بالصور.. روح التحرير تتحول إلى حملة لتنظيف الشوارع وتغيير ثقافة وسلوكيات المواطنين.. شباب جامعة الدول يعلنون: لازم الكل يعرف أن البلد بلدنا ولازم ننظفها بأيدينا

الثلاثاء، 15 فبراير 2011 01:18 م
بالصور.. روح التحرير تتحول إلى حملة لتنظيف الشوارع وتغيير ثقافة وسلوكيات المواطنين.. شباب جامعة الدول يعلنون: لازم الكل يعرف أن البلد بلدنا ولازم ننظفها بأيدينا
كتب شعبان هدية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
روح التحرير سيطرت على شباب مصر وانتقلت من ميدان التحرير إلى أحياء أخرى بوسط القاهرة والمحافظات، أرادوا أن يكون لهم دور إيجابى، وأن يستثمروا ما حدث من تغيير فى الجانب السياسى فى تغيير أخلاقيات وسلوكيات وثقافة الناس فى الشارع.

شباب من مستويات عليا لفتوا ليس انتباهى أنا فقط، بل انتباه كثيرين فى شارع جامعة الدول العربية – من أغنى وأغلى مناطق القاهرة الكبرى – ويرتادون مدارس لغات وأبناء تعليم أجنبى أو يعملون فى وظائف مرموقة، ومن عائلات مرفهة تدل عليها ملابسهم وطريقة حديثهم ، حتى أن بعض المارة وأصحاب السيارات وقفوا يلتقطون لهم الصور، ومنهم من دعمهم بكلمات وجمل الثناء، عندما وجدوهم بهذه الحالة والصفات وهم يجمعون القمامة فى الشارع.

اقتربت منهم وتحدثت معهم فوجدتهم شباب شارك بعضهم بالمبيت أو الهتاف والتظاهر خلال ثورة 25 يناير، ومنهم من لم يشارك، لكنهم قرروا جميعا أن يشاركوا فى تنظيف وتجميل ميدان التحرير، بعد أيام قليلة من خلع الرئيس مبارك وعقب إنهاء اعتصامهم فى ميدان التحرير انطلقوا إلى الشوارع والميادين التى تحتاج للتنظيف والتجميل، فقرروا أن يستثمروا هذه الروح فى تجميل وتنظيف الشارع والمنطقة التى يعيشوا فيها أولا لينقلوها إلى ميادين وشوارع أخرى.

وبالفعل فى شارع جامعة الدول قاموا بتقسيم أنفسهم مجموعات صغيرة لبدء حملة جديدة بعنوان "ننظف بلدنا"، فملك الشربينى طالبة بمدرسة الألسن تقول: "قررنا أن ننظف المكان ونشجع الناس لتنظيف بلدهم، فالناس لما تشوفنا هيتحركوا وعلى الأقل لو لم ينظفوا فلن يلقوا ورقة أو قمامة فى الشارع، على الأقل لن أترك بلدى لأحد مرة أخرى يشوه جمالها".


هدايت عباس، موظفة فى جمعية المصدرين المصريين (24 عاما) تقول: "لم أكن أشارك فى أى شىء من قبل لأنى لم أكن أحس أن هناك من يريد أن يحافظ على البلد، والكل يردد أن البلد مش بلده، لكن الآن لازم الكل يعرف أن البلد بلدنا نحن ولازم ننظف بلدنا من كل شىء، وطالما نجحنا فى تنظيفها من الهم والرأس الأكبر فى السلطة فهل نفشل فى تنظيفها من ورقة هنا أو قمامة هناك"، تضيف أنها مبسوطة أن رجع لها إحساس أن البلد بلدها ولن يأخذها أحد أن يأخذها منهم، وترى أن البلد التى كانت منهوبة وخيرها يذهب لآخرين انتهى هذا العصر وأنها ستقوم بكل ما فى وسعها لتحافظ على بلدها.

"فريدة" فى الثانية عشرة من عمرها فى الصف الأول الثانوى، تخجل من الكلام لكنها تمسك تعمل بجد وبحب، تقول فى كلمات بسيطة "مش عارف أنا بأعمل كده ليه ودى أول مرة أنزل من بيتنا وأنظف الشارع، لكنى مبسوطة وحاسة أن البلد فيها تغيير حقيقى ولدى شعور مختلف"، فريدة لديها رسالة للآخرين ترددها أمام من تراه سواء فى الشارع أو فى المحال التجارية "علينا أن نحافظ على بلدنا".

ممدوح شيمى، مدير بأحد شركات البترول الأجنبية، تحولت مشاعره للتغيير لطريقة جديدة فى التفكير وهى أن يستثمر هذه الأجواء فى أن يشكلوا مجموعة تنظف أسبوعيا يوم الإجازة على الأقل لتنظيف الشارع، بل أنه يفكر فى نقل هذه الحملة للمناطق الهامة خاصة محيط الأهرامات الثلاث، وقال: "كل واحد يعمل اللى يقدر عليه ومن غير اللائق أن نكون عملنا كل اللى عملناه ده وفى النهاية تبقى القمامة فى الشوارع، مصر ليس هى ميدان التحرير فقط وليس من وجدوا فى ميدان التحرير هم فقط اللى بيحبوا مصر، إحنا بنحبها بطريقتنا وعبرنا عن حبنا فى خطوة نتمنى تكون قدوة للناس"، ممدوح يتمنى أن تكون الروح الجديدة التى صاحبت الثورة امتدت للثقافة والسلوكيات، داعيا أصحاب المحال والسكان أن يشاركوا فى نظافة على الأقل المنطقة التى أمامهم، أما رسالته للحكومة أن توفر فقط صناديق القمامة فى الشوارع والميادين العامة، وأن تمر سيارات النظافة يوميا لتفريغها والمواطنين كفيلين بأن يتولوا نظافة مناطقهم.

شريف رضوان مهندس بشركة كمبيوتر، يعتبر أن خطوتهم هذه رسالة للجميع بأن الشباب يهتمون ببلدهم، وأنهم مستعدون ليكونوا توعية ونشر ثقافة جديدة، وقال: "إذا كان الشعب يريد تغييرا سياسيا فها هو قد حدث، ولكن الأهم هو تغيير الناس لأفكارها وثقافتها، ولدينا استعداد أن نكون أرقى بلد فى المنطقة ومثلنا مثل دول أوروبا الكبرى، والإمكانيات موجودة والوحدة عادت من جديد لنكون يد واحدة وده بداية طريق التغيير الحقيقى الذى لابد أن ينعكس على الشارع".

باهر النادى، استشارى برمجيات، يقول: "إن البلد حصل فيها فى أقل من ثلاث أسابيع ما يفتخر به الشعب المصرى، فلماذا لا يحدث هذا فى نفوس المواطنين ليشعروا أنهم الأفضل وأن الناس محتاجة تشعر من جديد إن كل شىء قابل للتغيير ومنها السلوكيات الخاطئة، باهر متفاءل أن تكون خطوتهم هذه هى نواة لتحركات كثيرة، مستشهدا بالفتيات والشباب والسيدات والرجال الذين شاركوا فى تنظيف وتجميل ميدان التحرير قائلا: "نحن شعب مبدع وقادر على أن يكون الأفضل.. بس الفرصة والشعور بأن ما يفعله سيعود له أو عليه بالنفع.. والنظافة بالتأكيد هى رمز لحاجات كتير جاية".






















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة