جحود الأبناء مع والدهم.. حكاية عم سيد رفضت بناته الخمس العيش معه رغم تجاوزه 80 عاما.. الأب: "بناتى مستحملونيش فمشيت بكرامتى أبيع مناديل بالشارع.. أنا عندى السكر والشتاء داخل عليا ونفسى حد يدخلنى دار مسنين"

الأربعاء، 27 سبتمبر 2017 03:10 ص
جحود الأبناء مع والدهم.. حكاية عم سيد رفضت بناته الخمس العيش معه رغم تجاوزه 80 عاما.. الأب: "بناتى مستحملونيش فمشيت بكرامتى أبيع مناديل بالشارع.. أنا عندى السكر والشتاء داخل عليا ونفسى حد يدخلنى دار مسنين" حكاية عم سيد
قنا - وائل محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أرهقته ظروف الحياة فوجد نفسه بين أحضان الشارع، الذى كان شاهداً على قسوة ذلك المجتمع الذى لم يطبق تعاليم الدين فى الرحمة بالمسن والعطف عليه، وجاءته الصدمات من أقرب الناس إليه وهم أولاده وهم 5 بنات المقيمات فى بعض المحافظات المجاورة لمحافظة قنا، حكاية عم سيد، يلخصها مشهد جلوسه فى الشارع بائعاً للمناديل رغم نظافة الملابس التى يرتديها لكن دموعه وعباراته وهو يتحدث قائلاً: "الشتاء داخل عليا ومش عارف أعمل إيه".

2-عم-سيد-بائع-المناديل-فى-قنا

التقى "اليوم السابع" عم سيد أحد أبناء محافظة قنا، ملامح وجهه يكسوها الشقاء والتعب والتعاريج التى تكسو جسده تكشف حجم المعاناة التى يتعرض لها يومياً بسبب وجوده فى الشارع، تحدث قائلاً: "الشارع أحن عليا من أن أصبح مذلولا للبشر، أنا عمرى بلغ 80 عاماً وكنت بشتغل فى سن الشباب والحمد لله ربنا رزقنى بـ5 بنات، وكنت أعمل بجد واجتهاد لحد ما ربنا كرمنى وزوجتهن، وأصبح معايا أحفاد، لكن دلوقتى معرفش حاجة عنهم".

1عم-سيد-بائع-المناديل-بقنا

مضيفاً: "أنا عانيت كثيراً فى حياتى منذ 15 عاماً كانت معايا زوجتى وهى إللى كانت سندى فى الدنيا ورغم كبر سنى كنت بنزل أشتغل علشان أجيب ليها وليا مصاريف العلاج، ولما توفيت حزنت عليها حزن شديد ومرضت بالسكر وأصبحت غير قادر على العمل وعدم سداد أجرة الشقة التى كنت أقيم فيها، وكنت ببيع فى أثاث المنزل ولحد لما كل حاجة خلصت روحت قعدت عند بناتى لكنهم مفيش حد استحملنى وكانوا يتركونى بدون أكل، وأزواجهم مضايقين من وجودى فى مشيت بكرامتى وأقسمت على عدم العودة إليهن مرة أخرى".

6-عم-سيد-يشعر-بالحزن-بسبب-المعاناة-التى-يتعرض-لها

حياة عم سيد يعيشها فى مكان بوسط المدينة بجوار مديرية أمن قنا، يجلس بجوار فى النهار فى شارع جانبى بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو، وعندما يأتى أذان العصر يذهب للجلوس عند إشارة مرور جامع ناصر وسط مدينة قنا ليقوم ببيع المناديل، والعيش من ربحها، يرفض أن يأخذ شيئا من أحد باستثناء ملابس يتحصل عليها مع دخول الشتاء لتحميه من قسوة البرد، جميع المحلات المجاورة تناديه عم سيد أبو البنات لكن قسوتهن جعلته يغضب ويطالب بأن ينادونه باسمه فقط.

4-الحاج-سيد-الذ-يبيع-المناديل-وسط-مدينة-قنا

ويؤكد عم سيد: "أنا لجأت للشارع لأنه كان حنين عليا، وأنا بأكل عيش فيه، والحمد لله شرطة المرافق بيتركونى أبيع علشان أعيش من تجارة المناديل، وفى أوقات بيكون ضابط الشرطة جاى جديد وميعرفنيش بياخدوا من البضاعة والأمناء والعساكر بيرجعوها تانى، أنا محدش ليه فضل عليا غير ولاد الحلال إلى بيساعدونى أدخل الحمام، ويقومون بنقل فرشتى فى الصباح والمساء، لكن أنا المرض أقهرنى وأصبحت غير قادر على نومة الشارع والشتاء داخل عليا".

5-عم-سيد-وهو-يتحدث-لـ-اليوم-السابع

واختتم حديثه: "أنا مريض بالسكر وبحتاج كل شوية أدخل الحمام، وربنا بيكرمنى بالشباب المارين فى الشارع يأخذونى للمسجد لكن فى أوقات بيكون مقفول فيها، أن مش عاوز فلوس ولا عاوز حاجة أنا طالب الستر من ربنا لحين بلوغ أجلى، عاوز أعيش فى دار مسنين أو غرفة تؤوينى بجانب معاش حتى لو 500 جنيه، علشان أصبحت غير قادر على الوقوف فى الشارع بسبب بلوغى سن 80 عاماً، أنا بناتى مسامحهم ربنا يهديهم أنا تعبت كثيراً علشانهم وفى الآخر محدش فيهم سأل عليا بعد ما مشيت من عندهم".


 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة