أحمد خيرى يكتب: مين يتجوز سوسو؟

الأربعاء، 03 نوفمبر 2010 01:23 م
أحمد خيرى يكتب: مين يتجوز سوسو؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال يشغل بالى ويحيرنى ويقلق منامى وأنسانى تفكيرى فى تدبير اللحمة والطماطم فى العيد وجعلنى أسهر مع نجاه ومخلنيش أنام، وأصبح أنشودة كل صباح على لسان زوجتى أم سوسن وإن كادت لتفصح به.. كانت سوسن زهرة وحلمًا لأى أم، تملأ البيت ضحكات وحركات بضفائرها ورشاقتها مثل الفراشة. تأوى إلى غرفتها من الثامنة مساء، ولا تسمع لها "حس"، تذاكر دروسها على موسيقى هادئة وتتجول فى البيت مثل النمل الفارسى أثناء بحثه عن السكر الذى ارتفع سعره ونجحت زوجتى فى إخفائه مع مصوغاتها الذهبية، خوفًا عليه من النمل.

كبرت سوسو وأصبحت شابة وكانت تذهب معنا إلى النادى، وفكرت زوجتى فى إشغال وقت سوسو خوفًا عليها مما يحدث هذه الأيام سواء من النت أو من الإعلام أو مما تراه وتسمعه فى الشارع وسعدت بانضمامها إلى أى نشاط صيفى فى النادى بدون تدخل لإجبارها على الاختيار، واختارت سوسو نشاطًا جديدًا فى النادى وانتشر حديثًا فى مصر جاء إلينا مع عدسات العين والرسم على الجسد وموديلات ملابس وغيره مما يلقيه علينا الغرب الديمقراطى، وشجعتها زوجتى بقوة، وسكت الباشا حفاظًا على الديمقراطية والأغلبية ومهلبية قاسم أمين.

اختارت سوسو أن تنضم لفريق كرة القدم النسائية، واجتازت الاختبارات وتفوقت وأثبتت وجودها فى الفريق، وحققت انتصارات وبطولات على مستوى الأندية واشتهرت ولا "اليوم السابع" بعد الفوربس العالمية، وأصبحت كابتن الفريق، وأصبح الباشا أبو الكابتن سوسو ووكيل أعمالها، أذهب معها للتدريب وأذهب معها للمباريات فى مدن ومحافظات الوجهين، ولم يصبح لدى رصيد إجازات ولا اعتيادى ولا مرضى ولا طارئ ولا سنوى، والمرتب أصبح هزيلاً أصابته البلاجرا، حتى بعد الزيادة والعلاوة التى راحت هدرًا لشراء المزيد من الملابس الرياضية والأغذية والخضراوات الطازجة ماعدا الحمرا المجنونة للحفاظ على صحة الكابتن سوسو، وأصبحت زبونًا معروفا لدى محطات البنزين بعدما كنت أذهب مرة فى الأسبوع، أصبحت ثلاثاً وأربعًا حسب مكان المباريات وسخونة الدورى، ثم أدمنت التزويغ من العمل، وانكمش المرتب بعد الخصومات، وزوجتى مازالت تشجع سوسن على الاستمرار أملا فى أن تصبح نجمة مشهورة ولاعبة محترفة تتخاطفها الأندية بالملايين، مثل فتح الله وشيكابالا وميدو وميسى ورونالدو ويعم الخير وإشارتنا تصبح خضرا وحياتنا تصبح بمبى مسخسخ، وكلما شكوت للمدام عن نقص الرصيد، ترد بثقة "ياباشا اعتبر بتستثمر فلوسك فى بنتك.. يا باشا استبشر خير، بكرة تذوق وتعرف العز.

وبينى وبين نفسى ولا أريد أن أتذوق العز، ولا حتى أريد معرفته، خوفًا منه ومما قرأته وعرفته وعانى منه الكثير، ومرت الأيام وأهى غلطة ومش هتعود يا"ثومه" أقصد يا مدام. واشتهرت سوسو فى المنطقة بأنها لاعبة تجيد التصويب والتسديد من بعيد، وتحرز أهدافا صعبة وزاد تمسك النادى بها وزاد تشجيع المدام لها، والباشا زاد الضغط عنده وأصيب بالسكر من الكلام اللى بسمعه من الجمهور أثناء المباريات، وحسب الحالة المزاجية للجمهور أحيانا أسمع هتافات تسعد وتنشرح لها المدام مثل"..سوسو يا سوسو يا معلم..خلى الشبكة تتكلم.. ومثل.. سوسو ياسوسو يامدرسة.. لعب وفن وهندسة" وأحيانا كثيرة أسمع هتافات ترفع الضغط وتجعلك تلعن اليوم اللى وافقت فيه على الديمقراطية الفالصو والمساواة المستوردة وتجعلك تدعى من قلبك على قاسم أمين.. هتافات مثل.. "ياسوسو روح...أمك اتصلحت... وزى العبيطة أهيه..." وتشعر أن المدرجات كلها تنظر إليك، وبدورى أنظر إلى المدام، فهى أم العبيطة وصاحبة الفكرة، وعند الرجوع للبيت تقابلك نظرات أهالى المنطقة وتعليقاتهم.. "ياباشا بنتك كده... بنتك رجلها حلوة.. عارفة طريق الجون".. وأحيانا تسمع دعوات "الله يخرب بيتك الدورى راح مننا" كل ده على أعصابى وأصبحت مدمن كركديه علشان أدوية الضغط سعرها نار وليست متوفرة، مع إن الناس كلها ليس عندهم سوسو، ولكن عندها ضغط من أى حاجة من سعر الحديد أو من البطالة أو من طابور العيش أو من التليفزيون أو الطماطم أو الانتخابات أو اللحمة أو ما يحدث فى المدارس أو من القوانين المسلوقة أو من أكاذيب وبلح الجرايد الحكومية أو من الزحمة أو من التليفزيون والمذيعين أو من الثانوية أو من الضريبة العقارية، المهم أى ضغط وأى سكر.. جلست واضعًا يدى على خدى أسترجع أيام سوسو أم فيونكة على شعرها وضفيرة على ظهرها، وكتب المدرسة على صدرها، وكان أملى وحلمى أنا وأمها يوم فرحها فى الكوشة قاعدين جنبها، ودلوقتى سوسن عندها تسعة وعشرون سنة، ولم يتقدم لها أحد لأنها لاعبة كرة، والباشا فقد وظيفته بسبب التغيب المستمر، والمدام ضاعت أحلامها بالحصول على الملايين من أفكارها، وبنتى سوسو ضاع مستقبلها واعتزلت النادى وانضمت لجمعية (عوانس ولكن جدعان) المطالبين بالمساواة وتقليد الغرب.. وأخيرًا كانت عندى شقة أقوم بتأجيرها فى الصيف، وكان عليها يافطة مكتوب عليها شقة للإيجار من بكره هغيرها واللى اختشوا ماتوا، وأكتب على اليافطة بخط عريض. "مين.. يتجوز سوسن....؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة