هانى الفرماوى يكتب: إلى مسلمى مصر وأقباطها..

السبت، 08 يناير 2011 09:09 ص
هانى الفرماوى يكتب: إلى مسلمى مصر وأقباطها..

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دون شك، فإننا نمر بمرحلة من أصعب مراحل التاريخ المصرى، وملامح هذه المرحلة سيتم تحديدها من خلال الطرق التى يتم بها التفاعل والتعامل مع المواقف المختلفة التى تتضمنها هذه الفترة، فمنذ قليل ودعنا عاما أقل ما يقال عنه، إنه الأسوأ والأكثر فسادا فى التاريخ السياسى المصرى، لما حدث فيه من انتهاكات وتجاوزات وتعديات على الحريات والحقوق الدستورية والمدنية، فى دولة من المفترض أنها تدعم الديمقراطية والتعددية الحزبية والحرية فى التعبير وحرية الإعلام بكافة وسائله بالإضافة إلى التأكيد المستمر على حيدة الأجهزة والمؤسسات الإعلامية المملوكة للدولة، نضيف إلى ذلك ما حدث فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة من عمليات مشبوهة، تمت بزعامة أحد الشخصيات الأكثر جدلا فى هذا العصر.. نظرا للدور الذى يلعبه ويفرض به نفسه على الحياة الاقتصادية والسياسية فى مصر ليزيدها خرابا وتعقيدا
فمع دقات الساعة الأخيرة التى ودعنا بها شيخوخة العام الماضى، ومع الدقائق الأولى للعام الجديد الذى كنا نتوقع منه بعض الرأفة والأمل، فوجئنا بالانفجار الذى هز أركان مصر بالكامل والذى وقع أمام كنيسة القديسين بمدينة الإسكندرية، ليذهب معه اثنان وعشرون قتيلا، ويصيب العشرات من مواطنى مصر بإصابات مختلفة، ويصيب معها الشعب المصرى بصدمة موجعة تدافعت معها موجات الغضب الشعبى المصرى دون أن تفرق مابين مسلم أو مسيحى، لترتطم بصخور المنظومة الأمنية المصرية التى افتقرت إلى الحكمة فى التعامل مع الغضب الشعبى، والتى تتحمل الجزء الأكبر من مسئولية الهجوم الإرهابى الآثم، نتيجة للتقصير الملحوظ من جهاز يشهد له بالتعامل القوى والحازم مع أبناء مصر ممن ينادون بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى مصر، ولولا الوعى الشعبى المصرى الذى تدارك سريعا خطورة المؤامرة التى استهدفت مصر ووحدتها، فجاء النداء المصرى "يحيا الهلال مع الصليب" ليبرهن لكل مغرض أن مصر ووحدتها لن تمس أو تكسر يوما ما،،
إلا أن ما حدث ليلة رأس السنة قد منح الفرصة لبعض من باعوا أنفسهم قبل أن يبيعوا الوطن من بعض القلة المنخدعة فى الخارج للمناداة بتقسيم مصر، وهذه الفكرة هى الأكثر قبحا وشذوذا، والتى ينادى بها الغرب وأعداء مصر لكسر وحدتها، وبث روح التفرقة بين مسلميها وأقباطها، وتقديمها صاغرة فوق طبق من فضه للأنياب الإسرائيلية والأمريكية. والأكثر غرابة أن تأتى هذه النداءات المريضة على ألسنة من المفترض مصريتها، إلا أن هذه الألسنة ليست إلا نبتة شيطانية فى تربة صخرية لا جذور لها فى مصر، لا ولن تؤتى لها ثمرا فى أرضنا الحبيبة مصر.

فمصر ستظل فى رباط إلى أن تقوم الساعة، موحدة بإرادة كل مصرى بعيدا عن التعصب، فمصر لن تسقط فى براثن الفتنة والعنف الطائفى،،،
فإلى كل أولئك المغرضين، افعلوا ما شئتم، وارفعوا أصوات حقدكم عاليا فى سماء زيفكم كما شئتم، فالقافلة الوحدة الوطنية المصرية سوف تستمر قدما نحو الأمان والسلام، مهما تعالت من حولها أصوات نباحكم.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة