صوت فريد لا يتكرر، فلا يمكن لأي متابع أن يمر على تاريخ الغناء في الجزيرة العربية دون أن يضع اسم ابن منطقة جازان "جنوب المملكة العربية السعودية" في مكانة بارزة ومتفردة، لا ينافسه عليها منافس ولا يباريه فيها صوت آخر، حتى استحق عن جدارة أن ينال لقب «فنان العرب».
الجنوبي، الذي ولد عام 1949، ومرّ بطفولة قاسية عانى خلالها مرارة اليتم، نجح كفنان عصاميّ في أن يشق طريقه عام 1961م وهو طالب في المعهد في مقتبل العمر وكان قد اتجه إلى إيطاليا باحثاً عن صناعة السفن في بعثة سعودية وتحول المسار من السفن إلى الفن حيث تم اكتشافه حين كان يغني عبر الإذاعة في برنامج "بابا عباس"، ليعيش رحلة فنية عمرها 56 عامًا، قدم خلالها مئات الأغاني مع عشرات الشعراء والملحنين العرب، إنه المطرب محمد عبده.
ومن نجاح إلى آخر، تواصل دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم تنفيذ برنامج موسمها الحالي الذي يلاقي إقبالا جماهيريا كبيرا، ويحقق صدى واسعا بين قطاعات عريضة من المتابعين، وفي إطار ذلك تقدم الدار الأعرق في الشرق الأوسط مساء الأربعاء المقبل بفنان العرب الذي يطلق خلال الحفل ألبومه الأحدث.
ويستعد عبده اليوم لعقد مؤتمر صحفي، ضخم يقام بأحد فنادق القاهرة يوم 8 مايو الجارى بحضور عدد كبير من وسائل الاعلام المصرية والعربية، بإشراف خالد أبو منذر المشرف العام على أعمال الموسيقار طلال، للإعلان عن تفاصيل حفله الجديد.
"اليوم السابع" تواصل مع الفنان إسلام القصبجي، الملحن وعازف العود، وسأله عن تفاصيل الحفل والألبوم، فكشف جانبا من الاستعدادات للحفل الذي يدشن فيه لألبومه الجديد "رماد المصابيح"، وأكد مشاركة نخبة كبيرة من الموسييقيين المصريين، تزيد عن 80 عازفا من ألمع الأسماء في الموسيقى العربية، بقيادة المايسترو وليد فايد.
وقال القصبجي، إن عددا كبيرا من أهم العازفيين المصريين، شاركوا في بروفات الحفل، منذ وصول الفنان محمد عبده إلى القاهرة قبل أيام، منهم المايسترو الدكتور رضا رجب والدكتور حسن شرارة والدكتور إبراهيم الراديو والدكتور محمد ظهير والدكتور أشرف هيكل عميد معهد موسيقى على الكمان، وسعيد الأرتسيت وهشام العربي "إيقاع"، وصابر عبد الستار على "القانون". ويقدم لجمهوره في مصر، باقة كبيرة من أغانيه الشهيرة، وضمت 16 أغنية، مضيفا "نعد جمهور الفنان محمد عبده في مصر، بتقديم حفل يليق بمسيرة فنان العرب، وبتاريخ الأغنية الخليجية الحافل بمشاركة الموسيقيين المصريين".
وأشار إسلام القصبجي، أستاذ ألة العود بمعهد الموسيقى العربية، الذي شارك المايسترو الدكتور وجدي فؤاد، في الإشراف الفني على مراحل تنفيذ ألبوم "رماد المصابيح" التي تمت بالقاهرة، إلى أن الألبوم الأخير لمحمد عبده يؤكد الحضور القوي للموسيقيين المصريين في صناعة الأغنية الخليجية مجددا، استكمالا لمسيرتها الطويلة التي شهدت عدة تحولات، كان أبرزها الطفرة التي حدثت في تنفيذ وتقديم الأغنية الخليجية على يد نجوم الموسيقى المصرية، مثل الموسيقار عمار الشريعي نهاية السبعينيات من القرن الماضي.
وأضاف القصبجي أن معظم مراحل تنفيذ أغاني رماد المصابيح للفنان محمد عبده، تمت في استوديوهات القاهرة، في وقت قياسي وبجودة عالية، رغم كثرة الألات وتنوعها، بدءا من مراحل التسجيل الأولى، مرورا بتسجيل العزف المنفرد لآلات مثل العود والناي والقانون وغيرها، والتي يؤديها عمالقة الموسيقى المصرية مثل الفنانين رضا بدير وماجد سرور.
جدير بالذكر أن الألبوم الجديد للفنان السعودي محمد عبده من ألحان الموسيقار طلال، وضم أغنيات: «رماد المصابيح»، «خجل»، «ضي عيني» للشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن، «القرار» للشاعر نزار قباني، «قالت لي سم» للشاعر فائق عبد الجليل، «الحفلة» للشاعر فهد عافت، «يصعب علي وداعك» للشاعر صالح جلال، «ما واحد» من كلمات الشاعر محمد المطيري.
