بالصور.."اليوم السابع " مع أهالى قرية بنى صريد بالشرقية بعد فقدان 10 من أطفالها

الجمعة، 14 يناير 2011 02:04 ص
بالصور.."اليوم السابع " مع أهالى قرية بنى صريد بالشرقية بعد فقدان 10 من أطفالها انتظار عدد من الاهالى تشيع جثمان احد الضحايا
الشرقية- إيمان مهنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شارك "اليوم السابع" قرية بنى صريد مركز بلبيس بمحافظة الشرقية، أحزانها التى تعيشها منذ أمس بعد فقدان 10 أطفالا وإصابة 30 طفلا آخرين الذين دفعتهم ظروفهم المعيشة الصعبة إلى التغيب عن الدارسة للعمل بمزارع مدينة الصالحية فى حدائق الموالح لجمع الثمار مقابل القليل من الجنيهات ليلقوا حتفهم بعد فشل محاولة سائق السيارة التى كانت تقلهم فى تخطى سيارة أمامه فؤجئ بالسيارة نقل المحملة بأسطوانات البوتاجاز وحاول سائق سيارة أسطوانات البوتاجاز تفادى الحادث لكنه فشل فى التحكم بعجلة القيادة واصطدم بقوة بالسيارة التى كانت تقلهم لتطيح بهم وتحولت جثامين زملائهم إلى أشلاء.

ارتدت القرية كلها اللون الأسود حدادا على الحادث الأليم ذكرى حادث مماثل شهدته القرية أيضا وراح ضحيته 7 أطفال أيضا وأن القدر اختار القرية التى يعيش آلاف منها فى بيوت من الطوب اللبن وفى حالة اجتماعية ومادية صعبة جدا مما يدفع الأطفال إلى العمل مقابل توفير لقمة خبز.

"اليوم السابع" التقى بأسر الضحايا، حيث كان الفقر والمرض هو القاسم المشترك بينهم، ومنهم أسرة الضحية حسن عبد الحى 9 سنوات بالصف الثالث الابتدائى، والذى أصيب شقيقة الأكبر السيد 11 عاما فى نفس الحادث بكسور متعددة، ويعد منزلهم عبارة عن حجرتين بقصف من البوص وجريد النخل والحوائط من الطوب اللبن لتجد فى أحد أركانه طفلة نحيلة الجسم تدعى نورهان وهى الأخت التوأم للضحية التى تعيش حالة من عدم الاتزان منذ سماع الخبر.

وقالت لنا، إنها كانت تشعر بضيق فى الصدر منذ أيام وكان قلبها يشعر بفقدان نصفها الآخر، مضيفة أن آخر مرة شاهدة شقيقى كانت قبل بوفاة بساعة حيث تناولنا الإفطار كالعادة وأخبرت حسن أنى سأذاكر ودرس اليوم طول النهار حتى تتمكن من شرحها له ليلا عندما يعود لكى نستعد لامتحان نصف العام الدارس التى بدأ اليوم حيث إننى اعتدت على تعويض حسن دروسه التى تفوته أثناء تغيبه عن الدارسة أثناء العمل ولحظة الحادث شعرت كأن روحى تنسحب منى وضيق تنفس لمدة دقائق وبعد نصف ساعة سمعنا الخبر .

وانهار الأب عبد الحى عامل من البكاء والصراخ أثناء قيام الأخت التوأم للضحية إحضار شنطة المدرسة الخاصة بشقيقها وهى عبارة عن كيس من القماش وفضت محتوياتها للبحث عن صورة شخصية للضحية على صورة كرانية التامين الصحى والذى أكد أنه لولا إصابته بمرض الكبد الذى حرمه من القدرة عن العمل ما ترك نجله يعمل لكن حالتنا المادية المعدمة هى التى أجبرته على قبول عمل أطفاله.

و قال صلاح فتحى على والد الضحية محمد 13 سنة بالصف الثانى الإعدادى وهو يضرب كفا على كف من هول الصدمة مؤكد أنه توسل لنجله عدم الخروج فى الشبورة وبعد أن شاهد السماء ملبدة وطلبت منه عدم الخروج لكنه أصر "اتكل على الله يا حاج" ثم توجه إلى العمل مع باقى أبناء القرية وكأنة فى الطريق إلى الموت وأثناء تواجده بعملة عرف بالخبر المشئوم توجه للمستشفى وألقى علية النظرة الأخيرة الذى هو فلذة كبده رغم أن الله أنعم علية بثلاثة ذكور وبنتين.

وفى منزل الضحية محمد حامد عبد الرحمن سالم 15 عاما بالصف الثالث الإعدادى الذى هو عبارة عن حجرة وصالة الطوب اللبن وحوائطه مشققة ليجد إلام نعيمة التى تحمل صورة الضحية وهى تعلو صرختها عنان السماء مؤكد إن يعمل منذ عامان بالمزارع إلى جانب الدارسة لكى يستطع توفير نفقات علاجى من مرض الكبد الذى يتعدى 200 شهرى حيث إن الأب يعمل سائقا بالصرف الصحى راتبه 300 فقد و أضاف الأب إن كان كل حلمه أنه سيضغط على نفسه فالعمل أثناء الإجازة لتدبير مبلغ من المال لكى يتم سقف المنزل بالجريد والخشب بدلا من البوص الذى يسرب مياه الأمطار علينا و يهدد حجرتنا بالانهيار.


أما عبد الله عبد الغزير إبراهيم والد الضحية أحمد 16 سنة بالصف الأول الثانوى التجارى، فيقول إن له ولدين المتوفى ومحمد شقيقة الكبير أنة رجل أرزقى ليس له دخل ثابت ويعيش ظروف مادية صعبة قال إن ابنة أحمد خرج مع الأنفار فى طريقة للحديقة بعد أن تناول الإفطار معنا وأثناء توجه لصلاة الصبح عرفت بالخبر المشم فاضت عنيا بالدموع ولم أصدق أننى فقد أحد أبنائى وربنا يصبرنا وقالت والدته سميرة عبد الفتاح طلبت من ابنى عدم الخروج لخوفى علية بسبب الشبورة لكنة قال لى سلميها لله يا حامى وقبلنى على غير العادة وكاهنة يودعنى.

أما أسرة خالدة عبده الذى فقدت طفلا وأصيب 3 آخرون بينهم حالة خطرة فأغلقت المنزل وتفرقت فى المستشفيات بين فاقوس والجامعة لمتابعة باقى ابنها والتقينا عمه الضحية والمصابين، وتدعى حميدة عبده الأسرة كلها فى حالة حزن لوفاة أحمد خالد 9 سنوات وإصابة شقيقيه محمد ومحمود وابن عمهم أحمد فى الحادث الذى ألم بالجميع وقال محمود خالد الذى التقينا به بالمستشفى إنه ركب السيارة ومع شقيقة المتوفى أحمد والمصاب محمد وابن عمهما أحمد فى طريقهم إلى المزرعة التى يعمل فيعوا منذ شهر وعلى طريق كان يداعبون بعض وفجأة وقع الحادث الذى حرمه من شقيقه أكمل.

المصاب خالد محمد عبده 9 سنوات ذكر أنه ركب السيارة النقل مع زملائه فى طريق المزرعة كان نائما وفجأة استيقظ على الحادث ليجد نفسه بين مصابين وسط بركة من دماء المتوفين وأشلائهم ويحمد الله على إصابته.

كما أضاف محمد الراعى عم المتوفى محمد 16 سنة أنه فى حالة حزن شديدة على فراق ابن شقيقة وأنه أبلغ والدة الذى سافر للخارج منذ شهرين تليفونيا بالحادث الذى أبكاه.

بينما قالت كريمة زوجة والد المتوفى السيد 32 سنة إنه يعمل باليومية ولديه أربعة بنات وولد وليس له أى مصدر للدخل وفى يوم الحادث اصطحب ابنته رغدة بالصف الثالث الابتدائى للعمل معه بالحديقة الموالح وأنة توجه وأسرته إلى مستشفى فور علمه بالحادث ليشاهد زوجها جثة هامدة ونجلتها رغدة بين مصابين حيث أصيبت بكسور بالغة تم تحويلها إلى مستشفى الزقازيق الجامعى لخطورته.

وأضافت زوجته المتوفى التى فى حالة إعياء شديدة أنها زوجها وابنته خرجا من المنزل بعد تناول الإفطار وإعطائهما السندوتشات وأثناء تواجدها بالمنزل عرفت بالخبر فهرعت لتجد زوجها بمشرحة المستشفى ولم تر ابنتها التى تم تحويلها إلى مستشفى الجامعى بالزقازيق، وأنها تتمنى من الله شفاءها وتطلب من المحافظ تعيينها فى المشروعات أو المدارس لتتمكن من رعاية أبنائها الخمسة.

وقال محمد عبد السلام والد المتوفى أحمد بالصف الخامس الابتدائى إنه ألح على نجله عدم الخروج بسبب الشبورة ألا يخرج دون علمه وركب مع زملائه وكان من بين الضحايا وأنه يعيش حالة حزن مدى الحياة على نجله.


نورهان تؤام الضحية حسن عبد الحى اثناء فض حقيبة المدرسة الخاصة بحسن هى ووالدها للبحث عن صورتة ولحظة انهيار الاب


اهالى احد الضحايا








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة