الصحف الإسرائيلية تكشف تفاصيل تجسس "الشاباك" على موظفى مكتب نتانياهو

الجمعة، 07 يناير 2011 02:55 م
الصحف الإسرائيلية تكشف تفاصيل تجسس "الشاباك" على موظفى مكتب نتانياهو رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت الصحف الإسرائيلية الرئيسية صباح اليوم، الجمعة، وعلى رأسهم صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، مزيدا من التفاصيل المثيرة حول قضية التحقيقات التى أجراها جهاز الأمن العام الإسرائيلى "الشاباك" فى مكتب وديوان رئيس الوزراء، بنيامين نتاياهو" خلال الأشهر الأخيرة بأمر من نتانياهو نفسه.

وذكرت يديعوت أحرونوت، بجانب الصحف الإسرائيلية الأخرى كصحيفة "معاريف" و"هاآرتس"، أن القضية تفجرت عندما طالب نتانياهو الشاباك الخاضع لسلطته بالتحقيق فى عدة تسريبات أمنية وسياسية حساسة لوسائل الإعلام.

وقالت يديعوت، إن الشاباك حقق فى تسريب معلومات من ديوان رئيس الوزراء فى موضوعين حساسين، الأول نشر مكالمة أجراها نتانياهو مع رئيس وزراء روسيا، فلاديمير بوتين، طلب خلالها نتانياهو ألا تزود روسيا سوريا بصواريخ أرض - جو ذكية من نوع "S300"، أما الموضوع الحساس الثانى فكان نقاشا سريا شارك فيه عدد قليل من المؤتمنين على السرّ فى ديوان نتانياهو.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتانياهو قد استشاط غضبًا بسبب تسريب المعلومات بهذا الشأن فأوعز إلى الشاباك بفتح تحقيق حول التسريبات من ديوانه وبدأ التحقيق بالفعل قبل 3 أشهر.

أما صحيفة، معاريف الإسرائيلية، فأوضحت أن القضية تفجرت إثر تسريب مكالمة أجراها نتانياهو مع زعيم دولة أجنبية كان بحسب "معاريف" على ما يبدو رئيس وزراء روسيا، فلاديمير بوتين، بينما قالت صحيفة "إسرائيل هايوم" أن هذا الزعيم كان مستشارة المانيا أنجيلا ميركل.

وأشارت معاريف إلى أن الشاباك أخضع كبار مستشارى نتانياهو الـ 6 لفحص بجهاز كشف الكذب "البوليجراف" حول التسريبات الحساسة المذكورة وهم: رئيس مكتب نتانياهو، ناتان إيشل، والسكرتير العسكرى الميجر جنرال، يوحانان لوكر، والمستشار السياسى، رون دريمر، ورئيس هيئة الأمن القومى البروفسور، عوزى أراد، وسكرتير الحكومة، تسفى هاوزر، والمستشار الإعلامى، نير حيفتس الذى استقال مؤخرا.

وقالت يديعوت إن ما لا يقل عن 10 موظفين كبار تم إخضاعهم للتحقيق معظمهم من ديوان رئيس الوزراء والباقى من دوائر حكومية أخرى.

وأضافت الصحيفة أنه استدلّ من نتائج التحقيقات، أن التسريبات لم تأت من قبل أى مرجع فى ديوان نتانياهو، غير أن التحقيقات لم تتمكن بحسب يديعوت من تنقية الأجواء العكرة فى هذا الديوان، ولم تحل مشكلة عدم ثقة نتانياهو بمستشاريه ومساعديه الكبار.

ونسبت الصحيفة إلى موظفين كبار قولهم إنه يجرى التنصت عليهم، مضيفة بأن جهة إسرائيلية مجهولة كانت قامت قبل نحو أسبوع بتسريب النبأ حول تحقيقات الشاباك إلى صحيفة "الجريدة" الكويتية.

ونشرت يديعوت النص الكامل للخبر الذى نشرته الصحيفة الكويتية حول القضية والذى جاء فيه "علمت الجريدة من مصادر خاصة أن السبب وراء استقالة المستشار الإعلامى لرئيس الحكومة الإسرائيلى نير حيفتس هو تسريبه معلومات عن نقاشات أمنية سرية إلى أحد الصحفيين الإسرائيليين، خلافاً للسبب الذى ذكره عند استقالته قبل أربعة أيام، وهو أن العمل المتواصل أرهقه".

وقالت المصادر إن سكرتير الحكومة الإسرائيلية تسيفى هاوزر سيلحق بحيفتس قريباً، لأنه أيضاً قام بتسريبات. وروت المصادر الخاصة لـ "الجريدة" القصةَ الكاملةَ لهذه القضية، فأشارت إلى أنه قبل نحو أربعة أشهر كانت هناك تسريبات لمعلومات أمنية حساسة من جلسات خاصة ومغلقة.

وخشى نتانياهو من أن جهات معينة خارجية تقوم بالتنصت على جلساته فأجرى مشاورات مع رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، يوفال ديسكن، بشأن الموضوع وتقرر إجراء تحقيق سرى بشأنه، وبالفعل قام الـ "شاباك" بالتعقب والتنصت على مكالمات ولقاءات جميع الموظفين فى مكتب نتانياهو بمَن فيهم مستشار الأمن القومى عوزى اراد، ومدير ديوان رئيس الحكومة ناتان ايشل، والمستشار رون درمر، وسكرتير الحكومة تسيفى هاوزر، والمستشار الإعلامى نير حفيتس.

وبعد هذه التحقيقات السرية، استُدعى جميع الموظفين لتحقيقات أمنية، إذ أخضع الـ "شاباك" الجميع لفحوصات بجهاز الكشف عن الكذب.

وبحسب التحقيقات اتضح أن حيفتس وهاوزر كذبا فى التحقيق، وعندئذ طلب رئيس الحكومة منهما الاستقالة تفادياً لفضيحة كبرى، خصوصاً أن عمل مكتب نتانياهو عرضة لانتقادات الصحافة الإسرائيلية، وفضيحة كهذه قد تعصف بمستقبل نتانياهو السياسى.

وبحسب المصادر فقد طلب الاثنان الانتظار حتى يجدان عملاً خارج الحكومة، وعندما توفر الأمر لحيفتس استقال، أما هاوزر فمازال يفاوض على مكان عمل آخر، وأنه تباطأ حتى لا يصور الوضع كأن مكتب نتانياهو انهار تماماً.

وعلمت الصحيفة الكويتية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية اقترح قبل شهر على السفير الإسرائيلى فى أستراليا، يوفال روتم، أن يشغل منصب سكرتير الحكومة، إلا أنه رفض وعرض أن يشغل منصب مدير الديوان، مضيفة بأن نتانياهو يحذر منذ الكشف عن القضية سكرتير حكومته من كل الاجتماعات المهمة والسرية، إذ فقد الثقة بأغلبية المقربين منه.

وقالت المصادر، إن القصة خطيرة جداً والتسريبات من جلسات أمنية على درجة عالية من السرية، وكادت تعصف بعلاقات إسرائيل مع إحدى الدول المهمة وذات العلاقة المميزة مع إسرائيل، كما أن الحلقة المسموح لها فى حضور مثل هذه الجلسات تقلصت فى الأسابيع الأخيرة إلى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

ورغم ذلك هدأت مخاوف نتانياهو الذى كان يعتقد أن جهازاً خارجياً للاستخبارات يقف وراء التسريبات، وقال مصدر إسرائيلى خاص لـ "الجريدة"، إن أغلبية الموظفين فى مكتب نتانياهو باتوا يخشون التنصت على هواتفهم المحمولة والأرضية فى البيت".

وقالت يديعوت إن صحيفة "الجريدة" الكويتية نشرت هذا التقرير تحت عنوان "تسريبات وتحقيقات واستقالات فى مكتب نتانياهو" فى 30 ديسمبر الماضى، أى قبل 8 أيام من كشف القضية علنيا فى إسرائيل.

وقالت معاريف، إن أحد خصوم مستشارى نتانياهو خارج ديوانه هو الذى سرب النبأ إلى صحيفة "الجريدة" الكويتية، وذلك بواسطة مراسل يقيم فى إسرائيل، بينما قالت "يديعوت" إن المعلومات التى نشرتها "الجريدة" بخصوص هاوزر وحيفتس كاذبة، غير أن معنى تسريب هذا النبأ إلى الصحيفة الكويتية هو أن المرجع المجهول الذى سرب النبأ من داخل ديوان نتانياهو سعى من وراء ذلك إلى تلطيخ سمعة هذين الموظفين الكبيرين أى هاوزر وحيفتس.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة