جمال العاصى يكتب: الموساد والشيطان فى خدمة الفشل دائماً!!

الخميس، 06 يناير 2011 07:37 م
جمال العاصى يكتب: الموساد والشيطان فى خدمة الفشل دائماً!! مكان الحادث

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ أصبحنا نملك قدرة فائقة على التلفيق وتلبيس خطايانا للشيطان وضعفنا للموساد
أزعم أننا جميعا نتفنن فى تلفيق القضايا والاتهامات للشيطان، فإذا كان رجال الشرطة قادرين دوما على تقديم متهمين لأى قضية مهما كانت لأنهم يملكون موهبة التلفيق وحضور شخص عادى جدا، وبقدرة قادر، وبأوراق يبدو أنها رسمية، يستطيعون تحويل هذا الشخص إلى متهم سواء كان قاتلا أو نصابا أو لصا محترفا، فهذه حرفة كبرى لا يقدر عليها إلا هؤلاء الضباط الأشاوس.. ويبدو أن هذه الظاهرة الشرطية انتقلت وباتت جزءًا مهمًا فى ثقافة الشعب المصرى، صاحب الخيال الواسع، والقادر طول الوقت على أن يطمئن نفسه، ويفلسف فشله، ولا يتحرك من الكرسى الجالس عليه.. ويجد متعة وبهجة وهو يتلذذ فى خطف أو لطش أو سرقة أو نهب أو ارتكاب كبيرة من الكبائر التى ينهى عنها المولى عز وجل.

ودوما تجد هذا الشخض الملتوى لا تتغير ملامحه، ولا يصاب بحمرة الخجل من أفعاله المشينة، لأن التلفيق والمتهم جاهزان دائما.. ولم لا تسرق.. أو تنصب.. ولم لا تفعل ما تشاء ما دام الشيطان موجودا بيننا.. فنحن الوحيدون الذين نملك مقدرة توجيه الاتهام إلى الشيطان ونلقى عليه كل المعاصى ونتهمه بأنه وراء مساوئنا وهو المحرض دوما أن نقتل آباءنا وأمهاتنا، ونسرق اخواتنا فى الميراث، وننسى أن للرذيلة آدابا ونفعلها مع المحرمين علينا شرعا دون خجل أو حياء.

نعم الشيطان هو الحل الأمثل الذى نتكئ عليه دوما.. نتلذذ فى إلقاء التهم عليه.. لا نرحمه أبدا، ونعرف أنه لن يدافع عن نفسه، ولن يقاطعنا ولن يتكلم، ولن يقاضينا، ولن يستنجد بأى محام لكى يقف ويدافع عنه، ويؤكد أنه برىء من كل خطايانا.. أزعم أن الذين يبحثون عن المدينة الفاضلة ويريدون بالبشرية خيرا.. عليهم سريعا أن يتكاتفوا ويسعوا جاهدين أن يؤكدوا طوال الوقت أن عقولنا وتصرفاتنا هى المسؤولة عن خطايانا.. وضمائرنا هى بوصلتنا، لأن «الحلال بين والحرام بين».. والشيطان لا يسعى إلينا كلما كنا متماسكين.. أقوياء، ولكن دوما نحن نذهب إليه بإرادتنا وبضعفنا وقلة حيلتنا.. وجهلنا الذى يتعاظم ويتزايد يوما تلو الآخر.. نعم إذا أرادت هذه الأمة أن تعرف قدميها خارطة الطريق، عليها أن تمحو وتمسح كلمة الشيطان من قاموسها.. ولا تجهز متهما فى كل قضاياها سابقة التجهيز.. آن الأوان أن نواجه أولادنا عندما يخطئون، ولا نلقى إهمالهم أو فشلهم على أبناء الجيران.. آن الأوان أن نترك الشيطان فى حاله بعيدا، ولا نسير فى «مداره» ولا نزحف وراءه وكفى اتهامنا له.. لأنه لو نطق وتكلم ودافع عن نفسه، سيكشف ويفضح كل الذين لفقوا له تهم الخطايا التى ارتكبوها.. وإذا كان البعض حاول تأكيد شرور الشيطان فى خطاياه وأكد فى المثل الشعبى الشهير «أن الشيطان شاطر».. طبعا من وجهة نظره شاطر بل وشاطر جدا، لأنه هو الذى غواه على الرذيلة، ويرى البعض أن هناك شريكا فى العصر الجديد للشيطان هو الموساد الإسرائيلى..

وهذا الشريك الجديد ذو مسؤوليات جديدة.. حديثة ولا ينافس الشيطان فى عمله لأن هناك تنسيقا حديديا بينهما، بحيث لا يتعدى أحد على الآخر.. إلا بإذن، فمثلا إذا فرض الشيطان أو قرر يطلع إجازة مصيف فتجد الموساد يقوم بعمله فورا، ويبادله الشيطان ويسد عنه فى المواقف الصعبة، فأحيانا كثيرة يسافر الموساد لقضاء الإجازات خارج البلاد.. أو تكون لديه حالة وفاة أو فرح فتجد الشيطان يحل ويقوم بعمل الموساد..

وبالفعل جاءت أعياد رأس السنة وكان دور الإجازة من نصيب الشيطان واستطاع الموساد الذهاب إلى الإسكندرية يرتدى حزاما ناسفا سريا وسيارة ملاكى، لا ترى بالعين المجردة، ولأن رجال الحراسة على كنيسة القديسين لا يملكون الشفرة، أو الليمون الذى تستطع أن تعصره على الموساد، فيظهر أمامك واضحا فتقبض عليه أو تقتله، وللأسف الشديد استطاع هذا الموساد اللعين أن يضرب ضربته، ويقتل من يشاء ويصيب من يشاء من أخواننا الأقباط حتى يستطيع أن يشق الأمة ويطرحها أرضا، وليست المرة الأولى لهذا الموساد اللعين، ولكنه قتل العام الماضى مجموعة أيضا من الأقباط فى نجع حمادى، ومن قبلها الكشح، ويبدو أن هذا الموساد يكرهه المسيحية والمسيحيون وإلا بماذا نفسر فعلة الموساد النكراء.. إذا أردنا أن تحل أزماتنا، علينا سريعا أن ننفض الشعوذة من عقولنا، ونتسلح بالعلم ونتصالح مع أنفسنا، ونوقظ ضمائرنا حتى تفيق وتعرف أن الأوطان تتقدم وتعلو وترتقى بالجهد المبذول والمواجهة والاعتراف بالخطأ.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة