محمد الجندى يكتب: المطواة فى الشنطة؟!

الإثنين، 13 ديسمبر 2010 01:26 ص
محمد الجندى يكتب: المطواة فى الشنطة؟! خناقة بين طلاب فى مدارس صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- تلميذ فى ابتدائى يطعن زميله بمطواة
- فصل طالب تعدى على زميله بمطواة داخل مدرسة
- تلميذ يقتل زميله بمطواة داخل المدرسة
- طالب ثانوى يطعن زميله بمطواة أمام باب المدرسة

تلك هى بعض العناوين التى طالعتنا بها وسائل الإعلام خلال الفترة القليلة الماضية، والتى لابد أن نعتبرها بمثابة جرس إنذار لما آل إليه حال التلاميذ والتعليم فى مصر، فالنتيجة فى الحالتين مؤسفة، فإما طالب فى مصاف المجرمين، وإما آخر فى مصاف الضحايا.

عادت بنا الذاكرة أنا وأصدقائى إلى الوراء عندما كنا فى نفس عمر هؤلاء التلاميذ، وما كنا نحرص دائما على وجوده داخل حقيبة المدرسة فكانت الإجابة واحدة تقريبا (كتب، كراسات، أقلام، علبة ألوان .... وطبعا الساندويتشات)، وتذكر أحدنا أنه كان دائما ما ينسى أقلامه فيضطر وهو داخل الفصل أن يستعير قلما من أحدنا أو من أحد زملائنا داخل الفصل.

وبالمقارنة مع ما نراه اليوم وما وصل إليه حال التعليم يثور التساؤل، هل وصلنا لمرحلة أن أهم شىء يحرص التلميذ على تواجده داخل حقيبة المدرسة هى "المطواة"؟ ومن السبب فى ذلك؟

وهل تبدلت الثقافات بحيث إننا سنصل لمرحلة أن يقول تلميذ لزميله "سلفنى مطوتك" ؟! ولم لا؟ فربما يكون "مزنوق" فى خناقة وبحاجة ماسة لمطواة زميله على غرار زميلنا الذى كان دائما ما ينسى أقلامه!

والتساؤل الأهم الذى لابد أن يضعه المسئولون عن التعليم، وعلماء النفس والتربية فى مصر نصب أعينهم وفى دائرة اهتماماتهم، من هو السبب فى ما وصل إليه حال هؤلاء التلاميذ؟ ولماذا امتدت وتفشت ظاهرة العنف فى المدارس بهذه الصورة؟ بل ومحاولة تقديم العلاج السريع والفعال لتلك الظاهرة الغريبة على مجتمعنا.

فعلى سبيل المثال كشف تقرير أعده المركز المصرى لحقوق الإنسان عن كثير من العنف الذى طغى على العملية التعليمية بجميع مدارس مصر خلال الشهر الأول من العام الدراسى الجارى. وأظهر التقرير وجود 14 ضحية، 6 حالات انتحار، 13 حالة طعن بالمطواة، 33 حالة عنف من المدرسين والمديرين ضد التلاميذ، مقابل 15 حالة عنف من أولياء الأمور ضد المدرسين والمديرين والنظار، 7 حالات تعدى من الطلاب على مدرسيهم، 5 حالات عنف من أولياء أمور ضد زملاء أبنائهم، 7 حالات عنف وقتل طلاب ضد زملائهم خلال الشهر الأول من العام الدراسى 2010 -2011.

وجاءت "المطواة" شعار الطلاب فى الشهر الأول من العام الدراسى حيث ظهرت 13 حالة فردية وجماعية استخدم الطلبة فيها "المطواة" أو "الكتر" أو "السكين" فى عنف موجه ضد زملائهم أو مدرسيهم، وتنوعت أسباب هذا العنف بين منع من التدخين، أو السرقة، أو الاختلاف على لعب الكرة، أو التشاجر داخل الفصل، أو المشاجرة من أجل نصف جنيه، أو التعدى على مدرس انتقاما منه.

أعتقد أن هذه النتيجة كافية ليتحرك الجميع سواء الأسرة، أو المدرسة، أو المجتمع ككل لمحاولة السيطرة على تلك الظاهرة، وحتى لا نصل لمرحلة أن نعلم أن أولادنا ذهبوا للمدارس، ولكن لا نعلم هل سيعودون إلى المستشفيات بدلا من منازلهم، إذا عادوا من الأساس.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة