السياسة الكويتية: ميلاد المسيح قيامة جديدة لوحدة المصريين

السبت، 08 يناير 2011 09:43 ص
السياسة الكويتية: ميلاد المسيح قيامة جديدة لوحدة المصريين أحمد الجار الله رئيس تحرير السياسة الكويتية
الكويت (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة "السياسة" الكويتية إن عيد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام) الذى احتفل به المصريون جميعاً أمس الأول، كان بمثابة قيامة جديدة لمصر الواحدة المتوحدة، بمسيحييها ومسلميها، والتى نفضت غبار العدوان الإرهابى الأخير على إحدى كنائسها بذلك الالتفاف الإسلامى الشعبى المنقطع النظير، حول العديد من الكنائس لحمايتها من غدر المخربين المحتملين، وللتأكيد أن المصريين لا يمكن التفريق بينهم أبدا، وهو ما أكد عليه الرئيس مبارك قبل ذلك بكثير حين أعلن بعد العدوان الإرهابى على كنيسة القديسين "أن دماء أولادنا ليست رخيصة، ولن تكون وقوداً لنار المخربين".

وأضافت الصحيفة فى افتتاحيتها اليوم، السبت، لرئيس تحريرها أحمد الجار الله أن حكماء مصر، وفى مقدمهم الرئيس حسنى مبارك والبابا شنودة، أثبتوا أن أرض الكنانة رقم صعب جدا لا يمكن قسمته على اثنين مهما كانت الأثمان عالية، بل إن ما شهدناه فى قداس الميلاد فى كاتدرائية العباسية فى قاهرة المعز، دق المسمار الأخير فى نعش الفتنة التى تحيكها أيدى الغدر الكافرة فى الغرف السوداء لضرب أكبر دولة عربية، وترويع كبرى الطوائف المسيحية العربية، خدمة لمخطط قذر هدفه إفراغ العالم العربى من المسيحيين، وتدمير جسر التواصل الحضارى بين الإسلام والمسيحية فى أبهى صوره، والذى لم تستطع كل المؤامرات والأزمات منذ 1400 عام أن تضعفه أو تصيبه فى مقتل، بل إن النموذج المصرى فى التعايش بين الدينين كان طوال التاريخ المنهل الذى تستقى منه الأمم الأخرى أبجدية الحوار الدينى العقلانى المتسامح، وهذا ما جعل أحد المساجد يقام، ومنذ مئات السنين، فى أقدم الأديرة المصرية فى الوادى المقدس، حيث تتجلى فعلا مقولة "الدين لله والوطن للجميع".

وتابعت صحيفة "السياسة" الكويتية فى افتتاحيتها تقول، إن مصر التى قال الله تعالى فيها ادخلوها آمنين، تعرف تماما أن الإرهاب لا دين له، ومن أقدم على تلك الجريمة النكراء لا يحمل من الإسلام شيئا، وهى حقيقة أكد عليها الأقباط قبل المسلمين عشرات المرات فى الأيام الأخيرة، لأن الجهلاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان بأبخس ثمن لا يمكن أن يكونوا مسلمين لله، ولا يمكن أن ينزعوا بين ليلة وضحاها ثوب التآخى الحقيقى بين المصريين، بل إن تلك الشرذمة الفاجرة خارجة على كل ملة ودين، يحركها إبليس الكفر المتزين بشعارات دينية براقة، لكن الدين الحنيف براء منه ومنها إلى يوم الدين.

وقالت الصحيفة، إن مصر تعرف أيضاً أن من يريد الفتنة والانتحار لن يردعه ذاك العابد فى محراب الإيمان أو الساجد أمام مذبح السيد المسيح (عليه السلام) فقاتل نفسه أعمى البصيرة مثواه النار إلى أبد الآبدين، ولهذا لم يؤخذ الشعب بمسلميه ومسيحييه بجريرة الجهلاء الذين أغواهم شياطين الإنس، فدنسوا حرمة بيوت الله فى بلد لم يميز يوما بين مسيحى ومسلم حتى تكاد لا تفرق بينهم أبدا.

ووصفت الصحيفة ما أعلنه البابا شنودة فى عظة الميلاد بأنه كان مثال الوطنية والالتزام بالمصير الوطنى الواحد، وتهدئة روع المتحمسين من الشباب الذين فجعوا بعزيز أو حبيب، وقالت إن هذا الموقف المتميز هو ما يجب أن يقتدى به كثيرون من رجال الدين فى عالمنا العربى، ويبدلوا لغتهم رأفة بأوطانهم وشعوبهم، لأن نار الفتنة العمياء الصماء لا يمكن إخمادها إلا بالعقل، والأديان كلها حضت على استعمال العقل من أجل اكتمال الإيمان.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة