الأخبار برايل.. تخاطب المكفوفين وتفتح مجال العمل الصحفى أمامهم

الجمعة، 18 أغسطس 2017 10:48 ص
الأخبار برايل.. تخاطب المكفوفين وتفتح مجال العمل الصحفى أمامهم الأخبار برايل
رويترز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مصر، حيث يتلمس أكثر من ثلاثة ملايين كفيف طريقهم للتعلم والثقافة وسط غابة من المعوقات، صدرت مجلة تخاطب المكفوفين بلغتهم، بل وتوفر لهم فرص عمل بالمجال الصحفى، وهى "الأخبار برايل"

يقول أحمد المراغى، رئيس تحرير مجلة "الأخبار برايل" الصادرة عن مؤسسة أخبار اليوم، "الطريق لم يكن مفروشاً بالورود، لكننا تغلبنا على الصعاب والمعوقات التى واجهتنا، بحكم أن الفكرة جديدة وغير مسبوقة فى سوق الصحافة بمصر، حتى صدر العدد الأول فى مارس الماضى".

وأضاف المراغى، "الجهة الرسمية المسؤولة عن إصدار الترخيص الصحفى وقفت مندهشة أمام أول عدد تجريبى أرسلناه لها، لأنه ببساطة جميع أوراق المجلة كانت بيضاء ناصعة ليس بها سوى نقاط بارزة، فتعين علينا إرسال أحد المحررين لقراءة المحتوى ثم إرسال نسخة مطبوعة تقليدية".

وتابع رئيس تحرير مجلة "الأخبار برايل"، "توفير تمويل أيضا لم يكن سهلاً، فأقمنا شراكة مع أحد البنوك العاملة فى مصر، ونجحنا فى جذب بعض الإعلانات، وكلما تخطينا عقبة زاد إيماننا بما نفعل، وتحمسنا أكثر لمواصلة المشروع الذى لا يلبى حاجة ثقافية ومعرفية للمكفوفين فحسب، بل يوفر فرص عمل وتدريب لمن تخرج منهم فى كليات وأقسام الإعلام".

ومجلة "الأخبار برايل" شاملة عامة تضم مختلف الأقسام الرياضية والفنية والسياسية وبها مختلف فنون الصحافة من تحقيق وحوار وأخبار. ويتكون فريق عملها من نحو عشرة محررين جميعهم من المكفوفين، يملك بعضهم خبرات سابقة بالعمل الصحفى فيما وجد البعض الآخر فرصته الأولى فى المجلة.

وفى السياق ذاته، قال مينا أسعد، الذى تخرج فى كلية الإعلام بجامعة القاهرة والمحرر الرياضى بالمجلة، "كانت لى تجارب سابقة قبل الانضمام إلى الأخبار برايل، لكن صدور مجلة بلغة برايل فى مصر يمثل نقلة جديدة، حتى المصادر التى نلتقى بها ونجرى معها حوارات تتحمس جداً لفكرة المجلة وترحب بنا بشكل خاص".

وأضاف أسعد، "المجلة ولدت كبيرة منذ عددها الأول الذى ضم حوارات مع وزراء وفنانين كبار، ونحن نعمل فى كل عدد على تلبية احتياجات المكفوفين".

وتابع،  "الكفيف مثله مثل أى قارئ عادى له اهتماماته وتفضيلاته الخاصة، ونحن بدورنا كفريق تحرير نحاول أن نقدم له احتياجاته ونضع فى المجلة انفرادات وأخبار خاصة تجعل المطبوعة لا تقل بأى حال عن المطبوعات الأخرى".

وتعمل المجلة على توسيع قاعدة المشاركة فى محتواها بضم متدربين مكفوفين من طلاب كليات وأقسام الإعلام فى مصر، والذى واجه بعضهم صعوبات فى التدرب بالمؤسسات الصحفية.

وقال أحمد مراد الطالب بالفرقة النهائية فى قسم إعلام بجامعة حلوان، "جميع أقسام الإعلام بها مكفوفون وكثير منهم متفوقون.. أن أجد كطالب فرصة تدرب هنا فى وقت ترفض كثير من المؤسسات تدريبى، فهذا تطور كبير".

وأضاف "صدور هذه المطبوعة عن مؤسسة قومية يفتح الباب أيضاً أمام الصحفيين المكفوفين فى المستقبل للانضمام إلى نقابة الصحفيين".

توزيع المجلة ورد الفعل

تصدر (الأخبار برايل) شهرياً وتوزع مجاناً بالمكتبات العامة ومكتبات الجامعات والمدارس ومراكز تجمع ذوى الإعاقة البصرية، مثل الجمعيات والمؤسسات المعنية برعايتهم، ويتراوح عدد النسخ المطبوعة شهرياً بين ألف وألفى نسخة.

وقال كريم عاطف رئيس اللجنة المشرفة على المركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين لرويترز، "المجلة تلقى إقبالاً كبيراً لدى المكفوفين الذين يترددون على المركز. هناك أكثر من ثلاثة ملايين كفيف فى مصر ومن يتردد منهم على المركز يحرص على السؤال عن المجلة".

وأضاف عاطف، "الأعداد المطبوعة لن تغطى جميع المكفوفين بالتأكيد، لذلك نتمنى إذا كانت المجلة تطبع ألفاً أو ألفين أن يصبح هذا العدد عشرة آلاف وأن تصبح المجلة أسبوعية وليست شهرية".

ويتفاعل فريق عمل المجلة مع القراء ويعمل على تطوير أدائه بالاسترشاد بالتعليقات التى ترد من مراكز وجمعيات المكفوفين كما يرحب بمشاركاتهم الأدبية والفنية.

وقال عاطف، "أبدى عدد كبير من المترددين على المركز رغبتهم فى المشاركة بالمجلة والإسهام فى محتواها، لذلك أبرمنا بروتوكول تعاون مع أخبار اليوم لإنشاء مكتب خاص بالأخبار برايل داخل المركز النموذجة لتدريب وتأهيل أصحاب الميول الصحفية من المكفوفين".

وللمركز النموذجى لرعاية وتوجيه المكفوفين عدة وحدات موزعة على أحياء ذات كثافة سكانية عالية بالقاهرة مثل الزيتون والسيدة زينب وشبرا وبولاق والخليفة.

المرحلة الثانية

يصادف صدور عدد أغسطس آب انتهاء المرحلة الأولى من خطة عمل (الأخبار برايل) والتى أطلق عليها رئيس التحرير "مرحلة تثبيت الأقدام" ليستعد فريق العمل للانتقال إلى المرحلة التالية.

وقال المراغى، "أصبح القارئ ينتظر الآن المجلة، ولدينا قراء فى أسوان والإسكندرية والقاهرة ومدن القناة، حققنا الانتشار وبات علينا الآن التطلع لأفق جديد".

وأضاف "نعمل على إطلاق الموقع الإلكترونى للمجلة والذى سيتيح لجميع المكفوفين الإطلاع على المجلة سواء الذين يقرأون بطريقة برايل أو الذين يستخدمون برنامج التصفح الناطق".

وتابع قائلاً "الموقع الإلكترونى سيحدث نقلة نوعية وسيوسع عدد المستفيدين من هذا المنتج الثقافى الموجه لفئة عانت طويلاً من عدم توفر الخدمات الخاصة بها. كذلك ستصبح لدينا مساحة أرحب للنشر".

وعلى مستوى النسخة الورقية يتطلع فريق (الأخبار برايل) إلى تخطى المجلة للحدود الجغرافية والانتشار إقليمياً.

وقال المراغى "لا توجد مجلة مصرية أو عربية تصدر بانتظام بطريقة برايل. هناك بعض الدوريات التى صدرت بهذه الطريقة وربما أصدرت صحف تقليدية أعدادا خاصة أو احتفالية بهذا الشكل، لكن كإصدار منتظم عن مؤسسة قومية كبيرة لا يوجد بالمنطقة".

وأضاف "الأخبار برايل تحمل فى طياتها عوامل النجاح والاستمرارية ونتمنى تجاوز الحدود لنصبح موجودين فى السعودية والكويت وغيرهما من الدول العربية. لكن يبقى التمويل هو شاغلنا الأكبر".

وتابع قائلاً "ربما نحتاج إلى تعاون وشراكات مع مؤسسات إقليمية ودولية معنية بذوى الإعاقة البصرية تسهم فى تطوير هذا المنتج الثقافى المتخصص".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة