بيشوى رمزى رياض يكتب: حتى لا يكون الفن سببا فى زيادة الانقسام العربى

الأحد، 23 يناير 2011 03:17 م
بيشوى رمزى رياض يكتب: حتى لا يكون الفن سببا فى زيادة الانقسام العربى أليسا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المعروف أن الفن هو مرآة الشعوب، وبالتالى فإن دوره الرئيسى يكمن فى أن يعكس قضايا المجتمع ومشكلاته وهمومه، ومن هنا فإن الفنان الحقيقى غالبا ما يكون مهموما بالمشكلات والأزمات التى قد يمر بها مجتمعه فى مراحله المختلفة من ناحية، وكذلك ملتزما بعادات هذا المجتمع وثقافته من ناحية أخرى، حتى يكون قدوة ومثالا يحتذى به داخل مجتمعه، وسفيرا لبلاده أمام مجتمعات وثقافات أخرى.

فى الواقع، أن الفنان فى وطننا العربى قد فقد كثيرا من مصداقيته، فى الآونة الأخيرة، وذلك نظرا لتأثره الشديد، فى أغلب الأحيان بالثقافات الغربية سواء من خلال المادة الفنية التى يقدمها أو طبيعة الأزياء المستخدمة فى معظم الأعمال الفنية أو حتى من خلال التصريحات التى يطل بها علينا بعض الفنانين عبر وسائل الإعلام المختلفة، ولعل المثال الأبرز الذى يتبادر إلى الذهن فى هذا السياق يتمثل فى تصريحات الفنانة اللبنانية "إليسا" والتى تناولتها العديد من الصحف فى الأسابيع الأخيرة، والتى عكست عدم اهتمامها بعادات وتقاليد مجتمعاتنا الشرقية المتدينة، ومن هنا نجد أن الفنان العربى فى كثير من الأحيان قد فقد كثيرا من دبلوماسيته التى تعد جزءا لا ينفصل عن دوره تجاه بلاده و مجتمعه.

لقد كان للفن دوره البارز فى التاريخ العربى الحديث، فمن خلاله تنامت المشاعر الوطنية والقومية، وكذلك توحدت الشعوب العربية، فقد تأججت فكرة القومية العربية لدى قطاع كبير من الشعوب العربية بفضل أغنيات أم كلثوم وعبد الحليم وغيرهم، والتى كانت بمثابة وقود يلهب المشاعر الوطنية والقومية لدى الملايين من عشاقهم.

وبالرغم من أن حلم الكيان العربى الموحد، والذى راود العديد من الشعوب والزعماء العرب وعلى رأسهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لم يتحقق بالشكل المرجو، إلا أن العرب قد حققوا العديد من الإنجازات فى تلك الحقبة بفضل توحدهم على أهداف محددة، ولعل أبرز تلك الإنجازات تحرير عدد من الدول العربية من الاستعمار الأجنبى كاليمن والجزائر، وكذلك تحقيق انتصار أكتوبر 1973، والذى تحقق بفضل بسالة الجيش المصرى والدعم العربى.

لم يتوقف دور الفنان فى ذلك الوقت على تقديم فن راق، يسمو بمشاعر الإنسان، وينمى داخله قيمة الانتماء فحسب، وإنما امتد هذا الدور إلى دعم الحكومات العربية من خلال تبنى حملات لجمع التبرعات لصالح الجيش أو ضحايا الحروب، كما فعلت السيدة أم كلثوم، وهو ما يعكس إحساس الفنان بالمسئولية تجاه مجتمعه، وضرورة التعاطى بإيجابية مع كافة الأحداث التى تشهدها بلاده.

لقد حملت العديد من الأعمال الفنية من ناحية أخرى رسائل دبلوماسية، قد يعجز عن تقديمها كبار السياسيين، تعكس إدراك الفنان بما تمر به بلاده من ظروف وأحداث، ويحضرنى فى هذا الإطار أغنية "باريس يا زهرة الحرية" التى تغنت بها السيدة فيروز فى فرنسا عام 1979، إبان الحرب الأهلية اللبنانية.

تعد الحالة الفنية المتردية التى تعانيها مجتمعاتنا العربية سببا رئيسيا، من وجهة نظرى، فى حالة التشرذم والانقسام التى تشهدها أمتنا العربية، فالفن الهادف الذى توحدت على أصدائه الشعوب العربية لم يعد موجودا بشكل كبير، خاصة بين الأجيال الشابة، ومن هنا أصبح الفن الهادف قاصرا، إلى حد كبير، على كبار النجوم الذين اعتادوا منذ شبابهم أن يحملوا على عاتقهم هموم مجتمعهم وأمتهم من خلال أعمالهم الفنية أو تصريحاتهم الإعلامية التى لا تهدف بالأساس إلى تحقيق ما يسمى "الشو الإعلامى" والذى أصبح هدفا رئيسيا للعديد من راغبى الشهرة الذين يعملون فى الحقل الفنى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة