اكتساح مصر المهرجان بالـ5 .. مجاملة ولاّ كسوف ولاّ نصيب ولاّ أخيراً بقى عندنا سينما بجد؟

الجمعة، 17 ديسمبر 2010 12:42 ص
اكتساح مصر المهرجان بالـ5 .. مجاملة ولاّ كسوف ولاّ نصيب ولاّ أخيراً بقى عندنا سينما بجد؟ مهرجان القاهرة السينمائى الدولى
محمود التركى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار حصول مصر على 5 جوائز بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى جدلا كبيرا فى الوسط الفنى والإعلامى، فرغم تميز تلك الأعمال على المستوى الفنى فإنها كانت تحتوى على عيوب على مستوى المونتاج والإيقاع والتصوير لا تؤهلها للفوز بجوائز المهرجان الكبرى، ومنها فيلم «الشوق» الذى نال جائزة الهرم الذهبى بالمسابقة الدولية، فرغم تميز الفيلم وتناوله قضية هامة تتعلق بالقهر الذى يعانى منه المجتمع المصرى خصوصا الطبقة الفقيرة، فإن الفيلم يحتاج إلى إعادة مونتاج لبعض مشاهده وإيقاعه شديد البطء خصوصا فى الساعة الأولى من الفيلم.

ودارت بعد حفل الختام وإعلان الجوائز حوارات جانبية تؤكد أن إدارة المهرجان جاملت المصريين وتحايلت على تلك المجاملة بإعطاء جوائز أفضل تمثيل مناصفة حيث حصلت سوسن بدر على جائزة أفضل ممثلة مناصفة مع الفرنسية إيزابيل أوبير، كما فاز عمرو واكد بجائزة أفضل ممثل مع الإيطالى اليساندرو جاسمان عن دوريهما فى الفيلم الإيطالى «الأب والغريب»، وأن ذلك جاء لإرضاء المصريين وفى نفس الوقت إعطاء جوائز للنجوم الأجانب حتى لا تخرج أيديهم خاوية، لكن المنتج والسيناريست محمد حفظى أحد أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الدولية أكد أنهم مارسوا عملهم دون أى ضغوط أو تدخلات وأنها كانت حيادية تماما وتخضع فقط للمعايير الفنية.

ويبدو أن اكتساح مصر لجوائز المهرجان الهامة أصاب الكثيرين بمشاعر متباينة تأرجحت بين الصدمة والفرحة، ودار تساؤل حول: هل بالفعل السينما المصرية تمر بمرحلة ازدهار فنى على مستوى المضمون رغم تراجع حجم الإنتاج، خصوصا مع محاولات صناع السينما المستقلة الظهور على الساحة الفنية ومنهم بالطبع فيلم «ميكروفون» الذى نال جائزة أفضل فيلم بالمسابقة العربية، لكن تلك الجائزة أيضا لم تسلم من محاولات التشويه والادعاء بأن إدارة المهرجان منحت الفيلم جائزة لأنه سبق أن حصل على جائزة التانيت الذهبى بمهرجان قرطاج، وأن إدارة المهرجان شعرت بالحرج و«الكسوف» من عدم إعطاء جائزة للفيلم.

ولكن يتضح جليا أن هناك أسبابا أخرى وراء إعطاء هذا الكم من الجوائز لمصر بعيدا عن الاتهامات بالتحيز تأتى فى مقدمتها طبيعة وجنسيات لجنة التحكيم، حيث علمت «اليوم السابع» أن أعضاء لجنة التحكيم الأجانب أعجبوا بشدة بطبيعة الأفلام المصرية المتنافسة أكثر من أعضاء اللجنة من المصريين والعرب، خصوصا أنه ترأس لجنة التحكيم الدولية لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة المخرج المكسيكى أرتورو ريبشتاين الذى يعد من أهم صناع السينما فى أمريكا اللاتينية، وقدم عام 1994 فيلما بعنوان «بداية ونهاية» والذى بنيت قصته على رواية الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، ومعروف عن ريبشتاين عشقه للفن المصرى لذا كان له دور كبير فى حصول «الشوق» على جائزة أفضل فيلم، وأيضا عضو لجنة التحكيم المخرج الأرجنتينى هيكتور أوليفيرا، والكندى ريمى جيرار.

كما أن المهرجان لم يضم أفلاما كثيرة متميزة وغابت السينما الألمانية والإسبانية والإنجليزية، وهو ما أعطى الفرصة لنجوم مصر ليظهروا حاملين للجوائز فى حفل الختام، كما أن إعطاء الجوائز لأفلام مصرية من شأنه تشجيع شركات الإنتاج على عرض أفلامهم بالمهرجان وحل الأزمة التى كثيرا ما عانت منها إدارة المهرجان والمتمثلة فى عدم وجود أفلام مصرية تشارك بالمسابقة الدولية أو العربية.

وأضفى إعطاء الجوائز لنجوم مصريين بهجة خاصة على حفل الختام، وأنقذه من الرتابة والملل وامتناع النجوم الكبار والشباب عن الحضور، حيث لم يكن حفل الختام على نفس درجة التميز فى كثافة الحضور، أو وجود نجوم أجانب مثل ريتشارد جير وجولييت بينوش، ولكن المثير للجدل أن جوائز المهرجان تم تسريبها قبل إعلانها بحوالى 24 ساعة أو أكثر، خصوصا الجوائز التى نالها نجوم مصر، ولكن يبدو أن ذلك التسريب كان له حسنة واحدة تتمثل فى حرص نجوم تلك الأفلام على حضور حفل الختام وامتلاء القاعة، بدلا من أن يظهر الحفل بشكل لا يليق بقيمة مهرجان القاهرة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة