الدكتور وليد السيد: مقترح "الكونفيدرالية" يتوقف على نتيجة الاستفتاء

الثلاثاء، 09 نوفمبر 2010 12:40 م
الدكتور وليد السيد: مقترح "الكونفيدرالية" يتوقف على نتيجة الاستفتاء الدكتور وليد السيد مدير مكتب حزب المؤتمر الوطنى السودانى بالقاهرة
حاوره يوسف أيوب وجينا وليم - تصوير سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور وليد السيد، مدير مكتب حزب المؤتمر الوطنى السودانى بالقاهرة، ترحيب الحزب بمقترح "الكونفيدرالية" الذى أعلن عنه أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، لكنه أشار إلى أن تنفيذ المقترح سيتوقف على نتيجة الاستفتاء، وعلى رغبة الحركة الشعبية لتحرير السودان فى أن تظل داخل دولة السودان الموحدة، مشككاً فى الوقت ذاته من سعى الحركة للوحدة، وقال فى ندوة "اليوم السابع" إن الحركة اختطفت الجنوبيين ناحية الانفصال بدعم أمريكى ورغبة أوغندية.

ما تعليقك على اقتراح الوزير أحمد أبو الغيط فيما يخص اقتراح "الكونفيدرالية"؟
فيما يخص "الكونفيدرالية"، فإننا نشكر مصر على جهدها فى الحفاظ على السلام والاستقرار فى السودان، ومصر دائما من الدول القلائل التى تنظر فيما بعد الاتفاق، لأن كل الدول وقفت عند 9 يناير، ومصر الوحيدة التى تنظر فى ثنايا الاتفاقية، وتنظر إلى ما بعد الاتفاقية، بمعنى أنها تنظر لأمن واستقرار السودان لأنها تعلم أن أمن السودان من أمن واستقرار مصر.. ونحن نقول أكثر من ذلك بأن قوة السودان الموحد هى قوة لمصر، وانفصال السودان هى ضعف للسودان شمالاً وجنوبًا وضعف لمصر.

وأنا فى رأيى الشخصى أن تقسيم وتفتيت السودان يستهدف مصر، لأن مصر الآن هى العمود الفقرى للأمة.. وكون أن الغرب عنده أجندة معروفة ومعلنة عن انفصال الجنوب، وإسرائيل ليست بعيدة عن هذا الموضوع، وهى مستهدفة فى الأساس مصر.

أما فيما يتعلق بالكونفيدرالية كطرح نحن لا نقدر أن نقول أى شىء، لأن الاتفاقية تقول إما تأكيد الوحدة أو انفصال الجنوب، لكن فيما بعد نتائج الاستفتاء إذا وافقت الحركة الشعبية على هذا الأمر بما يحفظ السودان الموحد، ويعطى حرية للمواطنين فأهلا به، لأن هذا إطار يحفظ ثوابت كثيرة ويحفظ حق المواطنين والمصالح شمالا وجنوبًا، لكننا نرى أن هذا الطرح وقته يكون بعد الاستفتاء، لكن جهد مصر مشكور لأنها تريد حفظ واستقرار السودان.

مسارعة الحركة الشعبية لرفض فكرة الكونفيدرالية، هل هذا يعنى أنها تريد الانفصال؟
قطعًا هذا أساس رفض الحركة الشعبية لهذا المقترح بدون دراسته وبدون حتى الحديث عنه، فعلى الرغم من أن آلية الاتفاقية لا نستطيع التغيير فيها، لكن نحن نقول بعد الاستفتاء إذا كانت رغبة المواطن الجنوبى بنزاهة وحرية هى الانفصال سوف نوافق، لكن رفضهم المبكر للمقترح المصرى يعنى أن لديهم نية مبيتة على الانفصال، وأن نيتهم كذلك فى انفصال غير سلمى لأنك إذا تريد الانفصال كدولة، نظريًا تقول إنك ستعمل علاقات طيبة جداً مع الشمال، ومن الآن تقول إذا حدث انفصال سوف تفكر فى شكل من الأطر السياسية، لكى تحافظ على هذه الثوابت، ولكنك عندما ترفض بهذا الشكل تقول إنك لا تريد أى علاقة طيبة مع الشمال، ويدل على أنك قطعت شوطاً كبيراً جدًا فى فكرة الانفصال، والحركة الشعبية ذاتها لا تعبر عن نفسها، ولكنها تعبر عن أجندات قوة غربية، ولا تعبر عن إرادة المواطن الجنوبى، ولذلك كان من المستحسن أن تنتظر إلى أن يصل المواطن الجنوبى لصناديق الاستفتاء، ويقول رغبته ثم تعبر عن رأيها، لكن كون أنها تعبر الآن عن أجندات، وترفض بهذا الشكل، فهذا دليل أنها أصبحت تعبر عن أبعاد خارجية غير إرادة المواطن الجنوبى.

هل لديكم تخوف من أن تتحول مرحلة "ما بعد الاستفتاء" لصراع مسلح؟
المجلس الرئاسى فى آخر اجتماع له قال إنه لا عودة للحرب، وأكد على الاستقرار والعملية السلمية، لكن أقول إن العنف وعدم الاستقرار يأتيان من عدم القدرة على ضبط النفس، ومن التصريحات غير المسئولة لعدد كبير من قيادات الحركة الشعبية، ومن التعبئة غير الراشدة للمواطن الجنوبى، وبتسيير مسيرات كبيرة جدًا للانفصال، مما يثير الكراهية لدى المواطنين من دعم الحركة الشعبية لأجندات غير محلية، وكان من الأفضل الحديث عن السلام، وأنا أرى الآن أنه يوجد نوع من الصحوة من بعض قيادات الحركة الشعبية يتحدثون عن السلام الاجتماعى وأهميته فى الاستقرار، وهذا مطلوب فى هذه المرحلة بالذات، لأننا نعلم أن المواطن فى دول العالم الثالث يجرى وراء النخبة، وإذا صرح أحد القيادات عن حرب فهذا يرمى بظلاله على المواطن، وترمى بظلالها أكثر على الاجتماعات المشتركة لحلحلة القضايا العالقة، مما يعقد أكثر مما يجعل مرونة، وبذلك كل هذه الأشياء تشير للعنف لكن إذا تحدثت القيادات الآن عن السلام الاجتماعى، وحدثت صحوة حقيقية دون النظر لنتيجة الاستفتاء، ستمر هذه الفترة بسلام.

الإملاءات الخارجية كثر الحديث عنها فى الفترة الماضية، كيف ترى دورها فى تأجيج الموقف؟
إذا تكلمنا عن أجندات خارجية، فإن الحديث الدائم عن الولايات المتحدة وإسرائيل، وكلاهما له دور واضح جداً ومعروف، ويوجد الآن فندق فى جوبا اسمه "شالوم"، والآن إسرائيل موجودة فى شكل منظمات إنسانية وشكل فندق تعمل بالاستثمار، وهذا يشكل خطورة.

أما أوغندا فهى مع الانفصال قلبًا وقالبًا، لأنها تريد الاستئثار ببترول الجنوب، وعندها قناعة أن هذا كله من حقها، ثانيًا عندها أبعاد سياسية ترى أن جيش الرب لن يتم القضاء عليه طالما الشمال والجنوب موحدين، وللأسف الشديد موسفينى يمشى فى كل خط وعلاقته شديدة جدًا بالجنوب وجاء عند تنصيب سلفاكير، وموقفه واضح من البداية، وهو ضد أى بعد عربى وإسلامى وهو يحاول قطع أى شىء عربى وإسلامى، ويريد عمل انفصال واضح لكل ما هو عربى وإسلامى وعربى وأفريقى.

كيف تتعاملون معه لأن موقف أوغندا أقوى من موقف أمريكا؟
هى ليست عندها القدرة الكافية للتدخل أما أمريكا فلديها القدرة على التدخل والتحرك، نحن نأمل أن الحركة الشعبية تنظر للمواطن لمصالحه وإرادته ولا تنظر لرغبات وإملاءات أخرى لا أوغندا ولا أمريكا ولا إسرائيل ولذلك أناشد الحركة الشعبية عليها أن تنظر إلى أين تتجه مصالح المواطن الجنوبى.

هل أنتم وصلتم لقناعة أن المجموعة القليلة التى تمثل الحركة الشعبية استطاعت اختطاف المواطن الجنوبى فى اتجاه الانفصال؟
للأسف الشديد إن الحركة الشعبية الآن قيادتها ونخبتها بدأت تسيطر على المواطن الجنوبى عبر الجيش الشعبى، وظهر ذلك فى الانتخابات الأخيرة التى عبرت تمامًا عن هذه النخبة، ونحن نقول إن الاستفتاء بالنسبة لنا يكون شفافاً ونزيهًا وحر ويعبر عن أراده المواطن الجنوبى حتى يتم الاعتراف به، وإذا ما لم يتم بهذه الشروط لن يتم الاعتراف به، لأنه لا يمكن أن نرهن مستقبل السودان كله أمام تيار ضيق جدًا فى الحركة الشعبية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة