية على العديد من المراكز الرئيسيّة والحسّاسة فى لبنان، الأمر الذى دفع الحكومة اللبنانيّة إلى التقدم بالمفوضيّة الفرنسيّة مطالبةً إيّاها بتعديل الدستور بشكلٍ ينسجم مع الأوضاع الراهنة، وذلك فى العام 1943، وكان مطلبهم هذا مدعوماً من البريطانيين الذين كانوا يحكمون الأردن وفلسطين والعراق فى تلك الفترة.

فى 21 من سبتمبر 1943، أصبح بشارة الخورى رئيساً للجمهوريّة بعد فوزه فى الانتخابات، وألّف حكومته رياض الصلح، وأعلنوا وقتها الاستقلال التام، وتحوّل مشروع تعديل الدستور هناك إلى المجلس النيابى فى الدولة.

هل قبلت فرنسا بهذا الاعلان من جانب واحد؟
 

تمّ اعتبار هذا القرار تحدياً ساخراً للمفوّض السامى، الذى أصدر على الفور أمر تعليق الدستور، وأرسل عدداً من الضباط إلى رئيس الجمهوريّةِ حيث اعتُقِلَ، بالإضافة إلى اعتقال رئيس الوزراء وعددٍ من الوزراء والزعماء الوطنيين فى الدولة، ومنهم كميل شمعون وعادل عسيران وسليم تقلا وعبد الحميد كرامي، واحتُجِزوا وقتها فى قلعة راشيّا.

ماذا فعل اللبنانيون عقب اعتقال رئيسهم الجديد ؟
 

فى تلك الأثناء عقد الأمير مجيد أرسلان وزير الدفاع الوطنى فى تلك الفترة مع الوزير حبيب أبو شهلا ورئيس مجلس النوّاب صبرى حمادة اجتماعاً مصغّراً فى قرية (بشامون) الصغيرة الواقعة فى جبل لبنان، وألّفوا حكومة مؤقتة ورفعوا العلم اللبنانى المعروف بشكله الحالى فى ذلك الوقت، وقد أدّت هذه الثورة إلى حصول لبنان على استقلاله فى 22 نوفمبر عام 1943، بعد حصول لبنان على استقلاله دعمَ نفسه، من خلال المشاركة بتأسيس هيئة الأمم المتحدة عام 1945، بالإضافة إلى جامعة الدول العربيّة عام 1947 .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة