سمر طاهر تكتب: يوم غير مناسب للزعل

الجمعة، 31 ديسمبر 2010 01:47 م
سمر طاهر تكتب: يوم غير مناسب للزعل سمر طاهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عايزه أكلمك المرة دى عن شىء مختلف خالص.. مش مختلف أوى يعنى بس موضوع جديد "إلى حدٍ ما"، لأنى المرة دى مش هشتكى من سلوك أنت بتعمله وبيضايقنى، أو موقف استفزنى (لأن المواقف دى كثيرة ولا حصر لها)...
لكن أنا بكلمك عن "ما بعد المشكلة"، وما تقوليش إنى بتلكك علشان أفتح أى موضوع لجرَّ الشكَل وخلاص.. وأوعى تقول لى إن عندى فراغ..
بصراحة أنت ما بتدنيش أى فرصة علشان أعبر عن نفسى لا وقت المشاكل ولا فى الأوقات العادية، هتقوللى أُمال كل الرغى ده إيه، هقولك أنا عارفة إنك ما بتسمعنيش أصلا فى تلات ترباع كلامى.
نفسى أوى تدينى الفرصة بعد أى خناقة ما تخلص عشان أقولك ملاحظاتى البسيطة عن اللى حصل، يعنى عشان نبقى صفينا نفوسنا ومايتبقاش أى آثار للزعل، لكن أنت دايماً كده بتحب تتجاهل كل اللى أنا بقوله، مع إنى قصدى خير، يعنى عايزة نتجنب الخناق فى المستقبل، مش عايزة أعيش فى جو النكد "أطول وقت ممكن"، زى ما أنت بتقول! ولا عايزه "أحضّر رسالة دكتوراه عن خناقة أول إمبارح وملابساتها" على حد قولك..
أنا لما بحاول أقول لك إنى زعلت عشان كذا وكذا، ببقى قصدى أفضفض، ما هو أنا ساعات بتكلم من باب الفضفضة وساعات ببقى نفسى أحط قواعد لحياتنا وساعات الخناق بيكون فرصة إنى أزعق فيك (من نفسى) مرة، وأتحجج بإنى كنت متعصبة ومش فى وعيى!
وساعات ببقى زى سميرة سعيد لما قالت "مع إن ساعات خصامك بيكون زى العسل"، يعنى ببقى عايزة أعبر عن نفسى وألاقى حد محتوينى وكمان بيتحايل عليا ويصالحنى!.
وعادة أنت بتتجاهل، وكمان وشّك بيتقلب، والأغرب إنى لما بيظهر عليّا الزعل أو محاولة فتح حتى باب للكلام عن أى مشكلة بلاقيك عينيك احمرت ودقات قلبك زادت وجالك صداع وضغط عالى وواطى مع بعض "على رأى وحيد سيف فى سيد العاطفى"، مش معقولة يعنى حساس للدرجة دى أمال ليه مش باين عليك، تقريبا دى وسيلة كنت بتعملها وأنت صغير علشان تهرب من المدرسة.. صح؟
وساعات بتجادلنى جامد، مفيش الحل الوسط اللى هو المناقشة بهدوء (على رأى لطيفة ياللا نتكلم سوا بهدوء)، وبالتالى لما أنا بلاقى نفسى عاجزة عن الكلام بالمنطق للتواصل معاك، ببدأ استخدم الصوت العالى، ولما ألاقى إن صوتى لعلع قوى وأنت اتخضيت بحس إن الرصاصة طلعت واللى حصل حصل واتحسبت عليا خناقة وأنا خلاص اتجننت فأصرّخ أكتر ثم اضطر للاعتذار فى النهاية على كل الصريخ اللى حصل، بصراحة أنا حاسة إن دى خطة أنت مدبرها عشان توقعنى فى الغلط وتصغرنى أمام نفسى "وكمان أمام الجيران اللى فى الشقة اللى قدامنا" وحاسة كمان إن ده له علاقة بالكتاب اللى أنت كنت بتقراه بتركيز طول الأسبوع اللى فات "التعذيب النفسى للمعتقلين فى سجون أمريكا الجنوبية".. يمكن...
ولو حاولت أمسك أعصابى وأتكلم بهدوء شديد ألاقيك بهدوء أكتر وبدم بارد عامل نفسك بتناقشنى، ولما أتكلم بتكون سرحان ومش سامعنى، لدرجة إنى شكّيت إن سمعك تقيل أصلا، لكن ما أظنش لأنى أول لما بدخل المطبخ أحضّر العشا، وحتى لو أنت فى آخر البيت، بلاقيك بتسمع دبة النملة " أنت بتفتحى تونة صح أنا سامع صوت العلبة.. طب ساندوتش لو سمحتى"، أو "الميه بقالها دقيقتين بتغلى الحقى اعملى الشاى، لحسن لو البراد نشف واتحرق.. والله ما أنا جايب براد تانى! " .. يعنى سامع صوت غليان الميه يا مؤمن، والله بسم الله ما شاء الله.
وآه لما بتعيش فى دور الواعظ وتوصينى إنى أحمد ربنا وأبوس إيدى وش وضهر وإنى فى نعمة كبيرة وده بَطَر على النعمة، ما هو أنا حامده ربنا والله، ومش معقول إنى لما أقولك نتفاهم علشان نتفادى المشاكل ده معناه إنى متبطرة على النعمة! ومش معقول يكون ردك على كل المشاكل "إنتى عايزه إيه تانى كفاية بطر"، أنا بحس إنك محضر الجملة دى ودايماً على لسانك لدرجة إنى لو قلت لك ماتنساش تشد السيفون هتقوللى"إنتى عايزة إيه تانى كفاية بطر"!.. نفسى أعرف إيه هو مفهومك عن البَطَر...
وساعات أنت بتعيش فى دور الحكيم العقلانى والأب الحنون، وتقوللى برزانة مفتعلة "هو ده وقت مناسب للنقاش، مش عارفة إن يوسف نايم دلوقتى.. نفسية الولد".
طب ما هو لما يوسف بيكون صاحى ما ينفعش أكلمك وتفضل تغمز لى كأنك خايف على مصلحته، ولما ينام برضه ما ينفعش عشان ما يصحاش مفزوع ويتعقد.. يا شيخ سيبه يتعقد وخلصنى.
وآه لما بتحوّل دفة الحوار لصالحك وتحاول توقعنى فى الغلط وتتوصل لاستنتاجات عبقرية وتقوللى "إنتى بتشتكى كتير ليه؟ قصدك إن أنا زوج فاشل؟ طب أنا زوج فاشل استريحتى..عاملينى على إنى زوج فاشل". وساعتها بقع فى حيرة كبيرة لأنى مش عارفه إيه هى المعاملة المناسبة" للزوج الفاشل".. بس الصراحة بتكسف اسأل.
هو أنت فاكر إنك بأسلوبك ده بتتجنب الكلام فى المشاكل؟ الحقيقة أنك بتخلق مشاكل أكتر.
والمشكلة إنك بتزودها أكتر وآل إيه بتهدينى وتقوللى "أنا كمان على فكرة بتضايق طول عمرى من حاجات كتيرة بتعمليها بس مش طول النهار بشتكى زيك!!".. ولما تركبنى الجنونة وأتحايل عليك عشان تقوللى إيه اللى بيزعلك، ترد بثقة" مش مشكلة أنا مش زعلان خلاص!!" ياسلام؟؟ يعنى بقيت أنت اللى زعلان وأنا اللى هصالحك كمان.. يعنى إيه، هو أنت كده بتهوّن عليا، يعنى اسكتى وإلا أنا كمان هقول اللى عندى؟؟.
أنت مُصر إن أنا عايزه أتصيد الأخطاء، لكن فعلا بيكون نفسى نتصارح ونتصافى، وطالما أنت متضايق من حاجات فيّا، ياريت برضه تقولهالى علشان مازعلكش بعد كده وماتجيش بعد سنين تقول لى أنا مستحملك طول عمرى.
أنا مش عارفة ليه محسسنى إن "الزعل" ده إحساس غير مشروع، مش من حقى أزعل ولا اعترض على حاجة، كإنى أنا اللى اخترعت شعور الزعل، ولو إن أنت مش بتعترف بالزعل، وبتحب تسميه "نكد"، أو "غم"، أو "تذمر".. إيه الكلام المستفز ده؟ أهو ده الكلام اللى مانفهموش...
طب ما هو أنت مثلا – مثلا يعنى - لما بقالك كذا سنة بتضيّع مفتاح الشقة كل ما تدخل من باب الشقة، حاجة تضايق.
- "فين المفتاح"؟
- "مش عارف بس أكيد هنلاقيه هيكون راح فين أكيد جوه الشقة"
مش معقول كل يوم كل يوم كده، طب خليها يوم بعد يوم، والمشكلة إنى لما بقولك ببساطة أرجوك أول لما تدخل من باب الشقة حُطه فى حتة معينة، بتبصلى بتعجب!!
وبعد تكرار الموضوع ده أكتر من 530 مرة، مش من حقى "أمتعض"حتى أو" ألوى بوزى بسيط" ؟؟؟
وردك عليا بيكون عجيب: ده موضوع عادى وتافه أوى وأنا كل يوم بعمله، مش معقولة كل مرة تزعلى على حاجة بسيطة كده؟
طب ما هى بتتكرر كل يوم إزاى بقى بسيطة؟؟
كمان مش عارفة "ثقافة الاعتذار" دى ليه مش عند الرجالة، مع إن الاعتراف بالحق فضيلة، والرجولة هى القدرة على الاعتراف بالخطأ.. ولا بلاش الكلام المتفزلك ده، أكلمك بالهجايص؟؟ هى كلمة "آسف" صعبة أوى كده؟ بلاش آسف، دى تقيلة على كل الرجالة، طب (حقك عليا)، (ماتزعليش)، أى حاجة يا مؤمن من باب جبر الخواطر على الله.
وبمناسبة "باب جبر الخواطر" أحب أقولك معلومة بسيطة من باب "العلم بالشىء ولا الجهل بيه"، حكاية الهروب من الاعتذار دى وتعويضه بالكلام المعسول قوى والتظاهر بالرقة الجامدة دى مش واقعية، لأنى أنا مش عايزاك تصالحنى وخلاص، بس عايزاك تعرف إيه اللى بيسبب المشاكل علشان نتجنبه.
يعنى على سبيل المثال لا الحصر، الخناقة اللى كانت فى إجازة الصيف اللى فات عشان سيادتك طنشت على السفر طول الصيف، كانت غلطة لا تغتفر من وجهة نظرى فى ظل الخنقة اللى أنا فيها طول السنة، ولما أنت مالقتشى تصرف مناسب تعمله.. عملت نفسك رومانسى لدرجة إنك أقنعتنى إن أنت زوج مثالى وغلبان ومطيع وطول ما أنت قاعد فى البيت موطى صوتك وهارينى شاى بلبن ونسكافيه، قال يعنى بتحرجنى عشان أسكت.. على فكرة المرأة قد تغفر عدم الذهاب للساحل الشمالى فى الصيف لكنها أبدا لا تنسى قعدتها فى الحر فى مصر.
كل ده مقدور عليه لكن اللى غير طبيعى هو إنك بتعيش نفس دور الرومانسى المطيع قدام الناس..
يعنى لو أنا زعلانة منك ورُحنا نزور أى حد واللا اتعزمنا عند ناس أو حتى رُحنا نعزّى، تفضل تدلعنى بشكل مبالغ فيه مبالغة فجة لدرجة تثير حسد الموجودات وهما فاكرين ياما هنا ياما هناك (مش عارفه يعنى إيه بس هى بتتقال كده)، والأدهى والأمر أنك أول ما بتركب العربية بتضرب لى بوز فظيع.. قال إيه: "عشان دلعتك كتير طول الخروجة وأنت مش بيطمر فيكى!"
ده أنت كنت بتدلعنى نفاقا ورياء حرام عليك وطبعا لما سبنا الناس دُست أنت على الزرار ورجعت لطبيعتك.. غير رومانسى وغير مطيع.. والطبع مع الأسف يغلب التطبُع وماتقوليش يعنى إيه الجملة الأخيرة دى.
وساعات بتكون غير منطقى فى رد فعلك على زعَلى.. مش بس بتدعى الرومانسية لأ وكمان بتلبس قناع الزوج اللى عايز يريّح مراته بس هيهات إنى أصدق.. يعنى مثلا ساعات بكون زعلانة وعايزة أناقش معاك أسباب زعلى لكن إمعانا فى (الزلع) "اختصارالدلع مع الزعل" بعمل زى ماجدة فى الأفلام القديمة وبجرى أقفل عليّا الأوضة وأرمى نفسى وأفضل أعيّط وفاكراك – من هبلى وحسن نيتى – هتيجى تعرف مالى.. آخر مرة أنا عملت كده أنت سبتنى لوحدى خمس ساعات كاملة وفضلت أعلّى صوت العياط لما حسيت إنك مش سامعنى، وتعبت فطلعت أشوفك لقيتك خرجت ورجعت ونمت كمان من غير ما تقوللى أصلاً .. وتانى يوم لما أبديت اندهاشى من اللى حصل قمت قلت لى "أنا عارف أنك كنتى متضايقة وعايزة تقعدى لوحدك فقلت أسيبك تهدى وأغصب على نفسى وأنزل أشوف صحابى، ولما رجعت قلت أسيبك عشان تهدى أكتر وبعدين قلت أغصب على نفسى وأنام علشان تقعدى فى هدوء وأكيد لو عايزه حاجة هتصحينى"!!
إيه الرقة دى؟؟ لو كنت عايزنى أهدى كنت تاخدنى بره آكل لى لقمة فى مكان شيك بدل ما أنا على لحم بطنى من الصبح.
طب لما كنا معزومين عند محمود وهايدى وأنا كنت حضّرت هدومى وجهزت نفسى ولقيتك بتقوللى "أنا اعتذرتلهم بالنيابة عنك خلاص.. لما لقيتك زعلانة ومش فى الموود قلت أجنبك حرج الاعتذار ليهم!"
طب برضه إيه هو مفهومك عن الشخص اللى مش فى الموود إنه يحبس نفسه فى أوضة ضلمة علشان يدخل فى الموود واللا يعيد حساباته واللا إيه؟
أنا أصل أهلى علمونى إن الإنسان لو زعلان أو زهقان يخرج يتهوى.. ولما مرة قلت لك كده لقيتك مطلع لى مفتاح العربية وبتقوللى "انزلى لفى شوية عشان تغيرى جو!! "على فكرة أنا مش شاب مراهق هيفرح لما ياخد لفة بالعربية الساعة 11 بالليل.. طب ما تشترى لى عجلة أحسن...
أنا مش عارفة إذا كانت نيتك سليمة واللا دى تصرفات مقصودة كنوع من العقاب عشان توصللى رسالة خفية إنى لو دخلت فى سكة الزعل إنك هتعكنن عليا أكتر؟؟
والحقيقة زى كل موضوع ما بينا بنفضل فى جدل أنا أقنعك أو أنت تقنعنى.. لكن فى الموضوع ده أنت طلعت لئيم لؤم السنين وأنت اللى انتصرت لأنك عرفت نقطة ضعفى وهى إن قلبى طيب وحُنين، فبقيت كل ما أكشّر أنت تحاول تضحكنى وأنا مش بقدر أمسك نفسى من الضحك، وبالتالى خلاص ما بقدرش أجادلك لأنى بكون بضحك، ولو فتحت بعدها سيرة الموضوع اللى كان مضايقنى بتبص لى ولسان حالك يقول "ما خلاص بقى مش ضحكتى؟!".. وكأن الضحكة تجُب ما قبلها..
ولما أنت عرفت العيب ده فيّا استغليته بس مشكلتك أنك زودتها شوية لدرجة الاستفزاز.
" لو دى خناقة جديدة أحب أعرف عشان ألبس بيجامة الخناق".
"حوّشى الزعل كله وابقى ازعلى فى الإجازة عشان تاخدى وقتك".
ولما غلطت مرة وقلت لك "إيه حكاية (حوّشى الزعل) دى هو إيه رصيد فى البنك؟"أنت مسكتها لى من يومها وخلقت عددًا من المصطلحات كعادتك "رصيد الزعل" ، "بنك الزعل"، "أيام الغضب" ، "خريف الغضب".. الصراحة over
طب بالذمة عندك الطاقة لكل ده؟؟ مش لو كل الحوارات دى وفرتها ووفرت طاقتك وموهبتك الكوميدية دى وكنت سمعتنى بصدق وحاولت تفهمنى مش كان يبقى أحسن لينا إحنا الاتنين؟؟
كتبته بصدق زوجتك المخلصة حنان من القاهرة

"هذه الجوابات من وحى خيال الكاتبة وأى تشابه مع الواقع هو مسئولية كل زوج"









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة