سامى عبد الراضى

نعتذر لك

الأربعاء، 02 فبراير 2011 03:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
12 دقيقة كاملة هى مدة خطاب الرئيس مبارك.. كانت خطا فاصلا، وقت أن كانت مصر فى مفترق طرق.. إما أن تنزلق إلى "عالم الفوضى"، وإما أن تبقى فى استقرارها وتحافظ على التنازلات أو قل التعديلات أو المكاسب التى جناها الجميع من ثورة شباب، طاهر، نقى، رائع وشريف.. دقائق قليلة خرجت من قلب "مبارك" إلى قلوب المصريين.

كانت مصر على المحك.. كادت أن تنطلق بقوة إلى الهاوية.. هاوية لا عودة لها ولا "مستقر".. كان الرئيس صادقا واثقا رائعا مخلصا ومحبا لوطنه ولترابه: "هذا وطنى مثلما هو وطنكم.. وسأموت على أرض مصر"، لمس الفارس وتر قلوب المصريين جميعا، رفض أن يترك حصانه وينزل ويهرب.. رفض المحارب أن يتراجع.. رفض وهو تجاوز الثمانين بعامين كاملين.. وقف فى وجه رياح التغيير القوية واستجاب للمطالب.. ووقف مجدداً فى طريق الفوضى ليعيد مصر إلى الصواب.. بكلمات مقتضبة.. مختصرة.. مركزة.. كتبها محترف محب لوطنه عاشق لتراب هذا الوطن قال فيها كل شىء: "لا أنوى ولن أترشح وسأغير الدستور"، فعل الرئيس كل شىء بهدوء وثقة محارب، وبخبرات سنين قدمها لى ولك ولمصر، نختلف معه فى السنوات الماضية، نكره حزبه ولا نريده فى الشارع بـ"مفسديه ولصوصه".. نعتذر لك يا ريس عن التجاوزات.. عن الهتافات.. نعتذر لك يا ريس عن "قلة الأدب".. نعتذر لك عن صورة لك لطخها "حاقدون" وليس متظاهرون شرفاء.. نعتذر لك يا ريس عن أى هتاف جرحك أو أهانك.. نعتذر لك عن "غوغائيين" كادوا يركبون الموجة.. نعتذر لك عن "هتيفة مأجورين"، هؤلاء يا ريس غير شبابنا النقى الشريف.. نعتذر لك عن مديرة لمكتب قناة عربية فى القاهرة تخرج لتتصور مع متظاهرين وهى "تتمخطر"، ويهتفون لها ولقناتها.. لن نعتذر لك عن قناة الجزيرة فهى معروفة بتوجهها وحقدها وكرهها فلتموت بغيظها.. لكن إعلامنا الحكومى كان سيئاً.. منبطحا متراجعا فشل فى التصدى والمواجهة.. وكانت القنوات الخاصة و"التوك شو" هو البطل كالعادة و"غير بك ومعك الدفة".. نعتذر لك يا يا ريس .. نعتذر ونقول لك إن شبابنا العقلاء تركوا ميدان التحرير.. تركوه بعد أن حققت المطالب.. تركوه لـ"الإخوان المسلمين".. الإخوان فقط هناك.. هناك كانوا ينتظرون الخراب.. هم ينتظرون الآن.. ينتظرون الآن ما لن يجدونه يا ريس.. ينتظرونه هم.. ونعتذر لك نحن وننتظر استقراراً لمصرنا ولنا.. ونشكر شبابنا الذى صعدنا من "الدرجة الثالثة" إلى الأولى ممتاز.. الأولى ممتاز مع الكبار.. مع الديمقراطية والحرية والاستقرار.. إلى "الممتاز" معك يا ريس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة