طاهر: أحترم السادات لأنه نجح فى إخماد نار الفتنة الطائفية

الأربعاء، 05 يناير 2011 06:57 م
 طاهر: أحترم السادات لأنه نجح فى إخماد نار الفتنة الطائفية الروائى بهاء طاهر
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الروائى بهاء طاهر إنه على الرغم من اختلافه السياسى مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، إلا أنه يكن له كل الاحترام، وذلك بعدما أشاع البعض قبل حرب أكتوبر عام 1973 أن هناك حالة من التوتر الطائفى بين المسلمين والأقباط، فما لبث السادات أن قام بتعيين ضابط قبطى قائدا للجيش المصرى حتى يتدارك ويمتص هذه الأزمة، مؤكداً أن هذا لا يحدث الآن، إذ كثيرا ما تعجز الحكومة عن امتصاص غضب الأقباط والقضاء على الفتنة.

وعبر الروائى بهاء طاهر خلال الجلسة الافتتاحية من المؤتمر الذى ينظمه اتحاد الكتاب وجاء بعنوان "صورة الوحدة الوطنية فى الأدب المصرى"، عن مدى تأثره وحزنه بسبب ما حدث قائلا: "إن الوضع فى مصر سيئ جدا وينذر بالخطر، ولا ينبغى علينا أن نخدع أنفسنا".

وأضاف طاهر: أنه يشعر بالألم أكثر بعدما ازدادت موجة الغضب والعنف بين المسلمين والأقباط فى الإسكندرية عقب الحادث، خاصة أنه كان يظن أن البعض سيعمل على تهدئة الموقف، وأن نحاول جميعا أن نتدارك الأزمة ونتجه بالأمر نحو بداية جديدة أفضل.

وأشار طاهر إلى أن المجتمع المصرى شهد حالة من الترجع الفكرى فى فترة السبعينيات بعدما زادت التيارات الإسلامية المتشددة وحاولت جاهدة أن تقضى تماماً فى خطابها الدينى على كافة الأفكار المستنيرة التى أرساها رفاعة الطهطاوى وعادت بنا لمرحلة الفرز الطائفى حتى تقوقعت كل طائفة على نفسها.

وأكد طاهر أنه فخور جدا بروايته "خالتى صفية والدير" والتى جسدت حالة المسلمين والأقباط فى المجتمع المصرى، مطالبا بتحويل النصوص الأدبية التى عالجت هذا الأمر إلى نصوص مسموعة ومرئية حتى نضمن وصولها إلى أكبر عدد من المواطنين، كما دعا لضرورة وجود تخطيط شامل من شأنه تغيير هذه الثقافة المريضة.

فى حين وصف الكاتب محمد سلماوى، رئيس اتحاد كتاب مصر وأمين عام اتحاد الكتاب العرب، الانتقادات التى يوجهها البعض إلى غالبية مثقفى ومبدعى مصر تتهمهم بالتراخى عن ممارسة أدوارهم الحقيقية فى التصدى للإرهاب بـ"الهراء" قائلا: إن المثقف والأديب المصرى كان ومازال يلعب دورا قويا للنهوض بهذا المجتمع ومعالجة مشكلاته.

وأضاف سلماوى أن الأحداث التى شهدتها محافظة الإسكندرية أدمت قلوبنا جميعا، مؤكدا أن الاتحاد حرص على إقامة هذا المؤتمر ليس للبكاء والعويل على الضحايا ولكن ليثبت أن الطريق الوحيد للخلاص مما نحن فيه هو الفكر والإبداع.

وأوضح سلماوى أن قضية الوحدة الوطنية بمثابة وجدان أمة لا يمكن التعامل معها بمنظور سياسى أو أمنى فقط، مشيرا إلى أن حالة التآخى والمساواة التى عرفها الشعب المصرى منذ قديم الأزل لا تحتاج لأدلة أو براهين، مستشهدا فى ذلك بالكلمات التى رددها المتظاهرون فى شبرا من مسلمين وأقباط عقب الحادث بيوم واحد، وجاء فيها: "إحنا شعب واحد مش شعبين.. أنا جرجس ودة أخويا حسين".

وطالب سلماوى بضرورة مراجعة كافة النظم التعليمية للوقوف على مدى توافقها أو انحرافها عن سمات الحضارة المصرية الإنسانية، كما دعا جموع المثقفين والمبدعين بتفعيل دورهم الريادى حتى يتمكنوا من التصدى لمثل تلك الأفكار الرجعية مؤكدا فى نهاية كلمته أن كافة الدول العربية تشعر بالحزن والأسى لما حدث فى مصر.

وقال الروائى إبراهيم عبد المجيد إنه كتب أكثر من مائة مقال منذ سنوات لينبه لخطورة الموقف، ولكن للأسف لم يستجب له أحد، مضيفا أن محافظة الإسكندرية سادها حالة من "السواد" الكامل منذ 25 عاماً فاختفى منها مظاهر الإخاء والود بين المسلمين والأقباط، حتى أصبح يمكننا القول بأن "البلد رايحه فى 60 داهية".

وأضاف عبد المجيد أنه استعان بحكايات أمه وأبيه عن الإسكندرية ومظاهر التسامح والتعايش فيها، وأظهر ذلك فى روايته "لا أحد ينام فى الإسكندرية" أما فى روايته "طيور العنبر" فجسد فى المشهد الأخير منها حالة الضياع التى تواجه تلك المحافظة "العالمية".

وقال الكاتب يعقوب الشارونى: إن هناك محاولات غربية دائمة لتمزيق البلاد العربية والنيل من استقلالها، وهذا يتجلى فى السودان واليمن والعراق ولبنان ومصر، مضيفا أن الحادثة التى شهدتها الإسكندرية مؤخرا "خلخلت" الوتد بين أبناء الوطن الواحد.

وطالب الشارونى بضرورة التصدى لأفكار الشباب المتشدد قائلا: إنه مثلما هناك متشددون مسلمون هناك أيضا متشددون مسيحيون قائلا إن الأقباط لو نفذوا تعاليم السيد المسيح عليه السلام فى قوله "إن قريبى من فعل معى الخير وليس من اتفق معى فى العقيدة" ولو أدرك المسلمون ذلك أيضا ما حدث كل هذا.

واقترحت الإعلامية إقبال بركة أن ينظم اتحاد الكتاب زيارة للكاتدرائية بالعباسية تضم وفدا من كبار المثقفين والكتاب لتقديم العزاء للبابا شنودة، كما اقترحت تنظيم مسيرة كبيرة تقودها لافتات بالعربية والإنجليزية تندد جميعها ببشاعة الإرهاب.

وأضافت بركة أن العقيدة المسيحية تقوم فى الأساس على فكرة الاستشهاد، وهذا ما يستغله بعض الشباب المسيحى المتشدد لتبرير مواقفه، قائلة إننا لا نستبعد أن تكون عملية التفجير القادمة داخل مسجد ويقف وراءها شاب مسيحى، مؤكدة على أنه لو حدث ذلك بالفعل فسيمكننا القول إننا نعيش فى أسود مرحلة فى التاريخ المصرى.

وانتقدت بركة فى كلمتها دعاة القنوات الفضائية الدينية قائلة: إنهم يتظاهرون بالتدين والحرص على تنفيذ تعاليم الإسلام، وهم فى حقيقة الأمر يسعون فقط لجنى الأرباح حتى نجد أكثرهم يسكن العمائر الشاهقة ويتجاوز حسابه البنكى الملايين.

وقالت: نحن نفهم فى الإسلام أكثر منهم، وعلينا أن ندرك تماما أن هناك عدوا أساسيا للثقافة والتنوير فى مصر، وهم وعاظ المساجد الذين يصرخون فى آذاننا طوال الوقت من خلال مكبرات الصوت، ولو اعترضنا على ذلك سيكون مصيرنا التكفير وإهدار الدم.

ورفضت بركة أن يتم إلقاء اللوم على عاتق الأجهزة الأمنية وحدها واتهامها بالتراخى قائلة: إن المثقفين مسئولون أيضا عما حدث ومشاركون فيه بسبب صمتهم فى التصدى للإرهاب.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة