سفير ألمانيا يواصل مسلسل الهروب إلى الأمام ويرد على "اليوم السابع" ببيان وتدوينات هزيلة على تويتر للدفاع عن دويتشه فيله..واليوم السابع تسأل:إذا كانت المحطة مستقلة عن الحكومة فلماذا يرد السفير بنفسه؟

الجمعة، 24 مارس 2017 12:45 ص
سفير ألمانيا يواصل مسلسل الهروب إلى الأمام ويرد على "اليوم السابع" ببيان وتدوينات هزيلة على تويتر للدفاع عن دويتشه فيله..واليوم السابع تسأل:إذا كانت المحطة مستقلة عن الحكومة فلماذا يرد السفير بنفسه؟ دويتشة فيله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رد السفير بنفسه يثير شبهات قوية حول فكرة "الاستقلال".. فهل يناور السيد "جورج"؟

يبدو أن ما يخفى عن أعين المتابعين من جبل الثلج أكبر مما يظهر، من اللحظة الأولى تأكدنا من هذا ونحن نجمع المعلومات وننسج الخيوط إلى جانب بعضها لنستوضح الصورة، توفرت لدينا تفاصيل كثيرة للغاية كنا حريصين جدا في فرزها وترتيبها وعرضها، لأننا نتحدث عن ممارسة إعلامية منحرفة لمؤسسة ذات صبغة رسمية، لكنها تتبع دولة صديقة، أو على الأقل هذا ما يبدو ظاهريا، وكنا في الوقت نفسه حريصين ونحن نستكشف الغامض والخفي وراء سيل الشواهد والمعلومات، ألا نطال شعور الألمان، ونحن نعرف أنهم عانوا طويلا من ممارسات دعائية وملونة، سياسيا وعسكريا، وإعلاميا أيضا، ولكن بالتأكيد لا نحب لأنفسنا ورود المستنقع نفسه، ولا إعادة إنتاج معاناة نظام الدعاية السياسية الذي أودى بألمانيا للهاوية قبل أكثر من سبعة عقود، لهذا اقتربنا من الأمر بحرص وحذر شديدين، ونحن نعرف يقينا أن الشعب الألماني نفسه لن يقبل هذه الممارسات، ووفق هذا الرهان طالبنا إدارة "دويتش فيله" بعرض الشواهد والمعلومات التي تناولناها وتفنيدها بالقرينة والدليل، إن كانت ثمة قرينة ودليل، ليعرف متابعو المؤسسة في دول العالم التي تنشط فيها بصورة تتجاوز الوضع الطبيعي، ويعرف الشعب الألماني قبل الجميع، من يقوم على صياغة رسالته الرسمية للعالم، وأين تُنفق أمواله وتذهب حصيلة ضرائبه وموارد دولته، ولكن للأسف ظل التحدي معلقا، وما بين بيان هزيل من المؤسسة ومديرها العام بيتر ليمبورج، وبيان إنشائي ومرتبك من السفير الألماني بالقاهرة، أعادت صفحة السفارة على "تويتر" نشر محتواه في عدة تغريدات، يبدو أنه لا إجابة منطقية، ولا تنوير حقيقي، ولا رغبة في حوار يفضي إلى نتيجة حتى وإن كانت المعلومات والشواهد تطل برأسها وتُوجب الالتفات إليها والاشتباك معها.

بين المؤسسة والسفارة

 
بينما كنا نستعد لإنجاز الحلقة الأخيرة من ملفنا الواسع عن "دويتش فيله" وأدائها الإعلامي بشكل عام، وفيما يخص مصر بخاصة، طالعتنا المؤسسة الألمانية ببيان هزيل وسطحي، لا يرد على معلومة ولا يجيب سؤالا، جاء في 208 كلمات معبأة بجمل عريضة عن التغطية المتوازنة والسمعة الجيدة وحسب، ولم يقترب من قائمة شبهات وأسئلة أثرناها مشفوعة بمعلومات وتواريخ وأرقام، وهو ما جدد الأسئلة نفسها وضاعفها، خاصة والرد على لسان المدير العام الذي يحمل درجة نائب وزير وتجمعه روابط مباشرة بوزارة الشؤون الخاصة ودائرة الاستخبارات الاتحادية، ومقر المستشارية الألمانية في بعض الأحيان، في الحقيقة ودون مواربة أو دبلوماسية كان الرد صادما، ليس لأن الصمت على ما أثرناه أكده تماما لدينا وحمل لنا إقرارا ضمنيا من المؤسسة بصحته، ولكن كانت صدمتنا مضاعفة لأن الرجل الذي يدير مؤسسة إعلامية تتحدث باسم ألمانيا وتحمل رسائلها للعالم، لا يجيد المناورة بطريقة أكثر ذكاء، ويعيد إنتاج آليات قديمة لا تريد مؤسسته التحرر منها لصالح ألمانيا والعالم، حتى وهو يرد على تقارير صحفية ومعلومات وأسئلة أثارها أبناء الحقل الإعلامي، ويُفترض أن يكون الحديث فيها على أرضية منهجية لا تضليلية ولا تعبوية.
المهم أن صدمتنا في السيد "ليمبورج" مرت، وعلقنا عليها مجددين طرح أسئلتنا وطالبين تفنيدها أمام الرأي العام، بالمعلومة والدليل والحجة، سعيا إلى حق المواطن الألماني في معرفة ما يجري باسمه وأمواله، سعيا منا لصالح الشعب الألماني بنفس قدر حرصنا على مصالح مصر، وإعمالا لما تقوله "دويتش فيله" من أنها تعمل لصالح المشاهد المصري على حد زعمها، ولكن يبدو أن الخفي وغير المنظور من جبل الثلج أكبر مما يبدو منه للعيان، كما أسلفنا، فكنا على موعد مع صدمة أخرى بعد أقل من 24 ساعة على صدمة بيتر ليمبورج، ولكنها كانت مضاعفة وقاسية هذه المرة، لأنها جاءت على لسان الخارجية الألمانية، عبر سفيرها بالقاهرة السيد يوليوس جيورج لوي، الذي لم ينحرف في رده عن منطق "ليمبورج" بهزاله وتسطيحه وعباراته الإنشائية، مضافة إليه بالطبع نكهة دبلوماسية، ولكنها لم تكن مسبوكة جيدا بما يكفي لعصمة السيد "لوي" من التورط في تناقض فج، بين جزمه باستقلال "دويتش فيله"، ودفاعه الانفعالي الخطابي عنها.
السؤال الأهم وعلامة الاستفهام الكبرى هنا، تتصل بفحوى الردين الرسميين، هل فعلا "دويتش فيله" مستقلة؟ وهل تلتزم بأداء إعلامي مهني ومتزن؟ وهل لا تتحرك وفق رؤية موجهة وملونة؟ الحقيقة أن ردي المدير العام للمؤسسة وسفير ألمانيا بالقاهرة لم يحملا أي إجابة قاطعة، ولا حتى رمادية، وبيان الأخير نفسه نسف فكرة الاستقلال بدفاعه الرسمي المطابق حرفا ومضمونا لرد مدير عام المؤسسة، وكأن كاتبهما واحد، مع فارق أن السفير كان أكثر شجاعة وأشار لـ"اليوم السابع" في بيانه بشكل مباشر، بينما كانت "دويتش فيله" أكثر إخلاصا لآليات الدعاية السياسية وماكينتها الرمادية، فوسعت مجال الرد ليصبح "مؤسسات إعلامية مصرية" وكأنه هروب للأمام واستباق لأي تناول إعلامي محتمل لما أوردناه من شواهد ومعلومات عبر منصات إعلامية أخرى داخل مصر.
 

"الدعاية السياسية" وحدها لا تجيب الأسئلة

 
نقدر تماما أن ما نشرناه من معلومات ربما يكون قد أثار ضيق "دويتش فيله" ومن يقفون وراءها، وأشرنا بوضوح من قبل إلى علاقتها بدائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، ولكن ما تحمله الردود من إشارات قوية على ارتباك حسابات المؤسسة والإدارة الألمانية، كما تجلى في انفعال وسطحية بياني بيتر ليمبورج وجيورج لوي، كان أدعى لأن يكون الرد منهجيا وموضوعيا، وفق معلومات ووثائق، وأن تتجسد الاستقلالية التي تتحدث المؤسسة عنها في ممارسة فعلية منظورة، لا أن يتدخل السفير الألماني معيدا نقل محتوى وتعبيرات بيان "دويتش فيله" ليعطيه صيغة دبلوماسية أكثر رسمية، بينما يحمل في جوهره تأكيدا على وصاية حاكمة للقناة والسفارة، أو بمعنى أدق على مصدر واحد بعيد في غرفة غير مرئية يحرك الأذرع الإعلامية والدبلوماسية في آن، ربما عكس اتجاه المصالح والسياسات الألمانية نفسها، هذا للأسف ما يحمله بيان السفارة بين حروفه، الذي يؤكد استقلالية "دويتش فيله" عن الحكومة الاتحادية والسلطات الأخرى، ولا ندري ماهية هذه "السلطات الأخرى" إلا إن كان السفير يرد على ما أوردناه بشأن علاقة المؤسسة بدائرة الاستخبارات الاتحادية، وأغلب الظن أنه خانه التعبير وقال ما لم يكن مخططا له أن يقال، أو نقل البيان الوارد إليه دون تنقيحه أو التدخل فيه، فالسيد "لوي" يتحدث عن علاقات إيجابية بين البلدين والشعبين، وهي حقيقة أكدناها غير مرة في ملفنا، وعن زيارة المستشارة الألمانية الناجحة لمصر قبل 3 أسابيع، وهي حقيقة أيضا، بينما يتجاهل التناول الإعلامي لملف العلاقات المشتركة وموضوعات الشأن المصري، يتجاهل أن المؤسسة قالت في الاحتفال الأول بافتتاح قناة السويس الجديدة "هل اشترى المصريون الوهم" ويتجاهل أنها قالت "عسكرة الدولة"، مستخدمة توصيفا لا يقره القطاع الأغلب من المصريين ولا يليق بتاريخ المؤسسة العسكرية المصرية ويعود إلى فترة الاحتلال المملوكي لمصر، ثم ينتفض ونحن نقول إن مؤسسة إعلامية رسمية في ألمانيا تراهن بالشعب الألماني وأمواله ومصالحه وتستحضر روح ممارسة إعلامية دعائية، مقيتة وعنصرية وملونة، وإنها تتبنى خطاب الإخوان والمتطرفين وتوظف بعضهم لديها، وإنها تتمدد في الساحة المصرية بشكل متنام وغير طبيعي، عبر بروتوكولات وشراكات وتعاقدات وشراء ولاءات وصناعة طابور خامس، وإن وفدا رفيع المستوى منها يستعد لزيارة القاهرة خلال أيام ويتهيأ رجلهم الإخواني بمصر لاستقباله واستكمال هذا المسلسل، ويُفترض وسط كل هذه المعلومات أن نتجاهل الحقائق وما أكدته التجربة والممارسة، ونصدق السيد بيتر ليمبورج وهو ينقل إلينا رسالة مفروضة عليه من جهة ما، بشكل هزيل وسطحي وعار من العرض والتفنيد ومقارعة المعلومة بضدها والحجة بنقيضها، ويُفترض كذلك أن نتجاهل ما طالته أيدينا من معلومات وحقائق، ثم نستمع للسيد السفير المبجل جيورج لوي وهو يضع يده على عينيه ويصف لنا صورة من خياله الرومانسي، أو من تعميمات وزارته أو من هم وراء الستائر البعيدة الملونة ولا تطالهم عيوننا، هكذا تنقلب الصورة حتى لدى من يعتبرون أنفسهم مؤسسات إعلامية دولية أو مدارس ديبلوماسية رصينة وناضجة، تصبح المعلومة والحجة والقرينة والتفاصيل كلها باطلا بجملة ركيكة وشعاراتية، ويمكن ببساطة وصف كل هذا بالسخف والغباء والابتذال، لأننا قلنا إن هذه الممارسة الإعلامية مستعارة من أدبيات وماكينة الدعاية السياسية، وكأننا الآن نواجه رجال الدعاية القدامى أنفسهم، يقفون أمامنا ليقنعونا أنهم ليسوا من الماضي ولا من ميراث التلوين والشحن والعاطفية وتغييب المعلومات وقلب الحقائق، ونحن ببساطة شديدة نصدق أنهما السيدان "ليمبورج" و"لوي" وليسا رجلين آخرين آتيين مباشرة من ماض غير بعيد، ولكن لا نصدق ما يقولان خلاف الثابت لدينا معلوماتيا وسياقا، ولا نصدق أنهما أمينان على موقعيهما ومصالح شعبهما أصلا، وهما يمارسان التضليل ويتجاهلان المعلومات ولا يعترفان عمليا بحق المشاهد ومتلقي خدماتهم، وفيها ما فيها من تلوين، في المعرفة.
هكذا وبعد ملف كان مقدرا له أن يكون خمس حلقات، وبفضل الدعائية السياسية والتلوين والتضليل والخطاب الموجه بسطحية وخفة قرن مضى، معبأ في ماكينة "دويتش فيله" القرن الحادي والعشرين، استطال الملف، ويبدو أنه سيتواصل أكثر، تجاوز حجم ما عرضناه خمس عشرة ألف كلمة، فيها معلومات وشواهد وقرائن وأرقام وتفاصيل وأسئلة، ولدينا مزيد، يبدو أنها جميعا أربكت حسابات المؤسسة الإعلامية والسفارة الألمانية بالقاهرة، فدفعت الأولى للرد بشكل هزيل، ودفعت الثانية لتدارك هذا الهزال بهزال أكبر، إذ لم تكتف برد المؤسسة، وفي الوقت ذاته لم تقل جديدا ولم تشرح غامضا أو تفسر مثيرا، إذ أخذت السفارة منحى المؤسسة، وفي الغالب يعود هذا لوحدة المصدر لكليهما، ولم تقترب من فيض المعلومات والتفاصيل الواردة في ملف "اليوم السابع"، ولدينا ردود وافية وضافية عليهما حال امتلكتا شجاعة الرد والتفنيد، وأسئلة لا آخر لها تنتظر إجابتهما، أو إجابة الشعب الألماني.
الخلاصة في الأمر حتى الآن، أن "اليوم السابع" إذ تؤكد على ما أوردته من قبل بشأن "دويتش فيله" وممارساتها الإعلامية المستعيدة لآليات الدعاية السياسية، وتترك قائمة أسئلتها السابقة مفتوحة أمام المؤسسة والسفارة والخارجية الألمانية، تحتفظ في الوقت ذاته بمودة وتقدير كبيرين للعلاقة الإيجابية الراهنة بين القاهرة وبرلين، وللشعب الألماني الذي عانى طويلا من هذه الممارسات ونثق أنه لا يقبل أن تعاني شعوب ودول أخرى بسببها، ويظل الملف مفتوحا لدينا بما يتوفر تحت يدنا من معلومات وتفاصيل وأرقام وأسماء، ولكن وقد أثبتت المؤسسة أن ماكينتها الإعلامية الضخمة الدائرة بملايين اليوروهات لا تمتلك منطقا ولا إجابة، وأثبتت السفارة أنها لا تعرف المصريين ولا تجيد مخاطبتهم بالمنطق والمعلومة والحجة والبرهان، وفي أفضل الأحوال تمرر البيانات الواردة إليها أو تستعير بيانات "دويتش فيله" الهزيلة، فإننا نرفع ملفنا المفتوح إلى الشعب الألماني مباشرة، وننتظر رد الخارجية الألمانية والمستشارية والبوندستاج، فالموظفون المعينون كثيرا ما لا يحسنون الرد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة