وائل نعمان يكتب: إلى الميدان

الجمعة، 11 فبراير 2011 05:41 م
وائل نعمان يكتب: إلى الميدان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ده مش مقال أكتر منه تجربة شخصية أثارت مجموعة من المشاعر كنت أعتقد أنها غير موجودة وجعلتنى أفهم كيف يفكر من فى الميدان وهذا ما لا يمكن فهمه حتى لأشد المؤيدين وأريد أن أشارك من حولى لكى يكمنه تفهم الموقف الآن وحتى ابنى وزوجتى وأمى وإخوتى وتسجيل للحظة تاريخية تغير فيها وجدانى والكثير من المصريين حتى الممات.

عندما قررت الذهاب كان قرارا بتفعيل موقف التأييد إلى المشاركة بإيجابية وتفعيل حقى فى التعبير عن نفسى وعن رؤيتى لمستقبل ابنى وبلدى، كنت لا أريد أن أرانى أندم لعدم المشاركة أيا كانت نتيجة هذه الثورة والتى أنا أقتنع بمبادئها ومطالبها بغض النظر عن الأسلوب وعن عدد المشاركين، كنت أرى أن تحولى من إنسان يتكلم إلى إنسان يفعل لا يحتاج إلى أكثر من خطوة واحدة إلى الميدان لا يحتاج، الأمر إلى أكثر أن أقف مكانى فى الميدان، كنت أريد أن لا أكون من مجرد منتظر للنتيجة والتهليل أو البكاء وأن أشارك فى لحظة الضعف وليس فقط فى لحظة الانتصار، كنت أريد أن أكسر الإحساس بالذل والمهانة وأن أشعر بكرامتى كإنسان، كنت لا أريد أن أضيع فرصة ولو واحد فى المائة لتحقيق حلمى وحلم ابنى، أنا كنت أعد ابنى للرحيل من البلاد واختياره لبلد أخرى ليعيش فيها حتى ولو بعيد عنى لأنى كنت أريد ذلك لنفسى ولم أستطع، قررت ذلك لأنى لأول مرة أحس أنى أمشى فى بلدى ولأول مرة أشعر باسم مصر.

خرجت بعد مناقشات حادة أسرية حول مخاطر الخروج وأنا أشعر فعلا بالخطر وألتفت حولى فى طريقى، انتظرت طويلا فى طابور يحوطه البلطجية الذين يسعون بأى طريقة لإحداث شغب فى نظام الدخول إلى الميدان وذهلت حين رأيت مدى وعى الجماهير المنظمة لعدم الاستجابة أو التفاعل مع هذه المساعى، وحين دخلت بكيت، وكأنى أول مرة أرى هذا الميدان ولأول مرة أرى مصر.

رأيت الشعب المصرى رأيت الصفوة، صفوة العزيمة، صفوة الكرامة، صفوة الحب، صفوة الفداء، صفوة التضحية، صفوة الصمود، لم يأت أحد رغبة بمال أو سلطة وأى شخص تشعر منه الجماهير بهذه النزعة فإنها بقمة الذكاء والحس ترفضه ويكون الميدان هو مقبرة رغباته، رأيت جماهير ما كنا نعتبرها محدودة التفكير وهامشية تناقش تفاصيل دقيقة يناقشها ما يطلق عليهم المثقفون والساسة، كنت لوحدى ولست وحيدا كل كلمة وكله حوار هو يعبر عن نفسى، لم أستطع أن أمشى قررت أن أمضى الليلة معهم وأن أنام فى العراء، أحسست بالأمان، أحسست بالشبع، خفت من الخروج ولم أعد أرى لى بيتا غير الميدان.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة