نيويورك تايمز: بقاء مبارك يضمن استمرار الفوضى

الجمعة، 04 فبراير 2011 11:19 ص
نيويورك تايمز: بقاء مبارك يضمن استمرار الفوضى  مظاهرات الغضب المصرية
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذرت افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز" الصادرة اليوم، الجمعة، من استمرار الرئيس مبارك على كرسى الرئاسة حتى سبتمبر المقبل، مشيرة إلى أن بقاءه لا يعنى سوى المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار، مواصلة بذلك هجومها العنيف ضد النظام المصرى بعد أن تغيرت لهجة الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع نظيره المصرى، مطالباً إياه بالرحيل الفورى والبدء فى عملية انتقال سلطة سلمى.

وقالت الافتتاحية المعنونة "عذاب مصر"، إن الرئيس مبارك كان يمكنه فعل الكثير بعدما أعلن أنه لن يترشح للرئاسة مجدداً، فهو كان بإمكانه تقديم استقالته وترك مقاليد الأمور فى يد نائبه، عمر سليمان لتشكيل حكومة مؤقتة، كما كان يمكنه الدخول فى مفاوضات جادة مع المتظاهرين المعارضين للحكومة تؤدى فى نهاية المطاف إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

ولكن بدلاً من ذلك، أضافت الافتتاحية، عكف مبارك على الحفاظ بكل ما أوتى من قوة على كرسى الرئاسة، فبعد سويعات قليلة من إلقائه خطابه الذى حاول من خلاله إسكات المطالب برحيله، هاجم مجموعة من الرجال المسلحين المتظاهرين، الأمر الذى بدا كما لو أن النظام هو الذى نظم لحدوثه.

وصعد الموقف أمس الخميس عندما استمر القتال بين المتظاهرين وبين العصابات المسلحة، وبعدما هاجم أنصار مبارك المراسلين الأجانب واحتجزوهم، ودمروا أدواتهم، وانتقدت الصحيفة الأمريكية كيف أغلقت بعض المحطات الفضائية؟ وكيف احتجز اثنين من مراسليها ثم أفرج عنهما؟ وكيف هدد عمال حقوق الإنسان واعتقل بضعهم؟ ورأت الافتتاحية أن هذه الوسائل مألوفة من قبل الديكتاتوريين الذين يريدون ترهيب مواطنيهم دون شهود.

وقالت "نخشى أن يكون الرئيس مبارك يخطط للمزيد من العنف، لاسيما بعد دعوات المتظاهرين لمسيرة جديدة اليوم، الجمعة، وهناك تكهن بأن هذا القتال الدائر افتعل حتى يحتشد المصريون وراء الحكومة ويؤيدون عملية القمع لاستعادة النظام"، ووصفت "نيويورك تايمز" محاولة الرئيس مبارك بإلقاء طائلة اللوم على المعارضة والأجانب، حيث أكد لشبكة "إيه بى سى نيوز" أن حكومته ليست مسئولة عن هذا الصخب، بالمنافى للعقل، خاصة وأنه يعرف بأنه حكم بلاده بقبضة من حديد على مدار 30 عاماً، وأضافت أن الرئيس مبارك فقد شرعية الاستمرار فى حكم مصر، ولكنه اختار البقاء على حساب شعبه، وأخبر "إيه بى سى نيوز" أنه سيبقى فى سدة الحكم لتجنب العنف، ولكن حقيقة الأمر، استمراره لا يضمن سوى المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.

وحذرت الافتتاحية من ناحية أخرى الجيش المصرى من فقدان مصداقيته إذا ما استمر واقفاً على الحياد بين الطرفين، فرغم أنه حافظ على المتظاهرين وأبدى تعاطفه معهم، إلا أن الجنود لم يتدخلوا لفض الاشتباكات المتزايدة بين المتظاهرين وأنصار مبارك.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها مشيرة إلى أن كلفة هذه الاضطرابات يستطيع كل مصرى استشعارها، فالسياح يفرون من البلاد، والاقتصاد مشلول، لذا تحتاج مصر وشعبها لعملية انتقال سريعة إلى عهد جديد من الحريات السياسية والاقتصادية، ولكن العنف يزيد من صعوبة عملية الانتقال.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة