يوسف بوكاشوش يكتب: أمريكا تكلمت العربية قبل كريستوفر

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010 02:08 م
يوسف بوكاشوش يكتب: أمريكا تكلمت العربية قبل كريستوفر
كولمبوس بمئات السنين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعلم أن التاريخ يحرره المنتصرون، والمنتصرون دائما يحرفون الحقائق ويدمرون شواهداً ضدهم، فما نعلمه عن حضارات سابقة، لا يكون فى كماله دائما، وهذا ما يقرر حكماً على جميع الحضارات بدون استثناء. كنت صغيراً، بين أحضان الجدات أسمع كلاماً ليس ككلام أستاذ التاريخ المغربى الكسول والسلبى، كلاماً يروى رواية ثلاثة شبان مغاربة، قرروا يوماً المغامرة، فصنعوا مركباً كبيراً بمدينة أزمور المغربية، ورحلوا إلى أرض ما وراء الظلمات، بغية اكتشاف سكان تلك المناطق، فرحلوا إلى هناك، فشاهدوا الهنود الحمر وكائنات غريبة أخرى، فرجعوا وحكوا الحكاية، فلم يصدقها أحد، فبقيت تحكى للأطفال على أنها خرافة.

لكن المستجد فى الأمر حديثاً، يؤكد أن للعرب، السبق فى اكتشاف أمريكا قبل الرحالة كريستوفر كولومبوس، فكتاب صادر سنة 2000 بأسبانيا، والمعنون من أفريقيا نحو أمريكا، للكاتبة الأسبانية لويزا إيزابيل أل فيريس دو توليدو، والتى لا زالت تعيش فى قصرها قريباً من مدينة سان لوقا دو بأراميدا، والمنحدرة من أسرة مسلمة، تؤكد أن المسلمين سكنوا وعاشوا بأمريكا قبل رحلة كريستوفر كولومبوس، وأن الوثائق والأدلة تحملها معها والموروثة عن أجدادها الأسبان ذوى الأصول الإسلامية، والذين شغلوا مناصب ملوك ووزراء وقادة جيش رحلوا إلى ذلك العالم الجديد.

هذا من جانب، ومن جانب آخر، هناك كتاب إنجليزى صادر عن جامعة فرجينيا الأمريكية، يحمل عنوان الملينجر، يتحدث عن أصول الميلونجونس، سكان شرق الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ثبت لهم أنهم من أصول مسلمى برتغال الأندلس، فهم يمارسون لحد الساعة بعض تقاليد المسلمين وعاداتهم، ولهم بعض الكلمات، عربية محضة، ومن أشهر رجالاتهم، نذكر أبراهام لينكولن محرر العبيد، والرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية بالفترة من 1861 إلى 1865 يعد من أهم رؤسائها على الإطلاق، إذ قامت فى عهده الحرب الأهلية الأمريكية بعد انفصال إحدى عشرة ولاية وإعلانها تكوين دولة مستقلة سمّيت الولايات الكونفدرالية الأمريكية، فتمكن لينكون من الانتصار وإعادة الولايات المنفصلة إلى الحكم المركزى بقوة السلاح، كما كان لينكون صاحب قرار إلغاء الرق فى أمريكا عام 1863، وقد مات مقتولاً فى عام 1865.

إنها أمور مثيرة للدهشة وتدعونا للبحث أكثر فأكثر فى تاريخ الشعوب لا كتبنا القليلة جدا فى هذا الميدان، فنعلم أن الأبحاث الأركيويوجية اكتشفت كتابات كوفية فى أمريكا الجنوبية بالعربية، واكتشفت كلمات عربية وأمازيغية فى لغة الهنود الحمر، وهذا دليل أن هناك عرباً وأمازيغ عاشوا معهم قبل رحلة كريستوفر كولومبوس، كما أن الأوانى والنقود المكتشفة بها ما هو عربى.

ومن المصادر العربية التى تحكى الوجود العربى بأمريكا، نذكر كتاب "مروج الذهب ومعادن الجوهر" لصاحبه أبو الحسن على بن الحسين المسعودى، حيث تناول فيه بالسرد، قصة الخشخاش بن سعيد بن الأسود ومغامراته فى أرض ما وراء بحر الظلمات، ورأى فيها أناس أمريكا فعاد منها سنة 889م. ثم هناك، كتاب "الممالك والمسالك" للعالم العربى الكبير، خبير الجغرافيا، المغربى الأصل الشريف الإدريسى، والذى يحكى مغامرة شبان عرب بحروا من مدينة لشبونة البرتغالية إبان الحكم الإسلامى لها، فاكتشفوا أمريكا بأناس يتكلمون العربية. فالتاريخ الإسلامى إذن، ملىء بأسرار وخبايا، على الباحثين العرب المسلمين سبر أغوارها واكتشاف ماهيتها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة