محمد محى الدين يكتب: أنا مش صغير

الإثنين، 15 نوفمبر 2010 05:42 م
محمد محى الدين يكتب: أنا مش صغير زلزال صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زمان وأنا صغير كنت ما بصدق إنى أشوف خطاب الرئيس فى التليفزيون، فى أى مناسبة مهما كانت، وكنت بقول يا واد إنت لسه صغير وإن شاء الله هتشوف كل الوعود دى اتحققت أول ما تكبر. بس خلاص بعد ما كنت بحلم وأنا صاحى وابتسامتى من الودن اليمين للودن للشمال، بقيت بشوف كوابيس سواء وأنا صاحى أو حتى نايم.

أحيكلكم بقى، مرة شفت كابوس ربنا ما يرجعه تانى، قال إيه الدكاترة بتوعنا كانوا بيتجلدوا فى السعودية، وما حدش نجدهم، وناس بيترحلوا من الكويت عشان خاطر بلدهم.
ومرة شفت خير اللهم اجعله خير، إن فى واحد مصرى عايش فى لبنان اتقتل واتسحل واتحول لحتة لحم وبرده ماحدش اتحرك.

واتعودت خلاص إنى أشوف المصايب بتزيد يوم بعد يوم فى الجرايد فى الشوارع أو حتى فى التليفزيون، وشئ عادى إنك تعرف إن مية النيل لا تصلح للاستخدام الآدمى ولا حتى غير الآدمى.

التعليم فى الحضيض، و الثانوى بالتحديد، حد عارف عباقرة مصر كانوا كام و بقوا كام؟! مبقيتش أزعل إن خريج طب بقى بيشتغل مندوب للدعاية، وخريج علوم بقى بيشتغل برده مندوب أدوية، وخريجين تجارة أساتذة فى الكافيهات بيقدموا الطلبات.

كان عندنا علماء زويل ومجدى يعقوب والباز هم أشهر المصريين فى العالم، بس مصر لسة بخير، عندنا تامر حسنى وعمرو دياب بيتنافسوا على العالمية، يا ترى بعد عشرين سنة هيكون مين اللى رافع راية مصر! وفى مصر الحمد لله منتهى الديموقراطية، قفلوا كل القنوات الدينية، وعمرو أديب سكتوه، وسابولنا بفضل الله سترايك وهلم جره!

معدش عندنا أفلام فجر الإسلام، ولا الشيماء، بس اتقدمنا وأنتجنا حين ميسرة وهى فوضى وكلمنى شكراً وهلم جره!
مبقيتش أستغرب إن البنات فى مصر (عادى) كل شىء عادى، حتى بابا عادى وماما عادى، والكل عادى، مش مهم إن احنا فقدنا هويتنا وشهامتنا وكرامتنا ولسة بنتأنزح بعروبتنا، وخيبتنا ومصيبتنا! شكلنا قدام العالم بقى ملطشة مش مهم، المهم إننا لسة فى مصر!
رجعت أفكر تانى وتالت ورابع، ممكن أكون غلطان وعايش لسة حياة زمان، بس اتفاجئ أنى فى ألفين وعشرة، ولسة ما فيش حاجة تخلينا نفرح، ده أنا من بعد الوعود ما شفتش إلا مصايب،
فاكرين: زلزال 92 اللى كان هيهد نص مصر، فاكرين الكام قطار اللى حضنوا بعضهم، واتقلبوا بالركاب واللى اتحرق واللى اتسرق واللى واللى واللى!

فاكرين العبارة 98، فاكرين المهاجرين غير الشرعيين، فاكرين دهب وشرم الشيخ والحسين! فاكرين: وعود توشكى، فاكرين جبل الذهب! فاكرين أكياس الدم الملوثة، فاكرين علب الكشرى اللى كانت بتتعمل من مخلفات المستشفيات أنا مبقيتش عيل، محدش بيسحبنى من إيدى، أنا بقيت حر وبدور على الحاضر المشرق اللى كان زمان مستقبل مشرق، نفسى أعرف المستقبل المشرق ده جاى امتى؟
عاوز أعرف ليه، بنصدر غاز، نستورد قمح، فين راح القطن المصرى، كان إيه شكل الشعب المصرى، ليه فى دروس خصوصية، إيه اللى حصل للفول والطعمية، والقوطة بقت أغلى من التفاح، وبقينا بنتشعبط فى العولمة والانفتاح.

من امتى مصر المسلمة والمسيحية بقت دولة علمانية! وليه تبقى علمانية ولا حتى مهلبية. أنا كبرت وعايز أعرف هو أنا لسة عايش ولا أنا لسة عيل وبحلم إنى كبرت!









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة