أنا المواطن المصرى أقر أننى أثق بقيادتنا الرشيدة وجيشنا المصرى العظيم ثقة كبيرة فى أى إجراء يتخذونه فيما يخص قضية الجزيرتين، لأننى أدرك أنهما لن يفرّطا بذرة تراب واحدة من تراب مصر، وأنّ الرمال التى رَوتها الشهداءُ بالدماء لن تكون يوماً سهلة للتنازل عنها أو تركها.
وأدعو شعبنا أن يترك الأمور لأهل الاختصاص فى قضية الجزيرتين أو أى قضايا لأنهم أعلم بالحقائق من عوام الشعب.
وأن يكون الصمت لهم سلاحاً حين ترتفع الأصوات ويعلو الضجيج حتى نستطيع أن نفرّق بين الغثّ والسمين.
فأعلم أن ما يحرّك الشعب ذلك الحسّ الوطنى الذى يعيش بداخل كل مواطن شريف ويتجلّى لا إرادياً حين يشعر المواطن المصرى أن خطراً يُهدد وطنه.
وأعلم أن ليس كل ما يُعرف من حقائق يقال وينشر، وأن هناك حقائق لا يصحّ أن تُذاع وأجدر أن تبقَ فى طى الكتمان لتمتعها بالسرية أو لمصلحة البلد.
وأدرك أن الأمر جَدُّ خطير ودقيق، وأنه ليس سهلاً أن يتحمّل أى مسئول تلك العواقب الوخيمة للتنازل لو كان خاطئاً فى اتخاذ قراره، وما يترتب عليه من عقوبات.
وأدرك أن العقلاء أقل عدداً ونسبةً فى المجتمعات، ولهذا تضيع الحجج فى الزحام، ويضيع العاقل بين الجهلاء والمندفعين.
