نقاد: "الجخ" ظاهرة صوتية تمثيلية تتاجر بالأدب

الأحد، 23 يناير 2011 04:42 م
نقاد: "الجخ" ظاهرة صوتية تمثيلية تتاجر بالأدب هشام الجخ
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد عدد من النقاد أنهم يتفقون تماما مع رأى لجنة تحكيم مسابقة أمير الشعراء التى أعطت لهشام الجخ المرشح المصرى 34% من نسبة التصويت، وهى النسبة التى كادت أن تطيح به من المسابقة لولا تصويت الجمهور برسائل "sms" لصالحه، كما أكدوا أن وعده بعقد أمسيات شعرية "مجانية" لهم فى كافة أنحاء مصر فى حال إذا ما حصل على لقب مسابقة "أمير الشعراء"، يعد "مقايضة" تعبر عن متاجرته بالأدب وتجريده من قيمته الإبداعية.

وقد تباينت آراء النقاد حول تصريحات الناقد الدكتور صلاح فضل – أحد أعضاء لجنة تحكيم الجائزة – حول مطالبته للمتنافسين بمسابقة "أمير الشعراء" بالالتفات إلى ثورة تونس والحث على الثورة والحرية، وهو ما أكد "الجخ" على رفضه لهذا خلال استضافته فى إحدى القنوات الفضائية، مبررًا عدم كتابته لقصيدة عن ثورة الشعب التونسى بأن "الشعر أغلى من أن يكتب لموقف وقتى لأنه شخصياً يلمس الحالة التى يعيشها".

وقال الناقد الدكتور حسين حمودة إن دعوة الدكتور صلاح فضل للشعراء فى التعبير عن الأحداث الكبرى فى وطنهم العربى دعوة جميلة ونبيلة، مضيفًا "وأعتقد أن الشعر هو أقدر الفنون الأدبية على الاستجابة السريعة للوقائع الكبرى فى عالمنا، فهو لا يحتاج إلى وقتٍ طويل للتفاعل مع هذه الأحداث ولاستيعابها والتعبير عنها كما هو الحال فى أنواع أدبية أخرى مثل الرواية أو القصة القصيرة مثلاً، ويمكن أن نفكر فى أحداث كبيرة مثل هزيمة 1967 وانتصار حرب أكتوبر 1973 لكى نتأكد من هذا المعنى".

وتابع حمودة "ولكن ليس كل الشعراء قادرين على هذه الاستجابة السريعة، وبعضهم يحتاج إلى وقت للنظر والتأمل ولتحديد موقف متبلور من هذا الحدث أو ذاك، وبالتالى علينا أن نتوقع منهم المشاركة فى التعبير عن هذه الأحداث الكبرى، ولكن لا يجب أن نحاسبهم جميعًا على سرعة هذه الاستجابة، إلا أننى أؤكد أن ثورة تونس ليست حدث وقتى وسينتهى".

وقال الناقد الدكتور محمود الضبع لـ"اليوم السابع" إنه يتفق تمام مع رأى لجنة التحكيم، وأنه لو كان مكانهم لما صعَّده من الأساس، مضيفا أن أسوأ ما فى الأدب أن يتحول إلى تجارةٍ، ويصبح مجرد ظواهر صوتية وأداء تمثيلى يخلو من المضمون الحقيقى مثلما يفعل "الجخ"، وأضاف أن الأدب يعبر به عن هوية الشعوب وعمق أفكارها ومدى استيعابها للواقع الحضارى تمامًا، كما ننظر اليوم إلى قطعةٍ من التراث الفرعونى أو الجاهلى أو الأندلسى العربى.

وأضاف الضبع: "أما أن يصبح الأدب مجرد أداء حركى وتمثيلى وأن يتواضع مضمونه، فهذا ليس مؤشرًا طيبًا يشبه تمامًا الظواهر الفنية التى تحدث فرقعاتٍ إعلامية، ثم ما تلبث أن تصمت تمامًا".

وأكد الضبع على أن مقايضة الجمهور أصبحت ثقافة عامة تعبر عن أخلاقياتٍ استهلاكية لا تتناسب مع جلال الأدب ودوره بالمرة، وليست فقط بالأدب وإنما فى كل الروافد التى تعمل لصالح الربحية التجارية مستغلة فى ذلك الأدب والفن والثقافة وكرامة الإنسان للمتاجرة بها.

واستكمل الضبع "فتلك هى سمة البرامج الإعلامية التى انتشرت فى السنوات الأخيرة عبر القنوات الفضائية والمؤسسات الرسمية فى المقام الأول".

وأكد الضبع على أن رفض هشام الجخ للكتابة عن تجربة تونس التى أشعلت الحرية من جديد فى الشعوب العربية حق مشروع له؛ لأن الأدب تفاعل عاطفى مع القضايا، وإن لم يستطع الأدب أن يتفاعل عاطفيًا مع الواقع فلن يكتب شيئًا جيدًا.

وقال الناقد الدكتور يسرى عبد الله إن مقايضة "الجخ" للجمهور أمر يبعد تمامًا عن هدف الشعر وتحرير وعى الجماهير والانتصار لكل ما هو إنسانى، ويؤكد على مدى تقليله لقيمة الشعر وجمالياته، وهو أمر ينظر إليه بشكل أكثر عمقًا ويمكن رؤيته فى سياق النمط الاستهلاكى الذى يجرد الأدب من قيمته الإبداعية وعلى المثقفين أن يؤكدوا رفضهم لذلك.

وأضاف عبد الله: "إن الشعر تشكيل جمالى للغة ورؤية للعالم فى الآن نفسه، ولذلك فعلى الشعراء أن ينفصلوا عن واقعهم لأنه لا كتابة تحيا فى الفراغ وإنما تلتئم بالواقع لتصوغه صوغًا جماليًا جديدًا ومغايرًا، فالشعر تحرير للوعى الإنسانى، وربما تكون من ضمن الانتقادات الموجهة لهذه المسابقة اعتمادها على أصوات الجماهير التى قد لا تشعر بجماليات القصيدة، بل نراها أحيانًا تتعصب لابن وطنها، وكأن هذه المسابقة تهدف لإعادة التعصب القبلى الذى لم يعد موجودًا الآن".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة