حازم صلاح الدين يكتب: عفواً.. أبو تريكة ليس "قديس".. وشيكابالا ليس "إبليس"

الأحد، 21 نوفمبر 2010 12:17 ص
حازم صلاح الدين يكتب: عفواً.. أبو تريكة ليس "قديس".. وشيكابالا ليس "إبليس" شيكابالا وأبو تريكة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حازم صلاح الدين


"الموهبة الكروية".. هبة من عند الله سبحانه وتعالى، وعلى مدار التاريخ الكروى المصرى شهدت الملاعب العديد من المواهب, لكن أصحابها لم يستغلونها لأسباب غير واضحة المعالم, وكان عدد قليل يعد على أصابع اليد الواحدة هم الذين تمكنوا من تسطير أسمائهم بـ"أحرف من ذهب" فى عالم الشهرة والنجومية، فقد يكون الالتزام من عدمه له شأن فى اختفاء وبزوغ نجومية لاعبى الكرة الأفذاذ، لكن إذا غوصنا فى بواطن الأمور ودرسنا العوامل النفسية والبيئة المحيطة بهؤلاء اللاعبين من الممكن اكتشاف حقائق قد يكون لها العامل الأبرز فى هذا الاتجاه.

نحن اليوم أمام أكثر موهبتين فى العصر الحديث تأثيراً فى الشارع الكروى المصرى بين جماهيرى الأهلى والزمالك "القطبين الكبار".. وهما محمد أبو تريكة نجم وحامل لواء بطولات "القلعة الحمراء" ومنتخبنا الوطنى فى السنوات الـ5 الأخيرة، ومحمود عبد الرازق "شيكابالا" نجم نجوم "القلعة البيضاء"، الذى تنتظر الجماهير الزملكاوية منه الكثير ليقدمه لناديه.

أبو تريكة.. الجميع يكاد يُجمع على أنه موهبة فذة معجونة بأخلاق عالية من الصعب تكرارها فى الملاعب, ويستحق الألقاب الكثيرة التى أطلقتها عليه الجماهير مثل: المبدع.. زيدان العرب.. خليفة الخطيب.. تاجر السعادة.. القاتل المبتسم.. أمير الدهاء.. معشوق الجماهير.. خاصة أنه فى سنوات قليلة بعد انضمامه للنادى الأهلى، انطلق بسرعة الصاروخ نحو عالم النجومية, محطماً العديد من الأرقام القياسية ومحققاً كل الطموحات والأحلام الكروية، التى كانت تراوده، ليصبح نجماً لامعاً فى سماء كرة القدم المصرية والعربية والأفريقية.

لكن دعونا نختلف مع وصف البعض بأن أبو تريكة "قديس" ويجب أن تكون جميع لمساته داخل المستطيل الأخضر محسوبة أو أى تصريح عن لسانه لوسائل الإعلام يجب أن يكون محسوباً، فإذا وجدناه مثلاً يطالب بالحصول على ضربة جزاء فى أحد المباريات وكانت غير صحيحة، نجد أسهم الاتهامات توجه له من جميع الاتجاهات وتتردد نغمة كيف يدعى "القديس" التمثيل؟.. وحينما وجدناه يتحدث عن فريقه بعد المشاركة فى آخر مونديال الأندية وتلفظ بالمقولة الشهيرة "القافلة تسير..............."، فى رد منه على فرحة البعض فى خروج ناديه "صفر اليدين" من المونديال، بالرغم من أنه يمثل مصر فى هذه البطولة، أيضاً وجدنا الاتهامات تطارده فى الاتجاهات، أهذا هو القديس، فهذا خطأ شائع لأن أبو تريكة مثله مثل العديد من المصريين رجل متدين فى حياته وليس قديساً، فيجب التفريق بين هذا وذاك.

حتى جاء التصريح الأخير لـ"أبو تريكة" بعد مباراة المنتخب الوطنى أمام نظيره الأسترالى بأنه لا يشعر بالراحة النفسية فى الفترة الحالية، وأنه لا يشعر نفسياً بالراحة فى سوى فى فترة وجوده مع حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب، والبرتغالى مانويل جوزيه المدير الفنى السابق للأهلى، مؤكداً فى الوقت ذاته أنه يكن كل الاحترام لحسام البدرى المدير الفنى الحالى للقافلة الحمراء، إلا أن هذا التصريح لم يمر مرور الكرام كالعادة، وبدأ صائدو "الماء العكر" يرمون شباكهم ويرددون كيف يهاجم القديس مديره الفنى علناً هكذا، وكأنه عيب أن يخرج النجم المحبوب ليعبر عما يجول بداخله.

شيكابالا.. لا خلاف عليه بأنه أهم موهبة على الساحة الكروية فى مصر حالياً، ويستحق أن يكون فى مكانة غير التى يتواجد عليها، وبعيداً عن الاتهامات التى تطوله بأنه متمرد على منتخبنا الوطنى، وليس له انتماء مثلما خرجت العديد من الأقلام الصحفية وتصريحات حسن شحاتة التى يشوبها الاتهام له بالهروب من مباراة أستراليا، فيجب أن يعى حجم الموهبة التى أعطاها الله إياها، وأن يستفاد بها فى الطريق الصحيح، والبعد عن أصحاب المصالح الذاتية، دون النظر لمصلحته ومصلحة منتخب بلاده، إذا كان أحد يحرضه فعلياً على الابتعاد عن الانضمام للمنتخب مثلما يردد البعض.

فى الوقت نفسه، يجب أن يتعامل حسن شحاتة مع شيكابالا بوصفه أحد أبنائه الكرويين، ويعقد جلسة أبوية معه لمعرفة طموحاته واحتياجاته، فيجب على مدير فنى لأكبر المنتخبات الأفريقية أن يعرف العوامل النفسية لجميع لاعبيه من أجل إعدادهم وتهيئتهم لتقديم أفضل ما لديهم، ولا يقتصر الأمر عند بعض اللاعبين فقط، وإذا ثبت حقيقة تهرب شيكابالا.. يجب معاقبته، هذا أمر ليس عليه خلاف، لكن لابد ألا يصل الأمر إلى ذبحه كروياً، ففى النهاية هو ليس "شيطاناً"، فهو أحد مواهبنا الكروية المنتظر منها الكثير، خاصة أنه مازال فى ريعان شبابه.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة