المنصورة.. عاصمة الطب التى خطفت الأضواء من القاهرة تواجه الانهيار

الخميس، 06 يناير 2011 07:33 م
المنصورة.. عاصمة الطب التى خطفت الأضواء من القاهرة تواجه الانهيار مستشفى الأطفال
محمد عبد اللطيف - تصوير - ماهر إسكندر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعسف التأمين الصحى ونقص التمريض يهددان مستشفى طب الأطفال.. والطوارئ ومركز الجهاز الهضمى يبحثان عن أجهزة وأماكن جديدة للمرضى

المنصورة «عاصمة الطب» التى خطفت الأضواء من القاهرة، الشيخوخة أصابت مراكزها الطبية الجامعية بنفس أمراض المستشفيات العامة من ترد وإهمال ونقص الخدمات، وأصبحت على وشك الانهيار،بعد أن كانت صرحا طبيا عملاقا، يناطح أكبر المراكز الطبية العالمية من حيث الكفاءة وجودة الخدمة الطبية المقدمة.

(اليوم السابع) حاولت الوقوف على ما آلت إليه هذه الصروح الطبية العملاقة وأسبابها، ومحاولات جادة من القائمين على إدارتها لاستمرارها لتؤدى رسالتها الطبية العظيمة لفقراء مصر.

ومن داخل مستشفى طب الأطفال الذى أنشىء عام 1999 وهو المتخصص فى طب الأطفال، ويخدم العديد من محافظات الدلتا والقناة وواحد من أربعة مستشفيات متخصصة على مستوى الجمهورية، قالت الدكتورة هالة المرصفاوى إن المستشفى يستقبل 99 ألف طفل عبر العيادات الداخلية، بالإضافة إلى 105 آلاف من خلال استقبال الطوارئ سنويا إلى جانب تميز المستشفى بالتخصصات الدقيقة فى طب الأطفال مثل القلب والقسطرة التشخيصية والعلاجية ووحدة غسيل الكلى ومناظير الجهاز الهضمى والتنفسى وأعصاب الأطفال وزرع النخاع - المكلفة للغاية - والحساسية والأمراض المعدية.

وأشارت المرصفاوى إلى أن المستشفى أجرى به العديد من الجراحات الكبيرة والخطيرة مثل فصل التوائم التى أجريت مؤخرا علاوة على جراحات القلب المفتوح للأطفال.
وأوضحت أن السعة السريرية للمستشفى 365 سريرا، ولا نستطيع التوسع فيها لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الأطفال المرضى نظرا لقلة المبالغ المعتمدة للمستشفى.

كما أن قلة الاعتمادات المالية وضعفها امتد للأدوية والمستلزمات الطبية التى يحتاجها المستشفى، إضافة لعمليات بعينها باهظة التكلفة ولا غنى عنها مثل زرع النخاع وجراحات القلب المفتوح، ولا يقوم التأمين الصحى للأطفال بتغطيتها كاملة ، كما طالت عمليات الإحلال والتجديد الأجهزة الطبية أو شراء أجهزة جديدة ومتطورة لعلاج الأطفال، وأوضحت المرصفاوى أن التأمين الصحى لا يفى بكل نفقات علاج الأطفال المؤمن عليهم.

وعن الصعوبات الأخرى التى تواجه المستشفى، ذكرت المرصفاوى أن هناك عجزا شديدا فى التمريض ومشرفات التمريض الموزعات على المستشفيات الجامعية.

وأضافت أن المستشفى به نقص شديد فى أجهزة التنفس الصناعى وتجهيزات العناية المركزة والمراقبة وحضانات الأطفال حديثى الولادة وأن ما يتم فى ظل قلة الاعتمادات لميزانية المستشفى وتعسف التأمين الصحى فى الإيفاء بتغطية تكلفة علاج الأطفال، يجعلنا نعتمد بشكل كبير على تبرعات تأتى من جمعية أصدقاء مرضى مستشفى الأطفال الجامعى بالمنصورة.

وأشارت هالة إلى أن شركات الأدوية التى تهدد بإيقاف توريد الأدوية لنا لعجزنا عن السداد، وأيضا لا نملك سوى المقاتلة بشكل يومى لتوفير أبسط حقوق الطفل.

وأرجعت هالة أسباب قصر الاستقبال الذى كان يتم سابقا 24 ساعة يوميا وعلى مدار الأسبوع إلى ثلاثة أيام فقط إلى قلة الإمكانيات المالية والضعف الشديد فى أعداد هيئة التمريض.

وفى مستشفى جراحة الجهاز الهضمى التى كانت وحدة صغيرة فى السبعينات، وكانت الأعداد المترددة عليه قليلة نسبيا عن الآن، ولكن بعد زيادة أعداد المرضى والمترددين على الوحدة آنذاك، تم إنشاء المركز فى عام 1992 ليقدم الخدمة الطبية لمرضى الجهاز الهضمى لمحافظات القناة والدلتا بشكل عام، وظل يمارس هذا الدور الرائد منذ إنشائه وحتى هذه اللحظة، ويتردد عليه ما يقرب من مليون مريض سنويا فى جميع شعب وتخصصات الجهاز الهضمى ومعظمهم من فقراء الشعب.

وقال الدكتور جمال العبيدى مدير المستشفى أن المركز يقوم بشكل أساسى على ميزانية الجامعة التى لا تكفى للإنفاق على علاج هذا العدد الهائل من المرضى، ويترتب على هذا عجز شديد نظرا للتنوع الشديد، وكثرة أعداد أمراض الجهاز الهضمى، مما يضطرنا للاعتماد بشكل أساسى الآن على أموال التبرعات والزكاة والبنوك فى حالة استطاعتها وعندما تقل موارد المستشفى من هذه التبرعات التى لا تكفى أعداد المرضى فإننا نضطر إذا توسمنا فى أحد المرضى أنه قادر أن يتبرع ولا يكون التبرع إجباريا، ولكن لوجه الله ولعلاج مريض آخر غير قادر يرقد بجوار سريره، وغالبا ما يكون هذا التبرع لايتعدى 20% من قيمة الخدمة الطبية المقدمة له، فعلى سبيل المثال عملية منظار القنوات المرارية تكون تكلفتها الفعلية 5000 جنيه، ويدفع فيها القادر 1000 جنيه، أما غير القادر لا أستطيع أن أجبره ويحصل أيضا على حقه فى الخدمة الطبية ولدينا قائمة انتظار لجراحات الأمراض الحميدة، وهناك أفضلية فى القائمة لمن يقوم بالتبرع المالى.

وأضاف أن عدد الأسرة بما فيها العناية المركزة لم يتجاوز الـ 70 سريرا يخدم هذا العدد الهائل من كل هذه المحافظات، وأنه شئنا أم أبينا لابد من التوسع الأفقى الذى بالضرورة يستلزم ميزانيات ضخمة تستدعى تضافر كل الجهود سواء الحكومية أو الشعبية لتحمل مسؤولياتها تجاه المرضى غير القادرين من أبناء الشعب.

أضاف العبيدى أن جهاز الأشعة بوحدة مناظير الجهاز الهضمى يعمل منذ حوالى 18 سنة متواصلة، ونحافظ عليه منذ ذلك الوقت وكان يعمل بطاقة 10 مرضى يوميا فيما مضى، أما الآن فقد تم تقليص العدد حتى نستطيع الحفاظ على كفاءة الجهاز الذى انتهى عمره الافتراضى، مضيفا أن مطلب زيادة الاعتمادات المالية المخصصة للمستشفى يتم مناقشتها بشكل دائم مع إدارة الجامعة ،إلا أن الزيادة الرهيبة فى أسعار الأجهزة تحول دون توفير الميزانية، فمثلا جهاز الأشعة الذى كان سعره عام 92 حوالى 800 ألف جنيه أصبح الآن بـ5 ملايين.

أما مستشفى الطوارئ الذى يستقبل محافظات الدقهلية والشرقية والغربية ودمياط وشمال سيناء والقناة، وتأتينا حالات من ليبيا وجزر القمر ،تبلغ سعتها 120 سريرا، وقال مسعد الصايغ المدير الإدارى للمستشفى ولكن يظل دائما احتياج المركز لمثل عمليات الإحلال والتجديد لأجهزة المستشفى ووحدة الغازات الطبية والعناية المركزة إضافة لأفران التعقيم وإنشاء استقبال للحالات المترجلة.

وتنتهى جولة «اليوم السابع» داخل واحد من أهم المراكز الطبية والبحثية فى العالم، وهو مركز الكلى والمسلك البولية، ويطلق عليه عامة الناس فى المنصورة مركز غنيم نسبة إلى مؤسسه العلامة الجليل الدكتور محمد غنيم، أو طبيب الفقراء كما تحب صفوة المجتمع المصرى أن تطلق عليه.

وقال الدكتور حسن أبو العينين مدير المركز، رغم أنه مازال يحافظ على تقدمه بعد ربع قرن من الزمان، إلا أنه يعانى من قلة الموارد المالية، بعد أن قلت التبرعات المالية.

وأشار إلى أن التبرعات كانت تأتى من دول الخليج نظير السمعة العالمية لم تعد تأتى الآن، ونحن نعتمد بشكل أساسى على الدولة التى توفر ما يقرب من 60% من ميزانية المركز أما الـ 40% الباقية، فنحن ندبرها بمعرفتنا عبر تبرعات لم نكن ساعين لها لثقة الخيرين فى مصر والذين يثقوا فى المركز وخدماته التى تؤدى للفقراء والتى تصل فى بعض الأحيان لمساعدات مالية شهرية لمرضى فقراء.




معاناة المواطنين أمام المستشفيات مستمرة



مركز الكلى



مركز الجهاز الهضمى



جمال العبيدى



هالة المرصفاوى








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير العدوى

شيئ مشرف للطب فئ مصر

ربنا يوفق القائمين علئ تلك المستشفيات

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة