خالد العباسى يكتب: عتاب المحب لفضيلة شيخ الأزهر

السبت، 15 يناير 2011 02:10 ص
خالد العباسى يكتب: عتاب المحب لفضيلة شيخ الأزهر فضيلة شيخ الأزهر احمد الطيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أولاً أشهد الجميع أننى أحب هذا الرجل فى الله، وكلى ثقة بأن الأزهر سيعود فى عهده بإذن الله تعالى منارة تشع النور والهدى على العالم أجمع، ولكنى أعتب على فضيلته أنه دائماً ما يلمح فى لقاءاته الإعلامية بأن التطرف فى مصر قادم من الخليج، وأظنه يقصد السعودية على وجه التحديد، وليسمح لى فضيلته أن أختلف مع هذا الرأى من ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: هو أنه لا يوجد تطرف فى مصر، إلا إذا اعتبرنا أن تحجب الفتيات وتدين الشباب المصرى تطرفاً، علاوةً على ذلك فقد أثبت الحادث الإجرامى الذى تعرضت له كنيسة القديسين أن الشباب المصرى المسلم (وبخاصة الشباب الأكثر تديناً) مؤمنون إيماناً عميقاً بالوحدة الوطنية مع أشقائهم المسيحيين، وهذا دليل قاطع على صدق وحسن تدين الشباب المصرى وبعدهم كل البعد عن أى شبهة تطرف، لأنه لو كان لديهم ذرة من تطرف لفرحوا واستبشروا بهذه الجريمة النكراء.

أما الوجه الثانى: فهو أن جميع أحداث العنف التى وقعت بين المسلمين والأقباط على قلتها وندرتها (والتى لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة)، وقعت بين أشخاص من الطبقة الدنيا التى يسودها الجهل والأمية، ولأسباب قد لا تكون دينية من الأساس، فأنا لم أسمع أبداً أن أطباء مسلمين وأقباطا تقاتلوا فيما بينهم أو حتى تشاجروا، كما لم أسمع أن أساتذة جامعة أو أدباء أو علماء أو صيادلة أو مهندسين أو مثقفين أو طلبة جامعة أو حتى طلبة مدارس.. إلخ قد تقاتلوا فيما بينهم لأسباب طائفية أو غير طائفية، إذاً فالعنف محصور (على قلته) فى الطبقة الجاهلة الأمية، وهذا أمره هين، ويمكن تداركه من خلال نشر الوعى الدينى والوطنى بين أبناء هذه الطبقة من خلال المساجد والكنائس والتليفزيون (الذى تشاهده هذه الطبقة بكثافة)، وكذلك من خلال مكافحة الأمية بينهم.

أما الوجه الثالث: فهو أن السعودية ليست هى من أنشأ جماعة الإخوان المسلمين، وليست هى من أنشأ الجماعات المتطرفة التى خرجت مطرودة من رحم جماعة الإخوان المسلمين، وبالتالى فإن السعودية ليست مسئولة عن تدين الشعب المصرى أو عدم تدينه من قريب أو من بعيد.

وعلينا أن نعترف بأن ضعف الأزهر فى فترة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات هو الذى أفسح المجال لهذه الجماعات المعتدلة منها والمتطرفة لأن تنمو وتزدهر بين الشباب المصرى وأن تصبغه بصبغتها فى ظل تراجع دور الأزهر وانخفاض مستوى التعليم فيه، بل وانشغاله ببعض المعارك الداخلية التى عطلته ليس فقط عن دوره داخل مصر بل وعن دوره العالمى.

إذاً، الحل ليس فى إلقاء التهمة على الخليج أو على السعودية بالتحديد، ولكن الحل يكمن فى تقوية الأزهر، وإعادة الحياة إليه من جديد، وتوحيده من الداخل، ورفع مستوى التعليم فيه، لكى تعود ثقة الشعب المصرى فيه من جديد، وعندها لن يكون لأى جماعة دينية معتدلة كانت أم متطرفة، داخلية كانت أم خارجية أى تأثير على الشعب المصرى، حيث سينفض الجميع من حول هذه الجماعات ويلتفون حول الأزهر ويقتدون ويهتدون به.

أرجو لمصر ولشعبها ولأزهرها الشريف كل التوفيق والسداد، وأن تتعمق الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب المصرى بفضل الله تعالى ثم بحكمة ورشاد القيمين على الأزهر والكنيسة المصريين.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة